لندن ـ كاتيا حداد
يُعتبر تمثال "فينوس دي ميلو" واحدًا من أشهر التماثيل الكلاسيكية في العالم، إلا أنَّ هذا المعلم الأثري الذي يُعرف أيضًا باسم "بافروديت الميلوسية" يظل لغزًا في حد ذاته بمجرد أن تم اكتشافه منذ ما يزيد عن 200 عام داخل الجزيرة اليونانية "ميلوس".ورجحت أقاويل عدة أنَّ هذا التمثال الخاص بآلهة الجمال كان يحمل مرآة ورُمح أو تفاحة، إلا أنَّ نظريات أخرى تبناها كاتب أميركي لم يتم التأكد من صحتها زعمت أنَّ "أفروديت" كان يمكن أن يُصور على أنَّه تمثال مخصص للغزل.
وأعادت مصممة تتخذ من "سان فرانسيسكوا" مقرًا لها، نحت وتشكيل التمثال على هيئة الغزال.
وأشارت المؤلفة فرجينيا بوسترل إلى أنَّ إيزابيث وايلاند باربر ذكرت في كتابها الصادر العام 1994 تحت عنوان "أعمال النساء: العشرون عامًا الأولى" أنَّ "بافروديت" من المحتمل وأن يكون تمثال لغازل القطن.
في بداية الأمر انتشرت أفكار من قبل أحد الخبراء تزعم أنَّ الإلهة كانت تؤدي واجبًا دنيويًا أولًا في خمسينيات القرن الماضي، إذ لاحظ الخبير السالف الذكر أنَّ هذا التمثال يتشابه مع تماثيل أخرى وصور منحوتة على الفخار تٌظهر عمليات الغزل والحياكة.
وادعت باربرا أنَّ هذا التمثال المعروض في متحف "اللوفر" في باريس كان يحمل في يديه اليسرى أقمشة قطنية فيما استخدمت اليد اليمني في عمليات الغزل والحياكة، وهو مشهد مألوف بالنسبة لعدد كبير من النساء في القرن المائة قبل الميلاد، إذ تم نحت التمثال.
واستخدم المصمم نسخة ثلاثية الأبعاد مطابقة للتمثال، بالإضافة إلى صور من المغازل ومن المزهريات اليونانية القديمة لتقديم نموذج بالكمبيوتر يُسمح بطباعته. وخلصت إلى أنَّ مُعدات الغزل من غير الممكن أن تٌصنع من الرخام المنحوت مثل بقية التمثال.
وتابع كوزمو وينمان أنَّه لا يزال التدقيق صعب للغاية من أجل تميز التمثال المعاد تصميمه، ولكن النموذج الثلاثي الأبعاد الكامن وراء التمثال الأصلي دقيق للغاية، مضيفًا: لقد انتهيت منه في العام 2013 كمشروع منفصل عندما التقطت حوالي 1850 للجسم المدلى في متحف "Skulpturhalle" في مدينة "بازل" السويسرية.
واستكمل: لقد عالجت تلك الصور عن طريق "الأوتوديسك" التصويري ثلاثي الأبعاد، الذي عكس هندستها في هذا النموذج. واعتمد علي رسومات تخص اليزابيث ايلاند باربر، وكذلك صور من لوحات زهرية يونانية للعمل على كيفية تصميم اليدين، ومن ثم نسخ أدوات الغزل من لوحة إناء في المتحف البريطاني.
وأظهرت المزهريات العاهرات يغزلن الخيوط لإشغال أنفسهم أثناء انتظارهم للزبائن، ففي الوقت الذي يظهر فيه الغزل على أنه نشاط مناسب لحركة التمثال، صمم وينمان نموذج ثلاثي الأبعاد لإثبات أنَّ لقطة التمثال كان من الممكن أن تُعد وفقًا لطلب الكاتبة فرجينيا بوسترل التي أكدت أنَّ "قوة البهجة تكمن في الحنين وفن الإقناع البصري".
أرسل تعليقك