بقلم _ د.أسامة الغزالي حرب
المحنة فى اللغة هى البلاء والشدة، أى ما يمتحن به الإنسان من تجارب ومواقف مؤلمة. وقد اكتشفت أننى كلما كتبت عن قضايا التعليم الراهنة فى مصر استعملت تلقائيا تعبير محنة! ولذلك أستاذن القارئ الكريم فى استعمال هذا التعبير اليوم مرة اخرى، خاصة وقد بدأ موسم الامتحانات بمدارس مصر، لينتهى مع ختام امتحانات الثانوية العامة فى أوائل شهر يوليو المقبل إن شاء الله. وسوف نتابع كالعادة طوال تلك الفترة أخبار الامتحانات وصعوبة وسهولة هذا الامتحان أو ذاك.. ولكنى على يقين من أن محنة التعليم الآن فى مصر أوسع وأعمق وأهم بكثير من مسالة الامتحانات. فبالرغم من مركزية قضية التعليم لدى الأسر المصرية ، من ابسطها وأفقرها إلى أغناها، وبالرغم من الاهتمام الرسمى للدولة بالقضية بدليل إعلان الرئيس السيسى فى ختام مؤتمر الشباب الذى عقد بجامعة القاهرة فى العام الماضى ان يكون 2019 عاما للتعليم...فقد شغلنا د.طارق شوقى ـ مع التقدير الكامل لنياته الطيبة ـ بقضايا تفصيلية ثانوية للغاية مثل التابلت والبوكليت. فإننى أنادى، ولن أمل من المناداة ،بأن قضية التعليم أكبر وأهم واثقل من أن ينفرد بحلها شخص واحد مهما كانت قدراته وأحلامه، وأننا فى حاجة إلى عقد مؤتمر قومى شامل يضم خبراء ومسئولى التعليم فى مصر, وممثلين لكل أطراف العملية التعليمية (المدرسة، والمدرس، والطالب) ويناقش كل أبعادها (المناهج ، والأنشطة، والوسائط التوضيحية الحديثة مثل الإنترنت والكمبيوتر اللوحى (التابلت)...إلخ ثم هناك قبل وبعد هذا كله قضية تمويل التعليم فى مصر وحقيقة وفاعلية مجانية التعليم التى أصبحت فعليا مسألة وهمية، مع الدروس الخصوصية والسناتر! وختاما فإننى أعد القارئ الكريم بأن يكون التعليم بكل أبعاده وقضاياه أحد المحاور الاساسية لهذه الكلمات، فى الفترة المقبلة، فهى تستحق هذا وأكثر!