محمد الجوكر
ضرب منتخبنا الوطني لكرة القدم، بقوة في استهلالية مشواره بنهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً بأستراليا، وقلب تأخره بهدف أمام شقيقه القطري إلى فوز غال وعريض بأربعة أهداف مقابل هدف، أمس، تناوب في تسجيلها على مدار الشوطين ثنائي الهجوم المرعب أحمد خليل وعلي مبخوت، محققاً بذلك أكبر فوز في تاريخ مواجهات المنتخبين الشقيقين، منذ أول لقاء دولي جمعنا عام 72.
ليصطبغ اللقاء الخليجي الذي جرت أحداثه بملعب استاد كانبيرا الهادئة باللون الأبيض الخالص، بعد مباراة تعتبر الأفضل حتى الآن في النهائيات الآسيوية، من حيث المستوى الفني والتكتيكي والمجهود البدني الكبير، الذي قدمه لاعبو الفريقين، حيث أظهر المنتخبان وجههما الحسن، وعكسا أروع صورة عن مستوى الكرة الخليجية، وحفل اللقاء بالإثارة العالية والندية والحماس.
وتبادلا خلاله الألعاب والمحاولات الهجومية والفرص الضائعة، مع أفضلية لأبناء المهندس مهدي علي، الذي عرف من أين تؤكل الكتف، ويقود الفريق بأسلوبه الذكي، وتوظيفه الجيد للاعبين على أفضل ما يكون داخل ملعب المباراة، ما قاده إلى سيطرة تامة للأبيض الإماراتي على مجريات اللعب، توجها بأربعة أهداف، كفلت لمنتخبنا نقاط المباراة الثلاث.
وأكدت أن وجوده في هذا الحدث الكبير ليس من أجل المشاركة الشرفية، بل للذهاب بعيداً، كما وصفها الملعق عصام الشوالي في أكبر بطولات القارة الصفراء، تماماً كما قال أخوهم ومدربهم المهندس الواثق من نفسه ولاعبيه مهدي علي، الذي صرح من قبل أن هدفهم هو الوجود في المربع الذهبي للبطولة.
ومن وجهة نظري الشخصية، فإن مدرب منتخبنا تواضع في قوله، عطفاً على المستوى المتميز الذي ظهر به أبناؤه في المباراة، فلو تابعوا بنفس هذه الروح، بلا شك سيكون لهم كلمتهم القوية في بقية المباريات في المجموعة، وهذا الفوز يبشر بالخير للكرة الإماراتية في هذا المحفل القاري الكبير.
وكان الأبيض الإماراتي بالأمس (جميلاً) في مظهره وفي أدائه الرجولي وأسلوبه الجماعي وعزمه القوي ورغبته الأكيدة في تحقيق الفوز، وهو ما وضح منذ أول دقيقة في المباراة.
وبرغم أنه تخلف بهدف مباغت، جاء عكس مجريات اللعب، إلا أنه لم يتأخر كثيراً في العودة بهدف التعادل، ومن ثم الفوز الرباعي، الذي يعتبر الأكبر في تاريخ مواجهات المنتخبين، ليوفي أبطالنا بما وعدوا، ويسعدوا الشارع الإماراتي ببداية قوية ونصر مستحق، من شأنه أن يعزز كثيراً من معنويات الفريق.
وينعكس إيجابياً على مردوده في المباريات المقبلة بالمجموعة، وبقي أن نقول «شكراً لرجال الأبيض الإماراتي وجهازهم الفني، فقد كانوا جميعهم، بلا استثناء، نجوماً لم يتوانوا في الذود عن شعار الأبيض بكل ما يملكون من قوة وإصرار وعزيمة حتى تحقق لهم الفوز التاريخي.
وبالطبع، كان هناك ظهور خاص لجوهرة الكرة الآسيوية والنجم الاستثنائي في كل الأوقات (عموري)، فقد عاد قوياً ولامعاً ومبهراً كعادته، برغم غيابه عن المباريات الرسمية منذ دورة كأس الخليج التي جرت بالرياض في نوفمبر الماضي بسبب الإصابة، فقد كان أمس جوهرة الكرة الإماراتية..
والله من وراء القصد.
"الاتحاد"