توج النصر بطلاً لكأس رئيس الدولة بعد فوزه على الأهلي في المباراة النهائية للبطولة بركلات الترجيح 3-صفر، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في اللقاء الذي جرى أمس الأربعاء بدرة ملاعب العالم استاد هزاع بن زايد بدار الزين.
وكانت آخر مرة توج فيها النصر بلقب كأس رئيس الدولة في موسم 88-89 بعد فوزه على الوحدة في النهائي بهدف وحيد، فيما ثأر النصر من الأهلي بعد مرور 40 عاماً عندما خسر أمامه في أول نهائي عام 74-75.
وشهد المشهد الختامي فرحة كبرى من جماهير النصر التي نزلت إلى أرضية الملعب في لحظة تاريخية تعبر عن فرحة سنين طويلة من الغياب عن لقب كأس رئيس الدولة.
المباراة كانت مثيرة وشهدت ندية كبيرة من الجانبين، وجاء الشوط الأول متكافئاً في معظم فتراته وغابت عنه الخطورة على المرميين كما أن الفرص لم تكن بالصورة العددية المطلوبة، وكان الأهلي هو صاحب المبادرات الهجومية على مرمى النصر ليثمر ذلك تسجيل هدف سجله مهاجم الفرسان أحمد خليل في الدقيقة 36، وفي الشوط الثاني تحسن الأداء وركن الأهلي إلى تقدمه في المباراة بهدف ولعب بتحفظ في منطقته للحفاظ على تقدمه ونجح في ذلك حتى جاءت الدقيقة قبل الأخيرة التي عادل فيها النصر عن طريق مدافع الأهلي الكوري كوان كوينغ "بنيران صديقة" بالخطأ في مرماه ليحقق ما عجز عنه مهاجمو النصر وينتهي الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 1-1، ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي الذي لم يتغير فيه شيء وبقي الوضع على ما هو عليه ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح.
بدأت المباراة وسط أجواء صاخبة من الجماهير وبهدوء من جانب الفريقين وكانت البداية عن طريق الأهلي ومن لاعبه خمينيز الذي خطف الكرة من أمام لاعب النصر رينان غارسيا إلا أنه سقط، بعدها أعاد النصر ترتيب أوراقه في وسط الملعب ثم أخذت المباراة طابع الحذر من الطرفين لينحصر اللعب في وسط الملعب حتى جاءت الدقيقة 15 عندما لاحت فرصة أمام مدافع الأهلي سالمين وحول الكرة برأسه علت العارضة بقليل، رد عليها محمود خميس بتسديدة قوية مرت بجوار القائم الأيسر لحارس الأهلي ماجد ناصر، ثم ينال نفس اللاعب محمود خميس أول بطاقة صفراء في المباراة لخشونته مع لاعب الأهلي روبيرو إيفرتون، ولعب خمينيز كرة عالية مرت من أمام حبيب الفردان وهو على بعد ياردات من مرمى النصر، ليواصل الأهلي ضغطه على مرمى العميد في عدة محاولات، وكادت الدقيقة 30 أن تشهد أول الأهداف عندما أرسل الكوري كوان كرة بيده على شكل ضربة ركنية قفز لها أحمد خليل وحولها برأسه مرت فوق العارضة بقليل.
في الدقيقة 36 نفذ روبيرو إيفرتون كرة ركنية قابلها أحمد خليل برأسه قبل حارس النصر أحمد شامبيه وحولها في المرمى أول أهداف اللقاء وسط فرحة كبرى لجماهير الأحمر.
وقبل نهاية الشوط بدقيقة شن النصر هجمة منظمة من الجهة اليمنى بقيادة أحمد ابراهيم الذي عكس كرة عرضية أبعدها مدافع الأهلي سالمين خميس من أمام مهاجم النصر إبراهيما توريه الغائب الحاضر عن هذا الشوط ليعلن بعدها الحكم نهاية الشوط بتقدم الأهلي بهدف.
مع بداية الشوط الثاني أجرى مدرب الأهلي الروماني أولاريو كوزمين تبديلاً بدخول عبدالعزيز هيكل مكان وليد عباس، ثم انطلق الشوط وسط تحفظ أهلاوي في الدقائق الأولى وترك الملعب لفريق النصر الذي استحوذ على المنطقة دون فائدة وسط انتشار جيد للاعبي الأهلي في الخطوط الثلاثة والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وشهدت الدقيقة 59 دربكة أمام دفاع النصر وكانت الكرة حائرة وجاءت إلى أكثر من لاعب للأهلي ولم تجد من يضعها في المرمى ليبعدها أخيرا الدفاع النصراوي عن المنطقة الخطرة.
وفي الدقيقة 63 أبعد حارس الأهلي ماجد ناصر كرة من أمام رأس لاعب النصر هولمان، ليزداد اللعب سرعة من الجانبين، وفي الدقيقة 70 أجرى مدرب النصر تبديلاً بدخول جاسم يعقوب مكان علي حسين لتتحسن الناحية الهجومية للعميد، وكاد باولو هرنانديز أن يحقق التعادل للنصر عندما توغل بالكرة وسدد بقوة حولها الحارس ماجد ناصر ببراعة إلى ركنية منقذا مرمى فريقه من هدف محقق.
وفي الدقيقة 78 أجرى الأهلي تبديلاً ثانيا بدخول أسامة السعيدي وخروج إسماعيل الحمادي، ثم يواصل النصر استحواذه في وسط الملعب وسط تكتل من لاعبي الأهلي في منطقتهم، ويحاول النصر في الدقائق العشر الأخيرة إدراك التعادل وقبل ذلك شهد اللقاء احتجاجا من لاعبي النصر لإيقاف الحكم المباراة بسبب سقوط لاعب الأهلي أحمد خليل، حيث كانت الكرة في حوزة لاعبي الأهلي لحظة سقوطه.
وقبل نهاية المباراة بدقيقة ارتكب مدافع الأهلي كوان كوينغ خطأ فادحاً كلفه هدف التعادل للنصر عندما عكس مدافع النصر أحمد إبراهيم كرة عرضية حاول المدافع الكوري كوان كوينغ أن يبعدها إلا أن الكرة سكنت شباك ماجد ناصر وسط ذهول جماهير الأهلي التي كانت قد بدأت الاحتفالات بلقب الكأس الغالية، لتشهد الدقائق المتبقية والوقت الإضافي إثارة في المدرجات وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع سدد مهاجم النصر باولو هرنانديز كرة زاحفة أمسكها ماجد ناصر بصعوبة ليعلن الحكم نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 ويحتكم الطرفان للوقت الإضافي.
انطلق الشوط الإضافي الأول بتهديد أهلاوي بتسديدة عبدالعزيز صنقور أمسكها حارس النصر أحمد شامبيه، رد عليها النصر بتسديدة من ضربة ثابتة لمهاجم النصر هولمان علت العارضة، ثم يتواصل اللعب بهجمة هنا وأخرى هناك، ثم أجرى الأهلي آخر تبديلاته بدخول عيسى سانتو مكان احمد خليل الذي بدا عليه الإرهاق، ثم سدد لاعب الأهلي خمينيز كرة من ضربة ثابتة في أحضان حارس النصر شامبيه لينتهي الشوط الإضافي الأول بالتعادل السلبي، وكان عصام ضاحي مدافع النصر قد تعرض لإصابة خرج إثرها ونزل مكانه حسن محمد.
وانطلق الشوط الإضافي الثاني بتوازن من الجانبين خوفا من دخول هدف مبكر ينهي المباراة وكان التكافؤ هو عنوان الشوط، كما شهد الشوط بعض التوتر من الطرفين إلا أن الحكم المرزوقي سيطر على الوضع وقاد المباراة إلى بر الأمان لينتهي الشوط واللقاء بنفس النتيجة ويحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.
سدد أول ركلة لاعب الأهلي أسامة السعيدي وتصدى لها الحارس أحمد شامبيه على مرتين، ثم سجل باولو هرنانديز للنصر، وبطريقة غريبة أهدر لويز خمينيز الضربة الثانية للأهلي ثم نجح رينان في تسجيل الهدف الثاني، وأضاع اللاعب عبدالعزيز صنقور الضربة الثالثة ليحرز إبراهيما توريه الضربة الأخيرة ويتوج النصر بطلاً لكأس رئيس الدولة.
أرسل تعليقك