بقلم - عائشة سلطان
لا يمكن أن نفصل بأية حال بين مناهج ومنهجية وطرق وأساليب التعليم في مدارس أي مجتمع وبين مستوى ووعي وثقافة وتوجهات الأفراد الذين يتعرضون لهذه المناهج، وبالتالي يتخرجون من هذه المدارس، ولذلك يصح القول: قل من علمك وماذا درست أقل لك من أنت!
إن ذلك المنهج النقدي القائم على تعليم الطلاب آليات التفكير النقدي وإعمال العقل وطرح الأسئلة وتطبيق المنطق على ما يتلقونه سيخرج حتماً أفراداً أو طلاباً مختلفين ولا يشبهون بأية درجة أولئك الذين تعلموا في مدارس وعلى يد أساتذة قالوا لهم احفظوا ولا تسألوا أو تساءلوا نصاً ولا أستاذاً، ثم عرضوهم لاختبارات أو امتحانات قيموا من خلالها درجة حفظهم فقط، ومنحهم شهادات نجاح عالية، وهنا نتساءل أي نوع من الطلاب نحن بحاجة إليه اليوم، وأي منهج هو الأقوى والأصلح للحاضر والمستقبل وللأجيال التي نعدها لمواجهة تقلبات الزمن؟
عندما يتساءل البعض عن سبب ضعف الثقافة العامة لدى الطلاب، وعن عدم اهتمامهم بالقراءة، وعدم تقديرهم للمعلمين، وعدم حماستهم لكل ما يتعلق بالمدرسة والكتب وغير ذلك، أقول: فتشوا عن المدرسة، تأملوا في المناهج، في آليات وأساليب التعليم المتبعة، في ثقافة المعلمين، في دروس القراءة والثقافة العامة، في حصص الفلسفة والمنطق والموسيقى والفن التي ألغيت من مدارسنا ذات يوم بسبب سيطرة المتشددين!
هذه أولاً تحية للمملكة السعودية التي أعادت الاعتبار لتدريس الفلسفة، العلم الذي ينظر له المتطرفون بعدائية، لأنه من وجهة نظرهم مدخل للإلحاد، بينما هو طريق للفهم والوعي وإعمال الفكر والعقل، ودعوة لوزارة التربية لإعادة النظر في تدريس بعض المواد وفي الاهتمام بدروس المكتبة وكتب المطالعة الحرة التي يجب أن تدرس بعناية فائقة لتتلاءم مع ما نريد تقديمه لطلابنا.