بقلم - أسامة الرنتيسي
بدخول “1” من شباط (فبراير) يدخل موقع “الأول نيوز” عامه الخامس، في مشروع متواضع أحببنا أن نشارك في جزء بسيط من الإعلام الحديث.
نعلم أن إعلام المواقع الإلكترونية ليس الطاغي على وسائل الإعلام، بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي السلطة الخامسة في عالم الإعلام، متجاوزة السلطة الرابعة التي تفيأنا ظلالها سنوات طوال.
تذكرت بداية السنة الخامسة في عالم المواقع الإلكترونية، خلال جلسة جاء ترتيبها مصادفة ظهر الاثنين في مكتب النائب أندريه العزوني جمعت أحد أهم النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي عمر زوربا (شاب واقع فاهم الواقع..) والنائب السابق رائد الخزاعلة وريم الحوراني وعلا النوباني والعبد الفقير.
جلسة اكتشفت فيها أن عالم الإعلام الحديث وشياطين السوشيال ميديا لا يمتون لنا نحن جماعة الإعلام التقليدي بصلة.
لهم عالمهم الخاص في الإعلام، وفي مخاطبة الجمهور والوصول إليه، وفي وسائل التواصل بينهم، وأنهم عالم محترف يفهم ما يريد الجمهور.
يتحدثون عن إعلام وإعلان وبزنس وعشرات الألوف من الدنانير، وخطط دعاية ومسابقات وهوس الجمهور في متابعة النشطاء خاصة المعروفين منهم.
عمر زوربا؛ قد لا يتفق معه كثيرون، وأنا منهم، لكن أعترف أنه ظاهرة وصل لمئات ألوف المتابعين ولديه حس في الكتابة الساخرة قد لا يتوفر في غيره، فقد لفت نظر الشركات والمؤسسات الإعلامية الكبرى فعقدت معه صفقات تشاركية، حتى تحول إلى نجم مطلوب في الأعمال التلفزية، (إذ لا يقل دخله عن دخل المدير التنفيذي لمصفاة البترول…)…(لا حسد…)
الجلسة استمرت نحو ساعة، لم نشارك فيها أنا والنائب السابق رائد الخزاعلة بحرف لأن كلا منا اعترف للآخر بلغة الأعين أننا خارج هذا العالم، ولا نعرف عنه شيئا.
في لحظة ما كان عمر زوربا يتحدث عن ناشطة كويتية في عالم وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث تُحصّل ملايين الدنانير شهريا، حتى وصل الأمر إلى تحويلها للقضاء لمعرفة مصادر دخلها، وصلتني صورة صناديق مهترئة للصحافة الورقية في الأردن من الصديقين الزميلين السابقين في مهنة المتاعب عماد الحمود وموسى الطراونة.
واقع حال الصورة، ينطبق تماما على واقع حال الصحافة الورقية ليس في الأردن فقط بل في العالم.
الصدمة من الصورة أخذتني إلى نحو 30 عاما في العمل في مهنة المتاعب، إبتدأت في عام 1989 في الكويت في صحيفة (الرأي العام) إلى حين الغزو العراقي، واستمرت سنوات طوال في صحيفة حزبية (الأهالي)، لحين الانتقال عام 1997 إلى صحيفة (العرب اليوم) ومنها لصحيفة (الغد) وبعد ذلك إلى صحيفة (أوان) الكويتية، والعودة مرة أخرى إلى صحيفة الغد والعرب اليوم…وختام مسكها في موقع (الأول نيوز…)…
لن أعلق كثيرا على الصورة، وأعتذر من الزملاء في الصحافة الورقية التي تظهر صناديق صحفهم، ولا أنشرها بقصد سوء النية، لكن بقصد معرفة واقع الحال.. وواقع حال الإعلام الحديث.
مستمر في القول وبالصوت العالي….
الدايم الله…….