بقلم - صلاح منتصر
ذات يوم يحكى سمير صبرى فى كتابه الممتع «حكايات العمر كله» الذى صدر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، أنه وهو يقدم برنامجه الشهير النادى الدولى فوجئ بمنع أغانى أم كلثوم نتيجة شائعة، تقول إن السيدة جيهان السادات غاضبة من أم كلثوم لأنها التقت يوما بالرئيس السادات وقالت له أهلا أبو الأنوار فقالت لها السيدة جيهان: اسمه الريس أنور.
وفى حفل كان يقدمه سمير صبرى وحضره الرئيس السادات والسيدة جيهان وأيضا أم كلثوم وفى أثناء مصافحة سمير للسيدة جيهان قال لها: مدام جيهان حضرتك ليه مانعة أغانى أم كلثوم من الإذاعة؟ ودهشت السيدة جيهان ووقفت وسارت نحو أم كلثوم واحتضنتها قائلة: مين يقدر يمنع الهرم الرابع عن الشعب. ونادت يوسف السباعى وزير الإعلام وقتها وطلبت منه إذاعة أغانى أم كلثوم كل ساعة.
وفى اليوم التالى اتصلت أم كلثوم بسمير وقالت له: اللى عملته إمبارح ماعرفش يعمله أجدع شنب فى بلدك. تعال عندى النهارده الساعة 6. وكان طبيعيا أن يطلب سمير منها إجراء حوار معها لبرنامجه، وبسبب سفرها صباح اليوم التالى قالت له إنها ستذهب إلى المطار ساعة قبل موعد الطائرة عشان أسجل معاك ياواد ياجدع .
ومن بين الأسئلة التى وجهها سمير لكوكب الشرق فى صالة كبار الزوار: لو لم تكونى أم كلثوم كنت تحبى تكونى إيه؟ قالت: أحب أكون حارس مرمى فى النادى الأهلى لأن حارس المرمى هو المدافع، وأنا فلاحة، اللى يدافع عن المرمى يدافع عن الأرض وعن العرض والشرف والبلد، وأنا كنت أحب أبقى مدافع فى النادى الأهلى اللى أحبه.
وكان هذا الحوار آخر حديث تليفزيونى سجلته أم كلثوم ، فبعد عودتها من رحلتها توفيت رحمها الله (فبراير 75) بقدر ما أسعدت ومازالت تسعد الملايين بصوتها.
كتاب سمير صبرى الذى فاجأنى بصدوره وملأه بعشرات الحكايات الممتعة التقطت منه هذه الحكاية.. تحية للنادى الأهلى بطل إفريقيا.