كرة القدم في الشمس والظل

كرة القدم في الشمس والظل

كرة القدم في الشمس والظل

 صوت الإمارات -

كرة القدم في الشمس والظل

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

بمناسبة كأس العالم، اخترت لكم أجمل وأروع من كتب عن كرة القدم وكواليسها وتفاصيلها وسحرها وسرها، وهو الكاتب الرائع ابن أوروجواى إدوارد جاليانو، هذه بعض اقتباسات كتابه الجذاب «كرة القدم.. فى الشمس والظل» الترجمة لجريدة الجزيرة:

• «لقد تحول اللعب إلى استعراض.. فيه قلة من الأبطال وكثرة من المشاهدين.

إنها كرة قدم.. للنظر. وتحول هذا الاستعراض إلى واحد من أكثر الأعمال التجارية ربحاً فى العالم!!.. لا يجرى تنظيمه من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب!.. لقد راحت تكنوقراطية الرياضة الاحترافية تفرض كرة قدم تعتمد السرعة المحضة والقوة الكبيرة، وتستبعد الفرح، وتستأصل المخيلة وتمنع الجسارة، ومن حسن الحظ أنه ما زال يظهر فى الملاعب، حتى وإن كان ذلك فى أحيان متباعدة وقحاً مستهتراً يخرج عن النص ويقترف حماقة القفز على كل الفريق الخصم وعلى الحكم وجمهور المنصة، لمجرد متعة الجسد المنطلق إلى مغامرة الحرية المحرمة».

• فاللاعب المحترف قد نجا من العمل فى المصنع أو المكتب.

إنهم يدفعون له من أجل توفير التسلية. رجال الأعمال يشترونه، يبيعونه، يعيرونه، ويسلم هو قيادته لهم مقابل الوعد بمزيد من الشهرة ومزيد من المال، وكلما نال شهرة أكبر، وكسب أموالاً أكثر، يصبح أسيراً أكثر، إنه يخضع لانضباط عسكرى صارم، ويعانى عقوبة التدريب القاسى، ويخضع لهجمة المسكنات وتسلل الكورتيزون الذى ينسيه الألم ويزيف حقيقة حالته الصحية، وعشية المباريات المهمة يحبسونه فى معسكر اعتقال؛ حيث يقوم بأعمال شاقة، ويأكل أطعمة غريبة، وينام وحيداً.

• فى المهن الإنسانية يأتى الغروب مع الشيخوخة، أما لاعب كرة القدم فقد يشيخ وهو فى الثلاثين من عمره، لأن العضلات تتعب باكراً، وعندئذ تسمع من يقول له: «هذا لا يمكنه أن يسجل هدفاً.. حتى ولو فى ملعب مائل..» «هذا.. لن يسجل هدفاً حتى لو قيدوا له يدى حارس المرمى!».

وقد يشيخ لاعب كرة القدم قبل الثلاثين.. إذا ما أفقدته ضربة كرة صوابه.. أو إذا ما مزق الحظ إحدى عضلاته.. أو كسرت ركلة عظامه.

• «مرة كل أسبوع يهرب المشجع من بيته ويهرع إلى الملعب: نادراً ما يقول المشجع: اليوم سيلعب النادى.

إنه يقول اليوم سنلعب نحن.. وهذا اللاعب رقم 12 يعرف جيداً أنه هو من ينفخ رياح الحماسة التى تدفع الكرة حين تغفو، مثلما يعرف اللاعبون الأحد عشر الآخرون جيداً أن اللاعب دون مشجع.. هو أشبه بالرقص دون موسيقى»..!

• «رغبت أن أصبح لاعب كرة قدم، وقد كنت ألعب جيداً، كنت رائعاً، ولكن فى الليل فقط، فى أثناء نومى، أما فى النهار فأنا أسوأ قدم متخشبة شهدتها ملاعب الأحياء فى بلادى.. لقد مرت السنوات، ومع مرور الوقت انتهيت إلى القناعة بهويتى.. فأنا مجرد متسول أطلب كرة قدم جيدة، أمضى عبر العالم حاملاً قبعتى، وأتوسل فى الملاعب:لعبة جميلة لله..!!

• المتعصب هو المشجع فى مشفى المجانين، فنزوة رفض ما هو جلى أغرقت العقل وكل ما يشبهه.. يصل المتعصب إلى الملعب ملتحفاً رايه ناديه، ووجهه مطلى بألوان القميص المعشوق، مسلحاً بأدوات مقعفة وحادة، وبينما هو فى الطريق يكون قد بدأ بإثارة الكثير من الصخب والشجار، وهو لا يأتى وحده مطلقاً!.. ففى وسط الكتيبة الباسلة، أم أربع وأربعين الخطرة.. يتحول الخائف إلى مخيف.. والمهان إلى مهين للآخرين..

• فى السابق كان المدرب. ولم يكن أحد يوليه كبير اهتمام.. ومات المدرب وهو مطبق الفم عندما لم يعد اللعب لعباً.. وصارت كرة القدم بحاجة إلى تكنوقراطية النظام. عندئذ ولد المدير الفنى.. ومهمته منع الارتجال.. ومراقبة الحرية.. ورفع مردودية اللاعبين إلى حدودها القصوى بإجبارهم على التحول إلى رياضيين منضبطين..(كان) المدرب يقول: سنلعب.. أما المدير الفنى فيقول: سنشتغل..... هو يظن أن كرة القدم هى علم وأن الملعب مختبر، ولكن المسئولين والمشجعين لا يطالبونه بامتلاك عبقرية أينشتاين وبُعد نظر فرويد.. فحسب، بل يطالبونه بقدرات عذراء لورديس الإعجازية، وقدرة غاندى على التحمل.

• منذ أولمبياد عام 1936 التى نظمها هتلر، كان الرياضيون الفائزون ينتعلون أحذية تظهر عليها خطوط ماركة أديداس الثلاثة. وفى بطولة العالم بكرة القدم 1990 كانت خطوط أديداس تظهر على الأحذية وعلى كل شىء.. الوحيد الذى لم يكن للشركة فى المباراة النهائية بين ألمانيا والأرجنتين.. هو صافرة الحكم.. فقد كانت الكرة وكل ما يغطى أجساد اللاعبين والحكام.. من ماركة أديداس!!

• لاعبو المنتخب الألمانى قد تلقوا فى مونديال 1986م كميات لا حصر لها من الحقن والحبوب وجرعات كبيرة من مياه معدنية غامضة.. كانت تسبب لهم الإسهال!! هل كان ذلك الفريق يمثل بلاده أم الصناعة الكيميائية الجيرمانية..؟!

ويؤكد حارس المرمى أنه يكثر استخدام العقاقير المنشطة فى كرة القدم الاحترافية. فقوانين المردودية التى تستدعى الربح بأى حال.. تضطر كثيرين من اللاعبين إلى التحول إلى صيدليات تركض!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم في الشمس والظل كرة القدم في الشمس والظل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 13:25 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إليسا على مشارف قصة حب جديدة بطلها ناصيف زيتون

GMT 03:21 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة السورية دينا هارون بعد صراع مع المرض

GMT 02:33 2016 الخميس ,09 حزيران / يونيو

فوائد المشمش الهندي

GMT 00:26 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تعرف أكثر على أسرار القرآن الكريم والعلم

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بلدية دبي تنتهي من تجهيز المخيمات الشتوية المؤقتة

GMT 14:14 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أفلام اجتماعية نجحت بسبب أغانيها وارتبطت بها

GMT 22:49 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

عاصفة ثلجية تضرب جزيرة هوكايدو شمال اليابان

GMT 04:36 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في كانون الأول المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates