استنزاف روسيا

استنزاف روسيا

استنزاف روسيا

 صوت الإمارات -

استنزاف روسيا

بقلم: عمرو الشوبكي

استنزاف روسيا أو إضعافها بات أحد الأهداف الغربية الأمريكية من الحرب فى أوكرانيا، فإعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن صفقة سلاح لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار يعنى أن الحرب ستطول (نسبيًّا) ليس بهدف انتصار أوكرانيا واستعادة إقليم القرم الذى ضمته روسيا، إنما لاستنزافها عسكريًّا والضغط عليها اقتصاديًّا.

والحقيقة أن هذه الصفقة تُعتبر الحزمة الـ19 من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، وستشمل صواريخ دقيقة والمزيد من صواريخ جافلين وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة ومدفعية ومُعَدات لإزالة الألغام. وتهدف كما قال البنتاجون «إلى مساعدة كييف على إحداث تحول فى سير المعارك واستعادة الأراضى التى احتلتها القوات الروسية».

واللافت هو ما ذكره مؤخرًا مسؤول رفيع فى البنتاجون بأن هذه المساعدات أدت إلى توقف القوات الروسية عن التقدم، وقدرتها على ضرب مواقع روسية بدقة، وخاصة مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة، كما جرى مع المطار الروسى ومنشآت أخرى فى عمق شبه جزيرة القرم.

ويظل حصول أوكرانيا على صواريخ أمريكية متطورة تستطيع أن تضرب بها العمق الروسى أمرًا مقلقًا، حتى لو تعهدت بألّا تقوم بذلك لأن مسار كثير من المواجهات فى الماضى انتقل من السيئ إلى الأسوأ لأخطاء فى الحسابات، فاستهداف العمق الروسى ولو بالخطأ سيجعل رد روسيا عنيفًا، وقد يدفعها إلى تجاوز الخطوط الحمراء الضابطة لهذه الحرب، ويجعل تخوف الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص انتقال المعارك أو الصواريخ والقنابل الطائشة إلى مفاعل «زاباروجيا» حقيقة.

صحيح أن روسيا سيطرت فى هذه الحرب على 20% من الأراضى الأوكرانية، ومنها مدن استراتيجية داخل الأراضى الأوكرانية مثل مدينة «ليمان» وقبلها «ماريوبول»، التى تربط بين روسيا ومنطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، لتُحكم سيطرتها على بحر آزوف، وباتت قريبة من السيطرة الكاملة على إقليم الدونباس المرتبط جزء كبير من سكانه ثقافيًّا ولغويًّا بروسيا، وأن هناك صعوبة فى نجاح أوكرانيا فى استعادة أى من هذه الأراضى التى سيطرت عليها روسيا، حتى لو ضاعف الغرب دعمه العسكرى لها، واستمر فى عقوباته الاقتصادية التى يتضرر منها الجميع، إلا أن الهدف بدا واضحًا، وهو إضعاف روسيا واستنزافها عسكريًّا، وجعلها «عبرة» لأى دولة تفكر فى تكرار ما فعلته روسيا.

بالمقابل، هناك قدرة روسيا على الاحتفاظ بالأرض التى سيطرت عليها، رغم الدعم العسكرى الأمريكى لأوكرانيا، بجانب صمود اقتصادها وقدرته على مواجهة العقوبات الغربية حتى نهاية العام الحالى، وهو الموعد الذى حدده قادة الاتحاد الأوروبى للاستغناء عن النفط الروسى الخام، فيما عُرف بـ«الحزمة السادسة للعقوبات».

استنزاف روسيا وليس هزيمتها بات هدفًا وليس تكتيكًا، وتوقف الحرب فى نهاية العام سيعنى أن الجميع استُنزف وليس فقط روسيا، أما استمرارها إلى ما بعد ذلك فسيعنى أن استنزاف روسيا سيصبح أكبر من الآخرين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنزاف روسيا استنزاف روسيا



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates