العنف اللفظي
آخر تحديث 17:57:08 بتوقيت أبوظبي
الأحد 25 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العنف اللفظي

العنف اللفظي

 صوت الإمارات -

العنف اللفظي

بقلم - ناصر الظاهري

بعض شوارعنا العربية تحولت إلى مكب للألفاظ البذيئة، بعضها ظاهر بشكل مضاعف، لا لقلة النظافة اليومية في بعضها، ولا بسبب المكبات والنفايات في بعضها الآخر، ولكن بسبب انتشار الفحش فيها، والشتائم السوقية المتنقلة مع الناس الجدد، بحيث لزم الحجاب والنقاب على الناس المترفعين والمحترمين لكي لا يسمعوا ما يسمعون من عنف لفظي في شوارعنا التي زادت عن الحد، واليوم صار منتشراً، وربما أصبح متأصلاً فيما بعد، إنْ لم نجد له وسيلة لنلغيه أو في أضعف الإيمان، أن لا نجعله ظاهرة صوتية مسموعة.

لا يمكننا أن نتهم القرى والأرياف والمناطق النائية والفقيرة وغير المتعلمة بسبب تلك الظاهرة، لأن في القرية يصعب أن نجد أحداً يسب الآخر، لأنهم جميعهم أهل ومعارف وأقرباء، كذلك في مجملهم على ملة واحدة، وليست هناك الفروق والطبقات الاجتماعية المتباينة، لذا الشر يقبع في المدن، بحيث يفترض فيها التمدن والتحضر، والإنسان المتحضر والمتمدن يرقى بقوله، ويتسامى بأفعاله، ولا ينطق العيب، ولا يرسل الشتيمة، إذاً من أين ابتلينا بهذه الظاهرة الجديدة، ظاهرة السبابين، الشتامين، اللعانين في شوارعنا، بحيث يحتاج المرء الراقي إلى كمامات أنف وفم تحاشياً لهذا التلوث البيئي المخرب، وعدواه التي تنتقل بالرذاذ والهواء من الشوارع إلى البيوت؟!

هل هو الفقر، انعدام الحرية، الكبت بأنواعه في العموم، البطالة، حالة عدم الرضا من المواطن العربي على مختلف الأصعدة، الشعور بالخوف من المستقبل، ضياع القانون وهيبة الدولة، غياب الخطط في شتى مناحي حياتنا، الحروب المستعرة والنزاعات الأهلية التي لا يعرف لها سبب واضح، التربية المختلفة، والوقت المشاع والمباح عندنا؟ ربما هذه بعض مسببات ظاهرة العنف اللفظي واستعاره بين مختلف طبقات المجتمع دون تمييز، وبين مختلف الأجناس دون تفريق، فثمة سباب للرجال، ولعنات للنساء وشتائم للطلع الجديد.

اليوم.. لا مكان للرجال المحترمين والراقين في الشوارع، لأن آذانهم سيصيبها الصمم مما يسمعون، ولولا الحذر لقذفوا بوابل من حجارة اللفظ العنفي، فلا هم مستعدون لأن ينزلوا من وقارهم، ولا قادرون على أن يجاروا حوار الشارع، وأتأسف على حال الناس المهذبين والمحترمين الذين يمشون بجانب الحائط، كلما مروا بشارع من شوارع مدننا العربية، لأن أقل القليل ممكن أن يجرح شعورهم، فكيف والناس في الشارع يرمون بشررهم، والشرفاء وأمثالهم يريدون دوماً أن تكون الأمور راقية ومحترمة ونظيفة، وشوارعنا تعج بهذا الكم من قذر الكلام، وفحش القول، وعنف اللفظ؟!
فهلّا تفرض الحكومات غرامات كالغرامات المرورية والبيئية لكل شيء ضار ومخالف في شوارعنا العربية.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف اللفظي العنف اللفظي



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 03:01 2025 الخميس ,01 أيار / مايو

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 15:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

"دريك آند سكل" تحظي بـ 3 عقود إنشائية في السعودية ورومانيا

GMT 15:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

خبراء في الصحة يكشفون عن أعراض سرطان نادر في الحلق

GMT 21:42 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نشطاء "فيسبوك" ينشرون صورة السفير البريطاني يشتري الخضار

GMT 17:24 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

ثمانون مليارا لموسم واحد..

GMT 13:08 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الصين تغلق موقع التدوينات المصغر "سينا ويبو" بصفة مؤقتة

GMT 11:48 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

موجة برد شديدة وتساقط الثلوج شمال وجنوب غرب باكستان

GMT 18:57 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرفت أمين تبدأ تصوير "بالحجم العائلى" نهاية ديسمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates