أكدت أجهزة الاستخبارات الأفغانية الأحد مقتل زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور قتل في غارة أميركية في باكستان، قالت واشنطن إنها تأتي في إطار مساعدتها لحكومة كابول التي تواجه اختبارا صعبا في مواجهة المتمردين الاسلاميين.
وذكرت الاستخبارات في بيان إن "الملا أختر منصور كان خاضعا للمراقبة منذ فترة (...) وقتل بغارة لطائرة من دون طيار أمس (السبت) في بلوشستان" في جنوب غرب باكستان.
وهذا هو التأكيد الرسمي الأول لمقتل الملا منصور الذي عين زعيما لطالبان الصيف الماضي بعد إعلان وفاة مؤسس الحركة الملا محمد عمر.
ولم يصدر أي تعليق من طالبان بعد حول مقتل منصور، كما أنه لم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد.
إلا أن عضوا في "مجلس شورى كويتا" لقيادة حركة طالبان، قال لوكالة فرانس برس إنه لم يتمكن من الاتصال بمنصور منذ مساء الأحد.
وأضاف "لا نعلم إذا أصابه مكروه، أو أنه اغلق هاتفه تحسبا لهجوم".
من جهتها، لم تصدر باكستان أي رد فعل رسمي على الغارة الأميركية.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2015، أعلنت مصادر أفغانية وباكستانية أن منصور أصيب بجروح خطيرة، أو حتى قتل، في تبادل لإطلاق النار خلال اجتماع لكوادر طالبان في باكستان. إلا أن الحركة نفت مقتله حينها.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك السبت أن الملا منصور استهدف بضربة جوية اميركية.
وأوضح مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه بعد ذلك ان زعيم حركة طالبان قتل "على الارجح" في ضربة سمح بها الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا.
واضاف ان عددا من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الاميركية شنت العملية في منطقة نائية على طول الحدود بين باكستان وافغانستان "جنوب غرب مدينة احمد وال"، مشيرا إلى أن منصور كان على متن سيارة مع رجل آخر قتل هو الاخر "على الارجح".
وذكر مسؤول كبير في البيت الابيض ان الولايات المتحدة ابلغت باكستان وافغانستان بالضربة بعيد تنفيذها.
وبحسب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإن الولايات المتحدة استهدفت زعيم طالبان لأنه كان يشكل "تهديدا وشيكا للطاقم الاميركي والمدنيين الافغان والقوات الامنية الافغانية".
وكان كوك أوضح أن منصور "عقبة في طريق السلام والمصالحة بين حكومة افغانستان وحركة طالبان وكان يمنع قادة طالبان من المشاركة في مفاوضات سلاح مع الحكومة الافغانية".
وأضاف أنه "متورط في التحضير لهجمات على منشآت في كابول وافغانستان وكان يشكل تهديدا للمدنيين وقوات الامن الافغانية ولقواتنا وشركائنا".
-"صراع على السلطة"-
وكان تعيين منصور أثار خلافات داخلية كبيرة، فظهرت حركات انشقاق عن الحركة من الذبن يعارضون قيادته، وانضم آخرون إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتواجد في شرق أفغانستان.
وقال المحلل والصحافي الباكستاني أحمد رشيد إن مسألة خلافته قد تؤدي إلى "صراع على السلطة، وسيكون هناك عدد من المرشحين".
أما المحلل الأفغاني ميا غول واثق، فرأى أن مقتله "سيزيد من تشرذم جركة طالبان".
وتأتي هذه الضربة بينما تواجه الحكومة الافغانية اختبارا صعبا في مواجهة مقاتلي طالبان الذين احرزوا تقدما في عدة مناطق في البلاد منذ انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في نهاية 2014.
وبدأت الحركة منتصف نيسان/ابريل "هجوم الربيع" وشنت هجوما عنيفا في وسط كابول في نهاية نيسان/ابريل.
ورحب بالضربة عدد من "صقور" السياسة الخارجية الاميركية بينهم السناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي الذي يتمتع بنفوذ واسع.
وقال ماكين في بيان "آمل ان تدفع هذه الضربة للمسؤول الرئيسي لطالبان، الادارة (اوباما) الى مراجعة سياستها القاضية بمنع القوات الاميركية من مهاجمة مقاتلي طالبان".
وكانت اصوات عدة في الجيش الاميركي وفي واشنطن طالبت في الاشهر الاخيرة بعودة الولايات المتحدة الى المشاركة المباشرة ضد طالبان وخصوصا عبر توجيه ضربات جوية.
ومنذ انتهاء المهمة القتالية للحلف الاطلسي في افغانستان، لم يعد للقوات الاميركية نظريا سوى دور تقديم المشورة والمساعدة للقوات الافغانية.
وتراوح عملية السلام بين كابول وطالبان مكانها. لكن باكستان استضافت الاربعاء الماضي جولة جديدة من المحادثات الدولية املا في تحريكها.
أرسل تعليقك