بقلم - عائشة سلطان
حدث أن دخلتُ إلى إحدى الجمعيات التعاونية في إحدى مناطق دبي، بعد أن أنهيت شراء معظم احتياجاتي، كان عليّ أن أتوجه لوزن الخضراوات والفواكه قبل التوجّه للمحاسب، دفعت العربة بهدوء وصمت فقد كان يوماً رمضانياً حاراً وقد استبد بي التعب، لكنني فضلت الخروج ظهراً تلافياً لزحام ما بعد الإفطار، وأنا في الطريق للميزان سمعتُ امرأة تتجادل مع العاملة الآسيوية، نظرت إليها فوجدتها كمن يئست من إقناع الفتاة بتلبية مطلبها، ألقيت عليهما السلام، ابتسمت لي فبادلتها الابتسام، هل من خدمة؟ سألتها، شرحت لي حاجتها، سألتُ العاملة عما إذا كان ما تطلبه السيدة متوافر أم لا؟ أجابت الفتاة بشيء من التكاسل: تلك ليست مهمتي! قلت لها بهدوء: أرجوكِ عزيزتي نادي لنا على الشخص المسؤول.
ذهبت ولم تنادِ لنا على أحد، بل جاءت بنفسها بعد عدة دقائق مهرولة وبين يديها صندوق مغلف به نوعية الخضار التي سألت عنها السيدة العربية التي تبادلت معها الحديث أثناء غياب العاملة، لقد حكت لي قصة حياتها في أقل من خمس دقائق.. انتهت القصة بأن حصلت المرأة على طلبها بكلمة طيبة.
المهم هو ما قالته المرأة من أنها لم تُمضِ زمناً طويلاً في البلد، لكنها لا تعرف كيف تتواصل مع الناس، معظمهم لا يبدون استعداداً للحديث والتعاون، وقالت إنها استغربت تدخلي لأجل مساعدتها، قلت لها ربما تعثرتِ في الأشخاص الخطأ، أنت في بلد به الكثير من الجنسيات وهؤلاء عادة ما يكونون متحفظين تجاه بعضهم، عليك أن تنتظري قليلاً، فالإماراتيون من أكثر الشعوب تسامحاً وتعاوناً، وما زلتُ معها في هذا الحديث حتى حصلتُ على دعوة إلى منزلها على الغداء!
الخلاصة.. كعرب نحن شعوب عاطفية، متعاطفة وعطوفة، مرحِّبة وتحب المبادرات الخيّرة والابتسام والضحك.. نتعارف في خمس دقائق ونصير أصدقاء في الدقيقة السادسة ربما!