مصر والشراكة الأفريقية الصينية

مصر والشراكة الأفريقية الصينية

مصر والشراكة الأفريقية الصينية

 صوت الإمارات -

مصر والشراكة الأفريقية الصينية

بقلم : مكرم محمد أحمد

عندما تعترف الصين بأن شراكة مصر تُشكل عنصراً مهماً في رؤيتها لعلاقاتها الجديدة مع أفريقيا، يساند ذلك موقع مصر العبقري على ملتقى القارات الثلاث.

ودورها التاريخي الحيوي في القارة الأفريقية سواء خلال مرحلة التحرر من السيطرة الاستعمارية أو في مهمتها الراهنة التي تجعلها المتحدث الأول باسم أفريقيا في قضايا التغير المناخي والتنمية وإقامة علاقات عادلة بين الشمال والجنوب.

وإحداث توازن مطلوب في العلاقات بين دول المواد الخام والدول الصناعية المتقدمة، أو في الحوار بين دول الجنوب بهدف تعزيز العلاقات التجارية داخل القارة الأفريقية، فإن ذلك يعني اعتراف الصين أهم الدول الناهضة وأكثر الاقتصادات العالمية قوة ونفاذاً بأن طريق الحرير إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم أجمع ينبغي أن يمر عبر مصر، لتصبح مصر طرفاً ثالثاً في الشراكة الأفريقية الصينية.

وعندما تعترف ألمانيا أكبر قوة اقتصاد أوروبية بحاجتها المستمرة إلى أن تتواصل مع دول القارة الأفريقية، تجد من صالحها أن يمر هذا الجسر عبر مصر وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا بد أن يكون طرفاً في أي شراكة ألمانية أفريقية كي تكون شراكة مكتملة يتحقق لها النجاح.

وما من شك أن مصر لم تحظ بهذه المكانة الفائقة لمجرد مصادفة جغرافية جعلت موقعها على الطرف الشمالي الشرقي من القارة السمراء جسر تواصل مع القارات الثلاث عبر البحر الأحمر وقناة السويس أهم شرايين التجارة العالمية بين الشمال والجنوب.

لكن ما ينبغي ألا يغيب عن رؤية مصر، أن الأمر ليس مجرد موقع جغرافي عبقري، ولكنه يتجاوز ذلك إلى الوظيفة والدور، وبقدر ما يتطلع الصينيون والألمان إلى مصر كجسر للاتصال مع أفريقيا، يتطلع الأفارقة إلى مصر كي تنهض بهذا الدور الذي يجعل إفريقيا في بؤرة الاهتمام العالمي يسعى الجميع إلى التشارك معها، لأن مصر هي القادرة على الربط الكهربائي بين أفريقيا والعالم.

ولأن الكهرباء التي يمكن أن تنتجها أفريقيا من مساقطها المائية المتعددة لا بد أن تعبر شمالاً إلى مصر كي تصل إلى أسواق أوروبا وآسيا، وفضلاً عن ذلك فإن سكك حديد مصر التي تصل إلى ساحل المتوسط شمالاً يمكن أن تتكامل مع سكك حديد السودان.

وهو الأمر الذي كان مخططاً لاكتماله منذ زمن بعيد لكن تم إهماله، بما يعني إمكان أن تصل سكك حديد مصر إلى عمق وجنوب أفريقيا عبر سكك حديد السودان بما ينقل تجارة أفريقيا إلى المتوسط، ويختصر الطريق بين أسواق أفريقيا وأسواق أوروبا، وربما تكون المهمة الثالثة التي تستطيع أن تضطلع بها مصر، تحويل نهر النيل إلى شريان يعزز علاقات التواصل في القارة السمراء ويربط بين جنوبها وشمالها، ويعبر بمصالح أفريقيا شمالاً حتي سواحل المتوسط.

ولو أن مصر كرست جهدها الأفريقي في المرحلة المقبلة لتعزيز مشروعات الربط الكهربائي والسكك الحديدية المشتركة إلى عمق القارة السمراء واستثمار نهر النيل كي يكون أطول شريان تجاري يربط جنوب أفريقيا بشمالها وصولاً إلى ساحل المتوسط لتغيرت كثيراً أوضاع مصر وأفريقيا، واتسع نطاق التجارة الدولية ليشمل رقعة عريضة من عالمنا تمتد من الصين إلى أوروبا.

ومن المؤكد أن هذا الطموح العالمي ليس من قصص الخيال العالمي ولكن حلم عظيم جد واقعي، يمكن أن تساعد مصر على تحقيقه كي يصبح واقعاً ملموساً في غضون سنوات معدودات يغير مجريات عالمنا إلى الأفضل والأحسن والأكثر اكتمالاً. وإذا كان تعميق التواصل بين ألمانيا وأفريقيا عبر مصر يُشكل أحد أهداف زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى برلين.

فإن هدف الزيارة الثاني المتعلق بتعميق علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر يزداد كل يوم ازدهاراً بارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 6 مليارات دولار لتصبح مصر ثالث شريك لألمانيا في الشرق الأوسط وهو يلقي حماس المستشارة الألمانية ميركل التي تحظى بمساندة مصر وتأييدها في كل خياراتها الصعبة الراهنة حفاظاً على وحدة أوروبا وقوتها وقرارها المستقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والشراكة الأفريقية الصينية مصر والشراكة الأفريقية الصينية



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates