لندن – صوت الإمارات
أكد المفكر الأمريكي توماس فريدمان، أن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سوف تستمر خلال المرحلة القاددمة، على الرغم من تصويت البريطانيين في الثالث والعشرين من يونيو على الخروج رسميا من المؤسسات الأوربية، إذ أن العلاقة بين الجانبين أكثر تعقيدا.
فبريطانيا إحدى القوى الأوروبية الكبرى، وتعد من معاقل الدفاع عن الليبرالية والديمقراطية والتعددية وحرية السوق، ولكن التصويت بالخروج جاء نتيحة التأثير المضلل لبعض الساسة من ذوي النزعة المفرطة في النظرة الشوفينية الضيقة.
استغل الساسة مخاوف لدى الرأي العام من تدفق المهاجرين على المملكة المتحدة لكي يحظوا بتأييد الراي االعام البريطاني، وبالرغم من أن تأييد الخروج من الاتحاد الأوربي جاء بنسبة طفيفة للغاية، إلا أن مجموعة من الساسة ضيقوا نطاق الاختيار أمام الناخبين، إذ كان عليهم المفاضلة بين الخروج من الكيان الأوربي أو التعرض للمخاطرة المرتبطة بالبقاء مع تحمل المخاطر الناجمة عن هذا الخيار، مع ملاحظة أن هناك مجموعات ضئيلة للغاية كانت تدرك مغزى ونتائج الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتوهم الساسة أن الناخبين سوف يصوتون للبقاء في الاتحاد الأوربي، ومن ثم يحققون لأنفسهم المزيد من المكانة السياسية، على أساس أنهم حذروا من تداعيات الاستمرار الاتحاد الأوربي، في حالة تحقق التحذيرات التي سبق أن أعلنوا عنها، ولكن المفاجأة المذهلة جاءت من تصويت البريطانيين لفكرة الخروج، ومن هنا وجد مؤيدو الخروج أنفسهم معضلة لا يمكن التراجع عنها، ولجأ هؤلاء الساسة إلى الأكاذيب والترويج لمزيد من الخوف، فلم تكن لدى هؤلاء أدنى فكرة عن كيفية إدارة الشئون العامة في مرحلة ما بعد الخروج.
أرسل تعليقك