بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أحداث الشغب التى شهدتها مباراة النادى الأهلى مع نادى مونانا الجابونى باستاد القاهرة يوم الإثنين الماضى (5/3) أعادت للنقاش قضية جمهور مباريات كرة القدم. ولا شك أن هذه الحالة بالذات قدمت دليلا دامغا على النية المسبقة لتلك المجموعة من المشاغبين الذين رأينا سلوكهم التخريبى الشائن لإفساد وتخريب المباراة، وليس أى هدف آخر، خاصة وأن الأهلى حقق فوزا ساحقا على ضيفه الجابونى. إننى اضم صوتى لكل الذين طالبوا بمحاكمة تلك العناصر، وإصدار أحكام رادعة ضدهم.
غير ان ما يهمنى التركيز عليه هنا، ليس هو تفاصيل تلك القضية، ولكن هو ما يمكن أن يتخذ ذريعة لتقييد أعداد الحاضرين فى الملاعب، أو حرمان الجماهير من الحضور أساسا! أننى أعتقد أن كلا السياستين خاطئة تماما فضلا عن أنها تعطى إشارات سلبية، وغير صحيحة على الإطلاق، عن الأوضاع الراهنة فى مصر. إننى أطالب اتحاد كرة القدم، وكافة الأندية، بالتفكير فيما يتجاوز بدعة عقد المباريات بلا جمهور أصلا أو تحديد أعداد قليلة من الجمهور لحضور مباريات الكرة! لقد لفتت نظرى الكلمة التى قرأتها على موقع «اليوم السابع» (8/3) لأحمد حسام (ميدو) والتى قال فيها «أناشد وزير الداخلية فتح الباب للجماهير، وبأعداد مفتوحة، ابتداء من الموسم المقبل، وأن يعاقب أى شخص يخرج عن النص بالحبس فورا، وأن أى قرار غير ذلك هو انتصار للمخربين».
هذا كلام رائع وهو دعوة للداخلية لئلا تستكين للحلول السهلة من منع ومصادرة.. إلخ. إن على الداخلية أن تفكر «خارج الصندوق» وأن تدرس بدائل وأفكار خلاقة لمواجهة الشغب فى الملاعب. فى هذا السياق أرسل لى أحد القراء النابهين يلفت نظرى إلى فكرة اصدار كروت اليكترونية يحملها المشجعون ويدخلون بها المباريات، كما يمكن من خلالها أيضا تتبع سلوك حاملها فى المدرجات، وقد قرأت بحثا مهما عن التجربة الإيطالية فى استخدام تلك الكروت، وما أدت إليه من ضبط سلوك مشجعى الكرة.المصدر : جريدة الأهرام