بقلم - علي ابو الريش
تكبر المشاعر، وتزدهر، وتثمر ابتسامة بحجم الوطن، عندما يكون الفرح بقيمة ذوي الفضل والقيم الرفيعة.
في هذه الأيام تشع في سماء بلادنا البوارق، والشوارق، والشواهق والطوارق، والنمارق، محتفية بعرس آل مكتوم، وأفئدة الناس تفترش مخمل السعادة، وتطوق أرواحها بحرير الحبور.
عندما تكون القيادة في قلب الناس، تكون القواسم المشتركة سجادة يانعة بخيوط الرهافة، وأهداب الشفافية، ويصبح النسيج الاجتماعي مثل ماء النهر، عذباً، صافياً، مدراراً، ويصبح الوطن شعلة من نور، تصبح الحياة شلال النمو والازدهار، يصبح العالم جغرافية بلا حدود ولا سدود ولا قدود، يصبح الزمن شجرة وارفة، أوراقها من حنان، وأغصانها نعيم الأشجان، وأثمارها من تين وزيتون ورمان، ويصبح الإنسان طائراً بأجنحة تجوب الأكوان.
هكذا علمتنا القيادة الرشيدة بأن الفرح يعم ولا يخص، وأن البنان لا يشير إلا لقلب واحد، هو قلب الوطن الكبير، الإمارات الحبيبة.
وفي هذه الأيام، يفيض قلب الإمارات فرحاً، لأنّ ثلاثة من أبنائها يدخلون مشيمة الأحلام الزاهية، بقلوب مضاءة بالحب، وأرواح تزخر بالفخر والاعتزاز، لأنهم يلجون محيط الزواج الميمون، وهم مؤزرون بحب أبناء وطنهم، ووفائهم، وانتمائهم، وولائهم إلى من لونوا حياتهم دائماً بالفرح، وأثثوا وجدانهم بالطمأنينة، وملأوا قلوبهم بالسعادة.
العرس الكبير، عرس آل مكتوم، عرس الوطن، عرس العالم، وكيف والإمارات اليوم هي وطن الناس أجمعين، وفلكهم الذي يطرق نحورهم بالألفة والمحبة وثقافة الشفافية.
وطننا الإمارات اليوم، هو وطن العالم، وقارته التي تفتح الجغرافيا على آخرها، بضمير لا يختزن إلا الرحابة، وخصب المشاعر، وسحب النماء، وعشب الاحتواء.
وطننا الإمارات، عندما يفرح يصفق له العالم محيياً، وعندما تسعد القيادة، يلتقي الناس جميعاً معها عند ضفاف نهر الارتواء، الأمر الذي نجد اليوم الحديث لا نهاية له عن أفراح تعم البلاد، وتشمل العباد، لأنه فرح أسرة كريمة، كرمها الله بحب الناس، وإجلالهم لبذلها وعطائها وتفانيها، من أجل أن يظل العالم دائماً يستظل بظل شرشف الأمان، ويرتشف عذوبة الاطمئنان، ويعيش تحت راية العشق الأبدي للحياة، ويرفع نشيد العلا دائماً، بأيدٍ لا ترجفها راجفة، ولا تكلفها نفس خائفة.
وطن الجميع يحتفل اليوم بأغلى ما لديه، ويحتفي بفلذة كبد، طالما نظر إليهم كبارقة أمل، ترسم للمستقبل الصورة المثلى لوطن لا يقبل أبداً إلا في الفرادة، ولا يرضى إلا بالاستثنائية.
الجميع يقول اليوم، نفرح لأفراحهم، ونزداد سعادة كلما اتسعت رقعة النور في حياضهم.
ألف مبروك، والتهاني مرفوعة لآل مكتوم الكرام.