انتخابات فلسطينية من اجل ماذا
آخر تحديث 23:59:40 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 16 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

انتخابات فلسطينية من اجل ماذا؟

انتخابات فلسطينية من اجل ماذا؟

 صوت الإمارات -

انتخابات فلسطينية من اجل ماذا

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

ان تتفق السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن خلفها حركة "فتح"، مع "حماس" على انتخابات في غضون ستة اشهر تطوّر إيجابي. هناك مأزق فلسطيني ذو ابعاد عدّة يحتاج الخروج منه الى تفكير فيه وليس في كيفية الالتفاف عليه عن طريق انتخابات او غير انتخابات.

يمكن للانتخابات المساعدة في الخروج من هذا المأزق كما يمكن ان تلعب، للأسف، دورا يساعد في ممارسة لعبة اسمها التسويف. لذلك لا يغني الكلام عن انتخابات بعد ستة اشهر عن طرح اسئلة في غاية البساطة: انتخابات من اجل ماذا واستنادا الى ايّ اجندة؟ ما هو المشروع السياسي الذي يمكن ان تفضي اليه الانتخابات؟ الاهمّ من ذلك كلّه، هل تشكل الانتخابات مساهمة في إستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟

مثل هذه الاسئلة تبدو مشروعة، خصوصا انّ هناك شكوكا في ما اذا كانت هذه الانتخابات ستؤدي الى تغيير حقيقي على الأرض يؤدي الى خروج الفلسطينيين من حال الانقسام التي كرستها "حماس" في منتصف العام 2007 عندما حوّلت قطاع غزّة الى امارة إسلامية على الطريقة الطالبانية.

قدّمت "حماس" لإسرائيل، ولا تزال تقدّم لها افضل هديّة يمكن ان تحلم بها. اكّدت للمجتمع الدولي ما كان يردده ارييل شارون عن انّ "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه". فعلت ذلك بعدما نشرت فوضى السلاح في غزّة ثمّ اطلقت كلّ الشعارات التي لا فائدة منها من نوع "فلسطين وقف إسلامي" او "تحرير فلسطين من البحر الى النهر". فوق ذلك كلّه تابعت اطلاق الصواريخ في اتجاه مناطق إسرائيلية كي يتحوّل الجلاد الإسرائيلي الى ضحيّة ويظهر الفلسطيني المقنّع الذي يسير خلف صواريخ من النوع المضحك المبكي في مظهر الجلاد.

بات حصار غزّة حالة قائمة ولا وجود في العالم من يسأل عن مليون ونصف مليون فلسطيني، لا متنفّس لهم. يعيش هؤلاء فوق بعضهم بعضا في قطعة ضيّقة من الأرض لا تشبه سوى سجن كبير في الهواء الطلق.

باستثناء سعي تركيا، التي استضافت اللقاء الفلسطيني – الفلسطيني في انقرة، الى تأكيد دورها الإقليمي، ليس معروفا كيف ستؤدي الانتخابات الى تغيير في العمق يحتاج اليه الفلسطينيون اكثر من ايّ وقت. يمكن للانتخابات ان تكون مدخلا الى تغيير كبير، مثلما يمكن ان تكون تكريسا لامر واقع مستمرّ منذ 2007. الاهمّ من ذلك كلّه، يمكن ان تكون الانتخابات جسرا الى تحوّل يفضي الى ولادة قيادة فلسطينية مختلفة تستطيع امتلاك برنامج وطني بعيدا عن عقد الماضي. المقصود بعقد الماضي هو فشل "حماس" في ان تكون شيئا آخر غير أداة إسرائيلية من جهة وتحوّل السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس (أبو مازن) الى نظام عربي آخر. لا يزال "أبو مازن" في موقع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 2005. عمل كلّ شيء من اجل الّا تكون الى جانبه ايّ شخصية فلسطينية ذات وزن. اختزل كلّ السلطة الوطنية في شخصه بعدما كان متوقعا منه لعب دور الشخصية الواعية التي تسعى الى بناء مؤسسات فلسطينية قابلة للحياة تكون شاهدا حقيقيا على ان الفلسطينيين يستأهلون بالفعل دولة مستقلّة وان وجودهم على الخريطة السياسية للمنطقة يجب ترجمته الى وجود على الخريطة الجغرافية، لا لشيء سوى لانّهم شعب حي يمتلك هويته الوطنية التي لم تستطع إسرائيل الغاءها. المخيف انّ "أبو مازن" يتحدّث وكأنّه يعيش في عالم آخر. ردّد في خطابه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة كلّ الكلام الذي كان يردّده في خطاباته السابقة. لم يأخذ علما بالحاجة الى تطوير الخطاب الفلسطيني لمواجهة التطرّف الإسرائيلي بذكاء. هل من مصلحة فلسطينية في مهاجمة الإدارة الأميركية، حتّى لو اتخذت هذه الإدارة مواقف مجحفة في حق الفلسطينيين؟ هل من مصلحة فلسطينية في الإشارة بطريقة سلبية الى اتفاقي السلام بين إسرائيل وكلّ من دولة الامارات العربية المتّحدة ومملكة البحرين؟

ثمّة حاجة فلسطينية الى العودة الى ارض الواقع وعدم إضاعة البوصلة. ثمّة حاجة فلسطينية الى التصالح مع الحقيقة. الحقيقة تقول انّ "أبو مازن" لا يستطيع انتقاد مصر او الأردن، البلدين المرتبطين بمعاهدتي سلام مع اسرائيل... ولا يستطيع مغادرة منزله او الخروج من الضفّة من دون اذن إسرائيلي. من حقّ الرئيس الفلسطيني القول: "سوف نواصل صناعة الحياة وبناء الأمل تحت راية الوحدة الوطنية والديموقراطية، والتصدي لمحاولات ومخططات شطبنا وإلغائنا، وسوف نستمر في انتزاع مكانتنا الطبيعية بين الأمم، وفي ممارسة حقوقنا التي كفلتها الشرائع الدولية، بما في ذلك حقنا في مقاومة الاحتلال وفقًا للقانون الدولي، كما سنواصل بناء مؤسسات دولتنا وتدعيمها على أساس سيادة القانون. سنستمر في محاربة الإرهاب الدولي، كما كنا خلال كل السنوات الماضية، وسوف نبقى الأوفياء للسلام والعدل والكرامة الإنسانية والوطنية مهما كانت الظروف".

يبقى الكلام الجميل كلاما جميلا. لكنّ هذا الكلام عن الوحدة الوطنية الفلسطينية والديموقراطية يصبح بالفعل جميلا اذا شرح لنا الذين توصلوا الى اتفاق انقرة في شأن اجراء انتخابات فلسطينية عن ايّ وحدة وطنية يتحدّثون. هل هناك من يستطيع اقناع "حماس" بانّ تتوقف عن عملية تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني، الذي هو في الأصل بين اكثر المجتمعات العربية انفتاحا؟ لنذهب الى ما هو ابسط من ذلك. لماذا لا يستطيع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الذهاب الى غزّة؟

هناك حاجة الى التوقف عن بيع الأوهام. هناك حاجة الى استعادة البوصلة الفلسطينية. هناك حاجة الى التكيّف مع المستجدات الدولية والإقليمية. هناك حاجة الى الاعتراف بانّ الوحدة الوطنية لا تستعاد عن طريق استرضاء تركيا او ايران او الاعتراف بشرعية ما تقوم به "حماس" في غزّة.

لا يمكن اجراء انتخابات فلسطينية من دون رؤية واضحة تقوم قبل كلّ شيء على المحافظة على القرار الفلسطيني المستقلّ بعيدا عن تدخّل تركيا وايران وبعيدا عن التبرّع بآراء في شأن التطبيع مع إسرائيل. لم يقدم أي طرف عربي، باستثناء مصر، على أي تطبيع مع إسرائيل قبل اتفاق أوسلو الفلسطيني - الاسرائيلي في العام 1993. هل سأل احد القيادة الفلسطينية لماذا كان أوسلو؟ على العكس من ذلك، كان هناك تفهّم واضح للخطوة الفلسطينية التي فرضتها ظروف معيّنة... واوصلت ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، الى البيت الأبيض.

مرّة أخرى، نعم لانتخابات فلسطينية... ولكن من اجل ماذا؟ هل سيتغيّر شيء في الوضع القائم حاليا فتعود الضفّة الى غزّة، وتعود غزّة الى الضفّة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات فلسطينية من اجل ماذا انتخابات فلسطينية من اجل ماذا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 19:33 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

الشيخ محمد بن راشد يحضر أفراح قبيلة الكتبي

GMT 10:37 2020 الجمعة ,07 آب / أغسطس

كندة علوش وهند صبري يتغزلان في ليلى علوي

GMT 20:26 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

أمينوكس يًطلق "أنا ديالك" بمناسبة عيد الحب

GMT 05:19 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 حِيل للحفاظ على ثبات الكحل فوق العين لمدة طويلة

GMT 11:42 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

الاقتراب من حل لغز عمره 50 عامًا لستيفن هوكينغ

GMT 21:36 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفاندوفسكي يتفوق على ميسي ويتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم

GMT 08:15 2020 الأحد ,06 أيلول / سبتمبر

موديلات طرحات عروس قصيرة هل تناسبك؟

GMT 15:58 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة رأس الخيمة تحقق أمنية طالبة عربية

GMT 23:19 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية خليجية لبدر الشعيبي بحفلات «القرية العالمية» بدبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates