بقلم : علي أبو الريش
الحرب وحش بمخالب الموت والدمار، ولم تكن دول التحالف لتخوض هذه الحرب، إلا لدرء خطر أشد فتكاً وانتهاكاً لأهل المنطقة وسيادة بلدانهم، اليوم نتمنى أن يعود الفارون من منازل العقل إلى العقل، وأن يعرفوا أن الله حق، وأن دماء اليمنيين لا يرخصها طموح طائفة أو حزب أو كرسي.
ومنذ البدء ودول التعاون تمد يد العون والمصافحة والمصالحة لكل أطياف اليمن دون استثناء، ولكن عندما أصبحت الأمور عند مفترق طرق، كان لابد من التصدي، ولابد من الردع، ولابد من وقف الهياج والارتجاج والاعوجاج، ولابد من كبح الجماح لتضميد الجراح، ولابد من منع التهور والتضور والتفجر والتخثر والتجبر والتعثر، ولابد من وضع الأمور في نصابها الصحيح، فاليمن بلد عربي من الصلب حتى الترائب، ولا يمكن تركه بين أفكاك العنصريين والشوفينيين والطائفيين، وهذا البلد عمق استراتيجي ونافذة للجزيرة العربية،لا يمكن تركها كي تنفث هواء فاسداً وملوثاً.
ولا يمكن تكتيف الأيدي ليبقى اليمن لاطماً على الخد ضارباً على الصدر، معجوناً بخرافات أحزان تاريخية وهمية، غرائبية وعجائبية، ما أنزل الله بها من سلطان.
نقول نتمنى أن يعود أهل اليمن إلى اليمن، حاضنة محصنة من كل جسم غريب ومريب وعجيب ورهيب، نتمنى ذلك وقلوبنا تهتف إلى سلام دائم يعم الأرجاء والأنحاء، ويكسر شوكة الغرائز العدوانية. ويطيح بالأهواء والأنواء والأرزاء والعشواء والشعواء والغوغاء والدهماء. نريد يمناً يعيش بالحب، يملأ فمه بعطره ويخزنه في فطرته وتصبح الحرب الظالمة على الشرعية شيئاً من الماضي، وكل شيء ممكن ولا مستحيل أمام الفطنة، ولا صعب أمام الإحساس بالوطن أكسير حياة، لا مجال للتفريط بحقوقه وسيادته ودماء أبنائه.
كل شيء ممكن عندما يفكر الناس جميعاً أن الحرب دمار، وأن السلام عمار، وأن الاختلاف وسيلة للوصول إلى الأنفع والأرفع، وليس طريقاً للصدام والعدمية.
كل شيء ممكن، ومن أخطؤوا من حقهم وواجبهم أن يعترفوا بالخطأ، والاعتراف بالذنب فضيلة، وأولياء الأمر في دول التعاون وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية سوف تقدر ذلك، وتقيمه وتضعه في مقياس الحقيقة التي لابد وأن يصل إليها من أخطؤوا بحق بلادهم، وذهبوا إلى مناطق أخرى، إلا الأنقياء خلف عربات البؤس والرجس، والفأل النحس. فسلام على اليمن وعلى أطفالها الذين يتمنون الوصول إلى مدارسهم من دون رعب المفخخات والمتفجرات، وسلام على كل من يذهب إلى السلام.