بقلم _ د.أسامة الغزالي حرب
أعلم تماما أن ما سأقوله سوف يغضب كثيرين، ولكن ذلك لا يمنعنى من قوله، وفقا لما درسته وأعلمه جيدا، واستجابة لضميرى ومشاعرى. فصباح يوم السبت الماضى تحدثت وكالات الأنباء عن إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة على مناطق واسعة شمال شرق تل أبيب. ووفقا لما اعترف به الإسرائيليون فقد كانت تلك هى المرة الأولى التى تتجاوز فيها صواريخ من غزة منطقة تل أبيب وتصيب المناطق الوقعة شمالها على بعد 80 كيلوا مترا.
وانطوى ذلك الخبر على حقيقتين، أولاهما أن حماس، أو تحديدا كتائب القسام الجناح المسلح لها، وكذلك حركة الجهاد الإسلامى، استطاعتا تطوير صاروخ يصل مداه إلى 120 كيلومترا.
وثانيتهما، نجاحهما فى تجاوز القبة الحديدية الإسرائيلية، من خلال تكتيك إطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة، قدرت بأعداد تراوحت بين خمسين ومائة صاروخ.
وردا على ذلك قامت الطائرات الإسرائيلية بغارات مكثفة على غزة. وكانت النتيجة هى قتل عدد من الإسرائيليين تراوحت تقديراتهم فى الأنباء بين قتيل واحد وأربعة قتلى وإصابة أعداد كبيرة معظمها بالصدمة العصبية, أما على الجانب الفلسطينى فقد أدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد 27 فلسطينيا بينهم أربع نساء، ورضيعتان، وطفل، فضلا عن إصابة 154 مواطنا، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة بالقطاع.
هذه هى حصيلة المواجهة الأخيرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلى لقطاع غزة، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية، حتى كتابة هذه السطور.
وفى حين سادت حالة من الهدوء الحذر عقب التوصل لإطلاق النار عبر وساطة مصرية - دولية، فقد توعد نيتانياهو برد غير مسبوق كما قيل.
تلك كلها تطورات شديدة الأهمية تستدعى مزيدا من التحليل الموضوعى، وليس الحماس والتهليل. وموعدنا بإذن الله السبت المقبل مع حلقة ثانية من تلك الكلمات!.