الرمال المتحركة

الرمال المتحركة

الرمال المتحركة

 صوت الإمارات -

الرمال المتحركة

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

الحروب ليست نزهة وهى شر في كثير من الأحيان لا بد منه، ولكن أخطر ما فيها أنها كثيرا ما تصبح مثل الرمال المتحركة تدخلها الدول لدوافع محددة فتتورط في رمالها وتجرها في أتونها سنوات. حديث الحرب يتعامل معه البعض بخفه في حين أن حساباتها كلها معقدة وأخطر ما فيها هو لحظة الخروج أو امتلاك القدرة على الخروج منتصرا أو مرفوع الرأس. والمؤكد أن تاريخ مصر العسكرى كان في غالبيته العظمى بعيدا عن المغامرات العسكرية، وحرصت ألا تتورط في حروب طويلة، وأن درس الحسابات الخاطئة والهزيمة الصادمة في 67 جعل مصر أكثر حذرا تجاه أي تدخل عسكرى غير مضمون النتائج، وأن التدخل المصرى كجزء من التحالف الدولى في حرب تحرير الكويت كان بشرعية من الأمم المتحدة ومضمون النتائج.والحقيقة أن مصر في الوقت الحالى قد تضطر إلى الدخول في مواجهات عسكرية دفاعا عن وجودها أو أمنها القومى، وأن ليبيا إحدى الساحات المرشحة لتنفيذ هذا التدخل، وهو أمر مازالت تتعامل معه بحذر، وتدرجت في موقفها بخطوات محسوبة.حسابات التدخل العسكرى ليست فقط مادية إنما بالأساس في عدم الانجرار إلى مساحات لم تقررها بنفسك كهدف استراتيجى لتدخلك العسكرى. فكثيرا ما دخلت دول حروب خطط لها أن تكون خاطفة وجراحية وبقيت في رمالها المتحركة سنوات استنزفت فيها موارد بشرية ومادية كثيرة لم تستطع أن تتعافى منها.الدخول في بلد آخر ولو بطلب من برلمانها المنتخب ليس فقط أمرا عسكريا إنما أيضا اجتماعى وسياسى، فالمؤكد أن في هذه الحالات يطرح شكل العلاقة بين أهل البلد وأى جيش آخر قادم من خارج الحدود حتى لا ينظر له مع الوقت أنه جيش مفروض عليهم، ويدفع البعض للتحريض ضده واستهدافه.تجارب دول كثيرة في العالم كانت تحرص على استيعاب تعقيدات الخريطة الاجتماعية للبلد الذي ستحارب فيه، ومحاولة حل الخلافات بالسياسة أولا قبل أي تدخل عسكرى. التدخل العسكرى لردع التمدد العسكرى التركى في ليبيا والقضاء على الميليشيات الإرهابية على حدود مصر الغربية أمر مشروع بشرط عدم الانجرار في حرب شاملة أو طويلة.مطلوب تعظيم أدواتنا السياسية وتفعيل حضورنا السياسى في ليبيا، ولن يفيد كثيرا إدانة التمدد الأردوجانى في أكثر من مكان إلا حين تقدم مصر سياسات بديلة. مزيد من الأدوات السياسية تقلص من مخاطر أي تدخل عسكرى ولو كان مشروعا واضطراريا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرمال المتحركة الرمال المتحركة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:36 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 صوت الإمارات - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:15 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 19:12 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 20:20 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 11:21 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 10:58 2012 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"البرلمان الأوروبي" يمنع قطع زعانف سمك القرش في البحر

GMT 13:54 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن راشد يهنئ المواطنين هاتفيًا بـ"اليوم الوطني"

GMT 15:55 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

منزل غريب في نيوزيلندا يصلح للشخصيات الخيالية

GMT 19:23 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

خالد باوزير يعود إلى تدريبات الوحدة

GMT 12:20 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

التليفزيون المصرى يعرض أول مسلسل صيني في الشرق الأوسط

GMT 21:50 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد للطيران تعلق رحلات أبوظبي " دالاس فورت وورث " في 2018

GMT 07:01 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

شركة يابانية تكشف عن أسرع سيارة في العالم

GMT 22:12 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

وضعيات "يوغا" تقلل من تساقط الشعر

GMT 08:44 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

فساتين راقية بلمسات شرقية لها سحرها الخاص

GMT 03:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نسخة مسرحية من «عائلة آدم» في «أميركية الشارقة»

GMT 09:38 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

هيفاء وهبي تعلن الاعتزال الفني بشكل مؤقت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates