سيكشف ماراثون لندن إن كانت التدريبات التي خاضها مو فرح واستغرقت عدة شهور وشملت العدو لمسافة 120 ميلًا أسبوعيا في المرتفعات كافية لتغيير مسار بطل المسافات الطويلة البريطاني الشهير.
لكن تحوله من سباقي خمسة آلاف وعشرة آلاف متر إلى خوض الماراثون كان في حد ذاته كافيا لتغيير حالته الذهنية والنفسية.
وشهدت علاقة فرح مع الصحافة توترا شديدا بعد أن أقام دعوى قضائية ضد أحد الصحفيين البريطانيين هذا العام لترديد مزاعم عن قلق الاتحاد الدولي لألعاب القوى من سجله للمنشطات، لكن يبدو أن فرح تغير قبل انطلاق الماراثون يوم الأحد.
وقال محمد فرح في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء عقب وصوله من إثيوبيا بساعتين فقط: "أشعر براحة واسترخاء أكبر. تغيير الأجواء منحنى دفعة كبيرة وأنا مستمتع بهذا الأمر كثيرا".
وأضاف "أحرزت معظم الميداليات التي نافست للفوز بها في مضمار العدو ولهذا فإن تحفيز النفس يصبح أكثر صعوبة. عليك أن تجد تحديا جديدا يوفر لك فرصة إحراز لقب جديد ويدفعك للخروج من حالة الاسترخاء".
وسيخوض العداء البريطاني ماراثون لندن وهو خارج قائمة المصنفين العشرة الأوائل للفوز بعد أن أمضى ما يقرب من عشر سنوات وهو ضمن المرشحين لإحراز لقب البطولات المختلفة التي كان يشارك فيها عالميا وأولمبيا وقاريا في سباقات خمسة آلاف وعشرة آلاف متر.
وشارك فرح مرة وحيدة في سباق للماراثون كانت في لندن 2014 واحتل المركز الثامن بزمن قدره ساعتان وثماني دقائق لكنه كان بعيدا عن محاولة تحطيم الرقم البريطاني الحالي الصامد لمدة 33 عاما والمسجل باسم ستيف جونز والبالغ ساعتين وسبع دقائق و13 ثانية.
وسيشارك في ماراثون الأحد المقبل 12 عداء أسرع من فرح منهم الاثيوبي كنينيسا بيكيلي والكيني ايليود كيبتشوجي وهما ثاني وثالث أسرع العدائين في التاريخ إضافة إلى حامل اللقب الكيني دانييل وانجيرو الذي يتفوق على فرح بثلاث دقائق كاملة.
وسجل البطل الأولمبي كيبتشوجي أفضل رقم رسمي له في سباقات الماراثون في لندن 2016 وبلغ ساعتين وثلاث دقائق وخمس ثوان وهو زمن لو ترجم الى مسافة فانه سيتفوق على فرح بأكثر من ميل كامل.
ويضع فرح نصب عينيه سباق الماراثون في أولمبياد طوكيو في اليابان 2020 كهدف على المدى البعيد ويدرك أن عليه تحسين أدائه بشكل كبير لضمان تحقيق الفوز بميدالية.
وقال "على مدار سنوات قضيتها في السباقات تعلمت كثيرا وتحسنت خطوة بخطوة ويبدو أن هذا ما سيحدث في سباقات الماراثون.
وأكمل "هذا ما سيدفعني لنيل ميدالية في طوكيو. بإمكاني اكتساب الخبرة من خلال خوض سباقي ماراثون كل عام. وإذا سارت الأمور على ما يرام وإذا كنت أتمتع بالقوة والقدرة على اكتساب الخبرة فأعتقد أن بإمكاني أن أنهي سباقي المنشود في ساعتين واربع دقائق أو ساعتين وثلاث دقائق".
ومنذ أن تحول فرح للمنافسة في سباقات الماراثون العام الماضي انفصل عن مدربه السابق البرتو سالازار ومشروعه المشترك مع شركة نايكي لتدريب وتطوير اداء عدائي المسافات الطويلة والذي لا يزال خاضعا لتحقيقات الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات.
وقال فرح في السابق إن انفصاله عن مدربه لا علاقة له بالاتهامات الموجهة إلى سالازار بانتهاك قواعد مكافحة المنشطات لكن السبب في ذلك يرجع لرغبة فرح في العودة إلى بريطانيا حيث يدربه جاري لاف وهو المدرب السابق وزوج باولا رادكليف صاحبة الرقم القياسي العالمي في سباقات الماراثون للسيدات.
ولا يزال فرح، الذي وصف مدربه لاف بالعبقري اليوم الثلاثاء، يعمل مع مدرب الأحمال ديف مكهنري الذي لم يظهر اسمه في المزاعم التي تحقق فيها الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات رغم أنه ظل مشاركا في مشروع شركة نايكي لمدة عشر سنوات.
وقال فرح إنه لم يتحدث مع سالازار كما لم يتقابل مع مكهنري منذ أكتوبر 2017.
وأضاف "أرسل لي دليلا للأحمال والأثقال من خلال الاتحاد البريطاني لألعاب القوى وهذا كل ما في الأمر".
أرسل تعليقك