بقلم - علي العمودي
يتجدد الحديث دائماً حول المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعريف المؤثر هل هو بمستوى ومضمون المحتوى أم بأعداد المتابعين، و طرح الجدل نفسه في الدورة الخامسة لمنتدى الإعلام الإماراتي الذي نظمه مؤخراً في «دانة الدنيا» نادي دبي للصحافة. وتزخر ساحتنا المحلية بنماذج راقية من المؤثرين في مقدمتهم الزميل منذر المزكي الذي يقدم لنا دائماً قصصاً إنسانية مؤثرة من وطن الإنسانية والخيرين ومسؤوليه وأبنائه الذين يهرعون دوماً لنجدة المحتاج وإغاثة الملهوف، في توظيف راق وحضاري لهذه الوسائل والوسائط مقابل إصرار البعض على استخدامها لترويج ما لا ينفع ونشر التفاهات والسطحية والابتذال.
مؤخراً أطل علينا بوهند بمقطع عن لقطة انتظرها الجميع وأظهرت الطفلة المصرية ذات الـ19شهراً، وهي تجري وتمرح بعد أن مَن الله عليها بالشفاء التام إثر حادث هز مجتمع الإمارات عندما سقطت من نافذة الطابق الحادي عشر بمنزل ذويها في رأس الخيمة فبراير الماضي لتهوي فوق سيارة كانت متوقفة أسفل البناية. تحركت الجهات المختصة ونقلتها بمروحية إنقاذ إلى مستشفى توام بالعين، حيث خضعت لعمليات دقيقة وعلاج طبي مكثف ورعاية خاصة تحف بها الدعوات من كل مكان، حتى كتب الله لها عمراً جديداً وأكرمها بشفاء تام لتعود تمرح وتفرح كأقرانها في هذا العمر.
قصة مؤثرة لامست قلوب الجميع الذين التفوا حول لين التي وحدتهم في مظاهر وصور تعبر عما يميز مجتمع الإمارات بمواطنيه ومقيميه الذين تجدهم أسرة واحدة في مثل هذه الظروف والمواقف دون تمييز. قيم أصيلة جُبل عليها هذا المجتمع الأصيل.
وخلال محنة الطفلة لين كان كل فرد فيه ينظر إليها كما لو أنها منه، و الجميع حول تلك الأسرة. وعندما جاءت البشارة باكتمال شفاء الطفلة كانت دموع الفرح تنساب من المقل فرحاً وابتهاجاً، مشاعر وحدت الجميع وعبرت عن النسيج الطيب الذي يجمع الجميع في بلاد زايد الخير وتعزز لدى المقيمين مشاعر الامتنان والانتماء وقوة الارتباط بأرض الإمارات، وليست مجرد علاقة عابرة أو مصلحة مؤقتة. في ذلك المقطع عجز والد الطفلة وجدتها عن التعبير عن مشاعرهما تجاه ما حظيت به الطفلة من رعاية واهتمام وأكثر من ذلك هذه الروح التي جمعت الجميع. وأخيراً الشكر للجميع في الجهات الصحية والإسعاف الطائر و مستشفى توام، وكذلك لليقظة والاهتمام بفلذات الأكباد.