بقلم - ناصر الظاهري
- عيد «الثلاربعاء» أربك الناس على كثرة ربكتهم في الأيام الأخيرة، فكل الأشياء عندهم مؤجلة لليوم الأخير، حلاق آخر لحظة، حناء في آخر الليلة الأخيرة، «مقاضي العيد» في الرمق الأخير، الزوج المصون تريد الصالون في الهزيع الأخير من الليل، لذا أمنيات النسوان أن يكون العيد الأربعاء لم يوافق سعدهن، وتلك الأمنيات ليست من باب الطوع ولكن لأسباب تتعلق بخياط ومعقّصة ومحنيّة، الغريب أن ركضة الليلة الأخيرة من رمضان لاستقبال صبيحة العيد بالزينة والخزينة تذهب سدى أو تذهب في الكرى، لأن كل الشعب يصبح نائماً أو متكاسلاً أو معكر المزاج بسبب قلة النوم واستعادة العادة، أتمنى من الإخوة والأخوات أن يأخذوا دورة قصيرة عند عائلة «ألمانية ولاّ دنماركية» ليعرفوا معنى البساطة، ومعنى تنظيم الوقت، ومعنى قيمة الأشياء، الضرورية والمهمة والأقل أهمية، والأمور الاستهلاكية التي بلا داعٍ!
- لا أدري من قرر في التاريخ الذي تلا الهجرة بخمسين سنة تقريباً، إلغاء شهر النسيء من التقويم القمري، وأصبحت الأحد عشر يوماً تنتقل من سنة إلى أخرى، فتحركت فيها أشهرنا القمرية، وتبدلت أوقاتها، وأصبحت مسمياتها لا تدل عليها، ولا على معانيها، فرمضان ليس له الآن من حظ اسمه نصيب إلا إذا دارت الدنيا، الآن لا ندري سبب كل هذه الارتباكات والخلط والتأويلات في تقويم أشهرنا القمرية، هو غياب الشهر النسيء من كل عام، رغم أن كل التقاويم الشمسية والقمرية عند كل الشعوب ثابتة بالتحريك، عدا عندنا، التقويم الـ «غريغوري» عند المسيحيين، والتقويم العبري عند اليهود، والتقويم الفارسي، كلها ثابتة أشهرها في مكانها ووقتها، ونحن مرة رمضان يصلانا في الحر، ومرة يرعدنا في البرد!
- لجان التحري عن هلال الشهر الفضيل والعيد الصغير، هل هي فاعلة ومتفاعلة، وتقشع من بعيد، أم هي تتلقى الرؤية من بعيد، سؤال يطرح، لأن الناس لا تعرف، وتظل تنتظر، وتتأمل، وتأمل، وترجو، وتدعو، لكن النتائج ليست دائماً كما تجري الرياح، ولا كما تشتهي السفن، كل عام والجميع بخير وصحة وسعادة، وراحة بال، وأمن وأمان.