محمد خالد
تراجع مستوى الحارس العملاق إيكر كاسياس خلال الموسمين الأخيرين، إلا أن الكثيرين لم يتقبلوا الطريقة التي خرج فيها من بيت "ريال مدريد" الإسباني، على اعتبار أنه كان يستحق معاملة أفضل تليق بما قدمه للنادي من خدمات جليلة طيلة 25 عامًا دافع فيها عن ألوان الفريق الأبيض.
وشاءت الأقدار أن يلقى كاسياس الملقب بـ "القديس" نفس مصير عدد من نجوم "الميرينغي" الذين أجبروا على مغادرة النادي من الباب الخلفي، دون أن يأخذوا حقهم من الوفاء والتقدير بعد أن كانوا من صناع تاريخ "ريال مدريد" المعاصر.
وظهر كاسياس وحيدًا في المركز الصحافي التابع لملعب "بيرنابيو" وهو يواجه وسائل الإعلام العالمية الأحد، وبكى الحارس البالغ من العمر (34 عامًا) أكثر من مرة وهو يلقي بيان الوداع بعدما أسدل الستار على 16 موسمًا قضاها مع الفريق الأول لـ "ريال مدريد" لينتقل إلى "بورتو" البرتغالي.
وأثار هذا المشهد الكثير من الانتقادات من الصحف والفعاليات الكروية في إسبانيا، تجاه رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي خرج للدفاع عن نفسه من تهمة إذلال حارس من أبرز ما جادت بهم كرة القدم الإسبانية في العقدين الأخيرين.
وعلى الرغم من أن "ريال مدريد" حاول تدارك الأمر بتنظيم حفل تكريم رسمي حضره بيريز وكاسياس في ملعب بيرنابيو، إضافة إلى المئات من الجماهير، إلا أن ذلك لم يغير من قتامة الصورة في شيء، ولم يساعد النادي الملكي في التخلص من تهمة الإطاحة بأبنائه الأبرار وإذلالهم بطريقة مهينة، كما حدث مع نجوم سابقين، كفيرناندو هييرو ومانولو سانشيز، وفيرناندو ريدوندو، وراوول كونزاليس، والقاسم المشترك بين كل هؤلاء، أنهم طردوا خلال فترة رئاسة فلورنتينو بيريز للنادي.
وأمام جحود "الريال" وقساوته على أبنائه، نجد في الجهة المقابلة وفاء منقطع النظير لـ "برشلونة" تجاه أساطيره، فالنادي "الكتالوني" يقدر أيما تقدير كل لاعبيه الذي صنعوا تاريخه، ولم يسبق أن سجل عليه أن تخلى بطريقة لا تليق على أحد أبنائه ممن تربوا في "لامسيا " وكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ النادي.
وآخر مثال على ذلك الوداع المثالي الذي خصصه النادي لقائده تشافي هيرنانديز الذي عبر بالمناسبة عن حزنه الشديد لما حدث لكاسياس، فالمشهد كان صارخًا بين الوداع البائس لهذا الأخير من "ريال مدريد"، وتكريم "برشلونة" لتشافي قبل رحيله للانضمام إلى "السد القطري".
إن كرة القدم قبل أن تكون ألقابًا وانجازات ونتائج، هي روح رياضية واعتراف وتقدير، و"برشلونة" أثبت بالملموس أنه تفوق على غريمه التقليدي "الريال" في هذا الجانب في انتظار ما ستسفر عنه المنافسة بينهما على أرضية الملاعب خلال الموسم الجديد.