بقلم - ميرفت سيوفي
لمتحوّر الثالث، في وقت تشغل فيه أخبار عملية التلقيح التي تعمّ دول العالم ببطء شديد وصراع بين أنواع اللقاحات ونسبة تغطية نجاحها في جرعتها الأولى والثانية، وفي الوقت الذي تستنفر فيه أخبار دول أوروبا ترقباً للحجر الجديد، فاجأت أخبار المتحوّر الثالث من وباء كورونا بنسخته البرازيلية المتتبعين لأخبار كورونا خطوة خطوة، خصوصاً وأننا في لبنان في حالة انفلاش الاختلاط بالتظاهرات وعودة البلاد إلى رفع الحجر التدريجي إلى جانب الاستهتار بالازدحام الذي شاهدناه في مطار بيروت في انتظار فحوص الـ PCR، إضافة إلى الحالات الوافدة، خصوصاً وأننا طالتنا في لبنان تبعات المتحوّر الثاني (كورونا بنسخته البريطانيّة).
لا يُتّكل على البرازيل التي لم تقدم معلومات كثيرة عن كورونا في نسخته البرازيليّة، السّلالة الجديدة أطلق عليها اصطلاحاً الأمازون نسبة لمكان اكتشافها، السلالة الجديدة من فيروس كورونا في يناير الماضي لدى 4 أشخاص دخلوا اليابان من البرازيل، وجاء هؤلاء الأشخاص من منطقة الأمازون.. كورونا الذي تحوّر للمرّة الثالثة وتحوّل هذه المرّة إلى النّسخة الأكثر إثارة للقلق من الفيروس وقد تسببت هذه النّسخة بذعر كبير لعدم استجابتها للقاحات، وبسبب أنّها أكثر عدوى بـ3 مرات عن السّلالة الأصليّة لكوفيد 19، يحقّ لنا أن تنتابنا المخاوف في لبنان خصوصاً بعد مهزلة وزير الصحة اللغويّة في التّمادي والتّطاول على الدكتور عبد الرّحمن البزري بدلاً من الحياء من انتشار فضائح تهريب اللقاح إلى سوريا وإختفاء رقم كبير من كمية اللقاحات ذهبت لغير مستحقّيها، مع هكذا مسؤولين علينا أن نقلق جداً جداً خصوصاً مع وزراء يفضّلون ترك المطار سائباً لاستقبال حالات مصابة وافدة، لقد شهدنا هذا الأمر مع التحوّر الثاني من كورونا مع استقبال لبنان لإصابات النسخة البريطانيّة فيا ويلنا إن وصلت النسخة الثالثة إلى أراضينا وهي بحسب المعلومات متفوقة على اللقاحات!!
أشار تقرير بحثي إلى أنّ السّلالة الجديدة مسؤولة بالفعل عن 90% من حالات فيروس كورونا في ولاية أمازوناس، وتمّ رصد السّلالة الجديدة أيضا في أجزاء أخرى من البرازيل وانتشرت إلى دول أخرى في مختلف أنحاء العالم… السلالة البرازيلية تحمل نوعان مختلفان والنوع الأول P1 يصعب على الجهاز المناعي التخلص منه بسبب تركيبته الجينية المسؤولة عن بناء البروتينات الشوكية والتي تعمل مثل أدوات إمساك للوصول إلى الخلايا البشرية.المطلوب وعيٌ وتحوّط من تسرّب وافدين يحملون السلالة البرازيليّة إلى لبنان وتركهم للحجر المنزلي، التريّث قدر الإمكان في توسعة رفع الحظر، ففي كلّ مرّة ترتفع فيها صرخة أنصار المال قبل الصحة والحذر وأصحاب منطق أنّ الحظر لا يمنع الإصابات، نحن ليست شغلتنا ولا نفهم في تفاصيل توضيح خطورة المتحوّر الثالث ونوعيّته وكيفيّة تأثيره على الجهاز المناعي للجسم، نتمنّى على الأطباء من ذوي الاختصاص أن يتولّوْا عملية توعية وتنبيه الناس من خطورة «سوبر كورونا أمازون»، قبل أن نستيقظ على تغريدة لوزير الصحة يعلن فيها دخول أول حالة مصابة بفيروس أمازون إلى الأراضي اللبنانيّة!!
البلاءات تنزل كالمطر تعمّ العالم، من أزمات إقتصادية ومائية وجوع وحروب وخراب ودمار وموتٍ كبير حتى عمّنا الوباء وصار الموت عميماً فيما الاستغفار والتوبة لا تزال عمل أفراد تعجز عن مواجهة أشباح الطاعون الأسود لهذا الزّمن.