بقلم : علي أبو الريش
في الإمارات إنسان جديد يتشكل، وتتفتح أكمام أزهاره، لتملأ الوجود بعطر يعبق الحياة، إنك في كل موقع من مواقع العمل تجد هذا الفرد، المتألق بإرادة الحياة تجده يسكب رحيق دأبه، ويمضي في المشارب باحثاً عن لون الموجة وعطر الوردة وتضاريس الأمل، يعمل لتكون الحياة شجرة وارفة الظل، طيورها طموحات زاهية بالمعرفة، والأجنحة هذه العلاقة الحميمة مع الوطن.
الإمارات تقف برجالها الأوفياء عند أفق المجد في رفرفة الطير الأنيق، والحلم الرقيق، يخفق محلقاً بمشاعر عشاق التميز. في كل يوم منجز، وفي مل صباح يهدل الحمام بميلاد فجر يحمل في طياته إشراقة عمل جديد، وبزوغ مشروع يضاف إلى سلسلة مشاريع تتلاحق كأنها حبات الكهرمان، لامعة، ساطعة جامعة أسباب التفوق، والامتياز، وما حققه العقل عندما فاز بالممكن ليصبح المستحيل على مرمى قدم.
الإنسان الجديد في الإمارات غادر منطقة الشحوب ليمسك بمصابيح الأناقة والرشاقة واللباقة، ويذهب به العقل المستنير إلى جغرافيا مكسوة بالعشب القشيب، وهناك يقف هذا الإنسان، يقف شامخاً راسخاً طارقاً أبواب المستقبل، بأنامل أشف من الماء الرقراق، أخف من أجنحة الفراشات، والعين منصوبة باتجاه ما يدهش، ويبهر.
لا شيء عادياً في الإمارات، وكل الأشياء، ترتدي ملابس الدهشة كل الأشياء، تحتفل بالحياة بقلب يخفق بالحب، وروح متسامية، وعقل مفتوح على الآخر من دون خضة أو رضة.
الإنسان الجديد هو حلم البحر في غسل السواحل بملح العزيمة وثورة الوجدان ضد الكسل وخمول الأطراف والأكتاف، هو رعشة الروح حين تبدو السماء مخدع الأفكار السامية، وانتفاضة الأمل حين تصير الأشياء مثل سحابات تنث قطرات الإزهار واخضرار العروق في جسد الكائنات.
الإنسان الجديد في الإمارات، شاب ترعاه عيون لا تنام، وقلوب أصبحت بساتين بقاء ونقاء والتقاء بين عشاق لا يملوا لثم شفة الحياة ولا يكفوا عن العطاء بهمة الفرسان، وفراسة الشجعان، وبلاغة النابغين، البالغين حدود الغيمة الندية الآخذين من الأثر الطيب مآثره، ومناقبه، ومحسناته البديعية، محتذين به قدوة ومثالاً ونموذجاً وصورة ناصعة، في مرايا التاريخ، وكلمة بالغة المعنى في كتاب لم يطو صفحاته، ولم يغمض العين عن متطلبات الزمن، وتطلعات الناس، وحاجة الوطن، لأن يكون دائماً في مقدمة الأوطان، في العطاء والسخاء والرخاء والانتماء إلى الآخر، بكل تفان وإيثار، وتضحية، كونه في الوجود، هنا دوماً، وفي ديمومة الحياة هو الطاقة المتدفقة الفائضة بالقوة والحيوية، وثراء النبض.
الإنسان الجديد في الإمارات، لم يترك على المرآة غباراً، ولم يدع في القلب سعاراً، إنه المجرى المائي، الذاهب إلى العشب، إنه النهر، الممسك بالجذور، كي ترتوي وتخضر العلاقة، مع الآخر، لتصبح تواصلاً بين أعضاء الجسد الواحد تصبح جسداً واحداً، ويصبح الجسد فعلًا مضارعاً، يأتي من الماضي ليذهب إلى المستقبل وليصبح المستقبل خيمة الظلال الدافئة.