أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي أن غاية حكومة دولة الإمارات هي إسعاد الناس والوصول إلى حكومة لا تنام ..مشيرة إلى أن الحكومة الذكية تعزز التنافسية وتزيد الشفافية وتعطي نوعا من العدالة وبالتالي فهي تحقق رضا أفراد المجتمع وتجذب المستثمرين .. منوهة بأن البنية التحتية المتطورة وشبكة الاتصالات الحديثة أسهمت في وجود الحكومة الذكية .
جاء ذلك خلال الأمسية الثانية من أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي في موسمه الرابع التي عقدت الليلة الماضية بمسرح المجاز في الشارقة وتناولت موضوع "مقتضيات التحول للحكومة الذكية في ظل الهيمنة التقنية" والتي استعرضت القضايا المرتبطة بتقديم الخدمات الإلكترونية إلى المتعاملين والرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات في مجال إسعاد الجمهور من خلال تقديم خدماتها على مدار الساعة .
شارك في الجلسة التي أقيمت برعاية مكتب الاتصال الحكومي بالأمانة العامة لمكتب شؤون مجلس الوزراء .. إلى جانب معالي الشيخة لبنى القاسمي - الشيخ خالد بن أحمد القاسمي مدير عام دائرة المعلومات والحكومة الإلكترونية بالشارقة ومعالي عيسى بن عبدالرحمن الحمادي وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين والدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية رئيس مجلس أمناء معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم . وأدارها الإعلامي علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام .
وحول انعكاس التقنية الحديثة على الجمهور قالت معاليها إن التطورات التكنولوجية منحت أفراد المجتمع هامشا أكبر من الحرية في الحصول على الخدمات في الزمان والمكان المناسبين لهم كما وفرت فرصا أكبر للتعلم والبحث والحصول على المعلومة .. مشيرة إلى أن المناهج التعليمية التي تتناول التقنية وفوائدها وكذلك توفر الهواتف الذكية والتطبيقات متعددة اللغات زاد من ثقة الجمهور بالحكومة الذكية .
وطالبت الشيخة لبنى القاسمي بضرورة مواكبة التشريعات والقوانين للتطورات التكنولوجية والعمل على تحفيز أفراد المجتمع على الإبداع والابتكار .
من جانبه تناول الشيخ خالد بن أحمد القاسمي في مداخلته خلال الجلسة قضية أمن المعلومات .. مؤكدا أن دائرة المعلومات والحكومة الإلكترونية بالشارقة حرصت على توظيف كوادر فنية متخصصة في حماية أمن المعلومات لضمان عدم اختراق معاملات الجمهور أو التعدي على بياناتهم الشخصية ..
مطالبا الجهات الحكومية بالإنفاق أكثر على الأمن الإلكتروني وتعيين خبراء في هذا المجال خاصة أن التطورات التقنية سريعة جدا وبحاجة إلى البحث المتواصل عن وسائل جديدة ومبتكرة لحماية المعلومات الشخصية والرسمية .
وأشار إلى وجود منافسة بين الدوائر الحكومية في إمارة الشارقة لتقديم خدماتها الإلكترونية وتطبيقاتها الذكية إلى الجمهور لذلك تعتزم الدائرة قريبا إطلاق مسابقة على مستوى الإمارة لتكريم الأفكار الإبداعية في هذا المجال .. مشيرا إلى أن قياس النجاح مرتبط برضا المتعاملين لذلك لابد أن يكون الجمهور شريكا للحكومة من أجل التعرف على إحتياجاته وتلبيتها مطالبا في الوقت نفسه بالاهتمام بالتدريب التقني لموظفي الجهات الحكومية كي يكونوا مواكبين لتطورات العصر وقادرين على تحقيق تطلعات الناس .
من جانبه أكد الوزير البحريني أن الإعلام التقليدي سيبقى صامدا في وجه التقنية ولن ينتهي قريبا .. موضحا أن الإعلام الحكومي بشكل خاص مطالب بالتركيز على المحتوى الذي يقدمه والرسالة التي يتضمنها بحيث يكون ما يعلن عنه للناس مبنيا على حقائق وصادقا كي يكون له تأثير طويل الأمد .
وأشار الى أن هدف الحكومات هو الوصول إلى حياة أفضل للشعب وبالتالي يجب أن يكون المحتوى الإعلامي الرسمي مواكبا للعصر ومحققا لمتطلبات الجمهور.
ورأى الحمادي أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت سابقا تستورد الأفكار والتقنيات من أجل التطور ولكنها أصبحت اليوم في طليعة الدول التي تتصدر تطبيقات الحكومة الذكية وذلك بفضل الاستثمار الأمثل لمواردها في توفير الأفضل لمواطنيها .. مطالبا الحكومات والمؤسسات الخليجية بالمزيد من التعاون والتنسيق في مجال تبادل المعلومات والاستفادة من التطورات التقنية لتوفير المال والوقت والجهد والاستفادة من الخبرات المشتركة .
كما طالب معاليه بضرورة ربط البرامج الأكاديمية بسوق العمل وتحفيز الشباب على ريادة الأعمال والانتقال من إقتصادات تعتمد على الثروات النفطية إلى الاعتماد على الأفكار الإبداعية .
وأكد الدكتور منصور العور أن المداخلات الإذاعية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة شكلت إبداعا جديدا في العمل الحكومي حيث لم يتعود الناس على الاستماع إلى حاكم يأخذ شكاوى الناس ويرد عليها عبر الإذاعة وهو ما أرسى دعائم قوية بين الجمهور والحكومة لأن أساس الحكومة الذكية هو التواصل مع الجمهور والاستماع إليه .
وقال إن توطين التكنولوجيا أمر ضروري للعمل بأمان كذلك لابد من مشاركة المتعاملين في اتخاذ القرار مع الاهتمام بتوفير التشريعات القانونية اللازمة والعنصر البشري المتخصص لتقديم خدمات موثوقة ومميزة .
واستعرض العور جانبا من تجربته الأكاديمية في العمل بجامعة حمدان بن محمد الذكية .. مشيرا إلى أن التعليم هو أساس التحول في أي مجتمع لذلك أحدث اعتماد الجامعة على التعليم الذكي تحولا كبيرا في مجالات متعددة أهمها اعتماد الطالب على التفكير والبحث بدلا من التلقين وتغيير الدور المباشر لأعضاء هيئة التدريس لتصبح مهمتهم التوجيه وتدريب الطلاب على عملية التفكير إلى جانب وجود بيئة تعليمية مرنة .. منوها بأن نقطة تميز التعليم الذكي تكمن في تركيزه على التفرد من خلال الاهتمام بكل طالب على حدة بدلا من التركيز على جميع الطلاب دفعة واحدة .
من جانبه أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي أن التطورات التقنية المتلاحقة والتي فرضت على الحكومات التحول نحو الاعتماد عليها في تقديم خدماتها وتوفيرها على مدار الساعة وما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات في مجال الحكومة الإلكترونية دفعت المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي إلى وضع هذه القضية على طاولة الحوار من أجل الاستماع إلى وجهات النظر والتعرف على الرؤية المستقبلية للخدمات الحكومية الذكية التي تواكب تطلعات الجمهور وترسم السعادة على وجوههم بفضل سهولة وسرعة الحصول عليها .
حضر الجلسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي والشيخ محمد بن أحمد القاسمي مدير عام مكتب رئيس مجلس النفط بالشارقة والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة وخالد جاسم المدفع مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة والدكتور خالد عمر المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام ومسؤولون من القطاعين الحكومي والخاص وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي في الدولة وشخصيات ثقافية وفكرية وإعلامية .
أرسل تعليقك