الدوحة - قنا
باتت الخطوط الجوية القطرية علامة بارزة فارقة ومميزة في عالم الطيران المدني، واحتلت بما حققته من انجازات ليس فقط كناقل جوي وطني قطري بل كسفير طائر لدولة قطر لمختلف بقاع الارض مكانة مرموقة في ميدان النقل الجوي العالمي.
واليوم تبرز "القطرية" كواجهة سياحية وإعلامية وحضارية تمثل البلاد يحفها بالنجاح وجود إدارة فاعلة للطيران المدني بالدولة ويعزز اداءها ويوفر لها خدمة الاجواء السليمة عين راصدة ومراقبة تتمثل في جهاز الارصاد الجوية التابع لادارة الطيران المدني .
وغداة احتفال البلاد بيومها اليوم قدم قطاعا الطيران المدني والأرصاد الجوية عرضا شاملا لانجازاتهما وهي كثيرة خلال العام 2012 -2013 والتي تصب في النهاية في النهوض بهذين القطاعين والوصول بهما إلى أفضل المستويات من حيث الكفاءة والدقة وتأمين سلامة الطيران وبما يحقق الأهداف والتطلعات في مجال صناعة الطيران.
والحديث عن قطاع الطيران المدني في الدولة يقود في البدء إلى الحديث عن واحدة من أفضل وأسرع شركة طيران نموا في العالم "الناقل الوطني" التي تمكنت في وقت قصير من النمو والتوسع في شبكة خطوطها العالمية والتألق في تقديم خدمات لا تضاهى في عالم الطيران الأمر الذي أهلها للحصول على لقب أفضل شركة طيران في العالم حيث تسير "القطرية" اليوم أسطولاً حديثاً مكوناً من 128 طائرة حديثة إلى 133 وجهة للسياحة والعمل في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والأمريكيتين.
وانضمت الخطوط الجوية القطرية أواخر أكتوبر المنصرم إلى اتحاد عالمي لشركات الطيران " ون ورلد" لتصبح أول شركة طيران في الشرق الأوسط تنضم للاتحاد الذي سيوفر لها تجربة سفر سلسة إلى أكثر من ألف مدينة يغطيها التحالف.
ونظير هذا النمو الكبير والتميز في خدماتها حازت الناقل الوطني على جوائز عالمية أخرها الحصول على ثلاث جوائز قيّمة خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية للسفر 2013 الذي أقيم خلال معرض باريس الجوي بفرنسا في شهر يونيو الماضي وهي جائزة "أفضل درجة رجال أعمال في العالم" و"أفضل صالة رجال أعمال في العالم"، إضافة إلى "أفضل خدمة موظفين في الشرق الأوسط" للعام الثاني على التوالي.
كما نالت الناقلة لقب "أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط" للعام السابع على التوالي، فيما نال مبنى البريميم التابع لها في مطار الدوحة الدولي لقب "أفضل خدمة مطار للدرجة الأولى ورجال الأعمال" للعام الثالث على التوالي لسنة 2013.
وقد حازت الناقلة على لقب "أفضل شركة طيران في العالم" من مؤسسة سكاي تراكس للعامين 2011 و2012 حيث تعد مؤسسة سكاي تراكس المؤسسة الوحيدة المستقلة التي تختص بتقييم مستوى خدمات شركات الطيران.
وتسعى الناقلة القطرية الوطنية إلى مزيد من التوسع مستقبلا حيث لديها طلبات شراء لأكثر من 250 طائرة تفوق قيمتها 50 مليار دولار أمريكي وتشمل الطلبات طائرات بوينج 787 و777 وطائرات إيرباص من عائلة A350 وA380 وA320 إضافة إلى طائرات بومبارديي لرجال الأعمال.
وفي ظل سعيها الدؤوب نحو المزيد من الإنجازات على الصعيد التجاري وتقديم خدمات راقية للمسافرين تحرص الخطوط الجوية القطرية على أن تكون في طليعة الشركات في مجال الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية وهي تعد اليوم من بين الشركات الرائدة في مجال الأبحاث المتعلقة بإيجاد جيل جديد من وقود الطائرات الصديق للبيئة وقد احتفلت مع شركة قطر للبترول وشل بإطلاق نوع جديد من الوقود للطائرات صالح للاستخدام التجاري وهو - وقود الغاز المسال الممزوج بالكيروسين البارافيني الاصطناعي- .
ويعد هذا النوع الجديد من وقود الطائرات أول وقود من نوعه يتم اعتماده عالميا خلال العقدين الماضيين ويتم ضخ هذه التركيبة الجديدة التي يتم انتاجها في أكبر منشأة للغاز المسال بالعالم - في الطائرات المتواجدة بمطار الدوحة الدولي .
والتزاما منها بالمسؤولية الاجتماعية أعلنت الخطوط الجوية القطرية رسميا عن شراكة عالمية مع مبادرة "علم طفلا" العالمية التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بهدف توفير تعليم ذي جودة عالية لجميع الأطفال، وتساهم هذه المبادرة في معالجة مأساة ما يزيد عن 61 مليون طفل حول العالم محرومين من أبسط حقوقهم في التعليم .
ومن جانبها تعكف الهيئة العامة للطيران المدني في البلاد على قيادة مسيرة النهوض بقطاعي الطيران المدني والأرصاد الجوية ومواكبة مختلف التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، ففي مجال النقل الجوي تم الانتهاء من إجراءات المصادقة على الانضمام إلى كافة مواثيق قانون الجو الدولي التي لم تكن قد انضمت إليها دولة قطر بعد .
ونظرا للتوسع الكبير لأنشطة الخطوط الجوية القطرية وجهود الهيئة العامة للطيران المدني تزايدت حركة النقل الجوي عبر مطار الدوحة الدولي سواء من حيث عدد الركاب أو التوسع في عمليات الشحن الجوي فيما يتوقع المزيد من النمو مع افتتاح مطار حمد الدولي الجديد وقد شهد العام المالي الحالي كذلك التوقيع على عدد من اتفاقيات النقل الجوي بالأحرف الأولى وأخرى توقيعا نهائيا إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع عدد من دول العالم لفتح الأجواء أو زيادة السعة التشغيلية وحقوق النقل بين دولة قطر وتلك الدول.
وفي مجال السلامة الجوية انجزت الهيئة خلال الفترة المذكورة العديد من الأمور منها استكمال تعديل أحكام الطيران المدني وإصدار 21 ترخيصا جديدا لمزاولة نشاط السفريات و11 ترخيصا آخر لمكاتب الشحن الجوي وسحب تراخيص خمسة مكاتب لم تلتزم بالتعليمات الصادرة عن الهيئة، كما أصدرت الهيئة عشرات التراخيص والشهادات في مجال صيانة الطائرات والترخيص للمهندسين العاملين في هذا القطاع مع استمرار تنفيذ برنامج تنظيم الرقابة على صلاحية الطائرات للطيران على حاملي شهادات التشغيل.
وشهد مجال الأرصاد الجوية العديد من الإنجازات فبالإضافة الى استضافة إدارة الأرصاد لعدد من المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالأرصاد والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الدولية ذات الصلة، انتهت الهيئة من تركيب عدة محطات رصد جوي منها محطة الرصد الجوي بدخان للعمل بنظام "السينوبتك" وكذلك محطة الرصد في أبو سمرة للعمل بذات النظام وفقا للمعاير الدولية إلى جانب تركيب وتشغيل محطة الرصد الجوي بمدينة الشمال (محطة الرويس) ومحطة المطار الجديد، كما عملت الهيئة على تطوير وتحسين نظام التحقق من التنبؤات الجوية وأنظمة الأقمار الصناعية في المطار والتشغيل التجريبي لمكتب الأرصاد بمطار حمد الدولي والشروع في إعداد الدراسات المناخية الفصلية على البلاد وشبه الجزيرة العربية وذلك بالتعاون مع أحد المراكز التخصصية في هذا المجال .
وفي الملاحة الجوية تم تركيب وتشغيل كافة الأجهزة الملاحية المختلفة بمطار حمد الدولي وتدريب الموظفين عليها في إطار الاستعدادات لبدء تشغيل المطار بينما يظل مشروع مطار حمد الدولي -المقرر افتتاحه بشكل جزئي قريبا- من أهم المشاريع الرئيسية وهو ذو صلة وثيقة بعمل الهيئة ويعد من أفضل المطارات في العالم حيث تصل طاقة المطار الاستيعابية لنحو 50 مليون مسافر سنويا بالاضافة إلى مليوني طن من الشحن ويضم 40 بوابة فضلا عن تخصيص مساحة 19000 متر مربع لمتاجر البيع والمطاعم والقاعات ومواقف إضافة إلى فندق.
كما يضم المشروع مبنى أميريا لخدمة كبار الشخصيات والوفود الرسمية ومباني أخرى لخدمات الشحن وحظائر الطائرات وغيرها من المرافق التي ستسهم في تعزيز دوره لخدمة عجلة التنمية بشكل عام .
وتضطلع كلية قطر لعلوم الطيران بدور ريادي وهام في رفد السوق المحلية والخليجية بالكوادر المتميزة في مجال صناعة الطيران وتعتمد في ذلك على برامج تدريبية وأكاديمية عالمية كما تتعاون في هذا المجال مع عدد من الجامعات العالمية المرموقة حيث بلغ عدد خريجي الأقسام التابعة للكلية خلال العام الماضي 120 خريجا منهم 48 طالبا من قسم الطيران التجاري و33 من قسم هندسة وصيانة الطائرات ومثلهم من قسم إدارة عمليات المطار وخريجين اثنين من قسم المراقبة الجوية و4 من قسم الأرصاد الجوية.
وإلى جانب هذه الأعداد من الخريجين نظمت الكلية عددا من الدورات التدريبية شارك في الألاف من موظفي قطاع الطيران التجاري في الدولة وكذلك من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وتسعى الكلية ضمن خططها المستقبلية لزيادة وتحديث برامج التدريب وبالتعاون مع الخطوط الجوية القطرية لإدراج دورة رخصة الطيار متعدد الطواقم وهي دورات حديثة متقدمة تتيح للمتدرب الانتقال السلس من التدريب على نظام ATPL المعمول به حاليا إلى نظام MPL وهو نظام عالمي متطور يؤهل الطالب للحصول على رخصة الطيران التجاري بدون معوقات واختصار المدة الزمنية للتدريب .
كما تعتزم كلية قطر لعلوم الطيران تنفيذ العديد من المشاريع التي ستعزز من برامج الكلية بما يواكب التطورات التي يشهدها قطاع الطيران في الدولة والعالم.
أرسل تعليقك