أسواق غاز شرق المتوسط التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات

أسواق غاز شرق المتوسط: التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات

أسواق غاز شرق المتوسط: التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات

 صوت الإمارات -

أسواق غاز شرق المتوسط التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات

وليد خدوري
بقلم: وليد خدوري

تدل معلومات الصناعة البترولية على أن إنتاجية حقل «ظهر» المصري البحري العملاق بدأت تنخفض خلال السنوات الثلاث الماضية، الأمر الذي دفع السلطات المصرية إلى استيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة تفادياً لانقطاعات كهربائية خلال فصل الصيف المقبل؛ حيث يزداد الاستهلاك الكهربائي لاستعمال مبردات الهواء.

أثار خبر انخفاض إنتاجية حقل «ظهر» اهتمام الصناعة البترولية الشرق أوسطية، إذ تشير الأرقام إلى انخفاض من 3.2 مليار قدم مكعب يومياً عند بدء الإنتاج في عام 2017 إلى 1.9 وحتى 1.2 مليار قدم مكعب يومياً خلال عام 2023.

شكَّل اكتشاف شركة «إيني» الإيطالية للحقل في شهر أغسطس (آب) 2015 وبدء الإنتاج منه في عام 2017، نقطة تحول مهمة في الصناعة البترولية المصرية عموماً، نظراً لضخامة احتياطي الحقل الذي يبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعب.

يعد «ظهر»، أكبر حقل غاز في مصر وفي البحر الأبيض المتوسط، عماد صناعة الغاز المصرية، التي بلغ احتياطيها الغازي مع «ظهر» 63.30 تريليون قدم مكعب.

تدل المعلومات المتوفرة أيضاً على أن هناك إمكانية لشركة «شل» لتعويض الانخفاض في حقل «ظهر» من قبل حقلها تحت التطوير الآن، حقل «خوفو»، حيث حفرت «شل» 3 آبار ذات نتائج جيدة. وهناك التزام من قبل شركة «شل» بحفر 3 آبار أخرى خلال عام 2024، هذا بالإضافة لإمكانية ربط إنتاج حقل «خوفو» مع إنتاج حقول قريبة لشركة «شل» من «خوفو»، الأمر الذي من الممكن أن يساعد في تعويض بعض الانخفاض في «ظهر».

تواجه مصر معضلة في إنتاجها البترولي، فمنذ القرن العشرين وحتى الآن، يستمر إنتاج النفط المصري أقل من الاستهلاك المحلي للنفط، الأمر الذي يؤدي إلى استيراد النفط لتوازن العرض والطلب على النفط، لكن بتكلفة عالية من العملات الصعبة.

بدأت مصر التنقيب عن الغاز في المناطق الاقتصادية الخالصة في البحر الأبيض المتوسط منذ الربع الأخير للقرن العشرين، وحققت نجاحات مهمة. لكن واجهت مصر معضلة مزمنة هي كيفية توازن العرض والطلب، فرغم الاستكشافات المهمة، بالذات في شمال الإسكندرية وبورسعيد، فإن عدد سكان مصر في ازدياد عالٍ سنوياً؛ إذ ارتفع إلى أكثر من 100 مليون نسمة، وهناك أيضاً التوسع في استهلاك الغاز داخلياً، بالإضافة إلى مشروعات تصدير الغاز المسال إلى أوروبا للالتزام باتفاقياتها مع الأقطار الأوروبية، ومن ثم تسلمها إمدادات غازية من إسرائيل وقبرص للمعالجة في محطات تسييل الغاز المصري وتصديرها لاحقاً على أنها غاز مسال، جنباً إلى جنب مع الغاز المسال المصري، لتنفيذ اتفاقاتها التجارية مع أوروبا.

فالحال في مصر: تحقيق اكتشافات غازية ضخمة، لكن مع معدلات طلب داخلية عالية متزايدة سنوياً، والتزامات طويلة المدى للتصدير، يترتب عليها غرامات مالية عالية الثمن في حال الإخفاق في كميات التصدير المتفق عليها.

وفي دول شرق أوسطية أخرى، مثل لبنان وسوريا؛ حيث التأخير في اكتشاف وإنتاج الغاز البحري، وفي ظل أنظمة سياسية واقتصادية فاشلة ومنهارة؛ أصبح انقطاع «كهرباء الحكومة» أمراً طبيعياً على مدى السنوات الماضية، وأصبح الأمر المعتاد «كهرباء المولدات» في الأحياء والمساكن نفسها، هو الأمر «الطبيعي»، مع كل ما تترتب عليه خطورة هذا التطبيع والانتشار من شيوع الأمراض السرطانية نتيجة الانتشار المكثف للمولدات ووقودها من «الفيول أويل»، كما تدل على ذلك الأبحاث العلمية المنشورة للكليات العلمية في الجامعات المحلية، وهو أمر له نتائج خطيرة، بالذات لتوقع استمرار هذا الوضع المأساوي فترة طويلة قبل تصحيح الوضع الحالي: احتمال اكتشاف الغاز والبدء في مرحلة الإنتاج، وصعوبة استقامة الوضعين الاقتصادي والسياسي، وتشييد شبكات أنابيب الغاز المحلية، وتشييد مصانع جديدة لتوليد الكهرباء لموءامة الزيادة في حجم الاستهلاك المحلي السنوي بعد سنوات من التأخر والتهميش؛ وأخيراً، وليس آخراً، تأمين الاستثمارات اللازمة للإصلاحات هذه، بعد فترة التقاعس والإهمال طويلة المدى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسواق غاز شرق المتوسط التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات أسواق غاز شرق المتوسط التوفيق بين الطلب المحلي والصادرات



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates