يتولى الرئيس التشادي ادريس ديبي الاثنين مهامه لولاية خامسة تنطوي على مخاطر كبيرة في بلاد تواجه تهديدات ارهابية وتعاني من انخفاض اسعار النفط، وذلك بعد انتخابات اعترضت على نتائجها المعارضة التي تم تفريق تجمع لها السبت.
ووصل ديبي الى السلطة على اثر انقلاب في 1990. وقد اعيد انتخابه رئيسا من الدورة الاولى بحوالى ستين بالمئة من الاصوات، اي بفارق كبير عن خصمه صالح كيبزابو (12,7 بالمئة). ويعترض كيبزابو ومرشحون آخرون هزموا في الاقتراع على النتيجة التي يصفونها "بعملية خطف انتخابية".
وبعد ابقائهم على تجمع السبت تدخلت الشرطة لتفريقه مستخدمة الغاز المسيل للدموع، قررت المعارضة تنظيم "مسيرة سلمية" الاحد مع ان السلطات حظرت التظاهرتين.
وتجمع كبار قادة المعارضة ونحو مئة من انصارهم السبت تحت امطار غزيرة في الدائرة الخامسة من العاصمة التي طوقها عدد كبير من رجال الامن، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بعد ذلك لتفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
ولجأت شخصيات "جبهة المعارضة الجديدة للتناوب والتغيير" التي تشكلت مؤخرا لتوحيد الصفوف في مواجة رئيس الدولة، الى منزل صالح كيبزابو الواقع على مقربة.
وكان وزير الداخلية التشادي احمد محمد بشير صرح لوكالة فرانس برس الخميس مبررا حظر التظاهرتين ان "المسيرة يمكن ان تخل بالنظام العام وتزعزع السكان وتضلل الرأي العام".
واكد كيبزابو ان "القوات الامنية لم تكن متكافئة ايضا" مع التظاهرة. واضاف "كانت هناك عشرات وعشرات من الآليات المحملة بالرجال المسلحين".
وقررت المعارضة ان يكون يوم تنصيب الرئيس الاثنين يوم "مدينة ميتة في جميع انحاء الاراضي" التشادية.
ويفترض ان يجري حفل التنصيب في فندق كبير في نجامينا بحضور رؤساء حوالى عشر دول افريقية ومدعوين آخرين بينهم وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان.
- استياء متزايد -
اكد كيبزابو في اتصال هاتفي مساء السبت ان المعارضين سيسيرون الاحد "بايد عارية يرفعون اللافتات ولن نقوم باي عمل استفزازي". واضاف "نحن نطبق القانون (...) الحكومة هي التي تتصرف بطريقة غير شرعية وتمنع الاحزاب السياسية من التعبير عن رأيها".
واكدت "جبهة المعارضة الجديدة للتناوب والتغيير" انها "ستحمل الحكومة مسؤولية كل الحوادث التي يمكن ان تقع".
وكانت المعارضة اعلنت الجمعة انها قدمت شكوى بتهمة "الخيانة العظمى" ضد الرئيس التشادي. وقد اشارت خصوصا الى "استيلائه على السلطة عن طريق العنف" و"انتهاك خطير لحقوق الانسان" و"اختلاس اموال عامة وفساد".
وطلبت المعارضة من الاسرة الدولية الاعتراف "بالطبيعة الاستبدادية" لنظام ادريس ديبي.
وهي تأخذ على فرنسا خصوصا القوة الاستعمارية السابقة غض النظر عن "انتهاكات حقوق الانسان" داخل هذا البلد المتحالف مع الغربيين في مكافحة جماعة بوكو حرام الاسلامية. وتضم نجامينا مقر قيادة العملية العسكرية الفرنسية برخان ضد الجماعات الجهادية في منطقة الساحل.
وما زال اعتقال واختفاء معارضين شائعا في هذا البلد الذي يضم 12 مليون نسمة، كما حدث في شباط/فبراير 2008 عندما اختفى زعيم المعارضة ابن عمر محمد صالح الذي يعتقد انه قتل لكن لم يعثر على جثته.
وعلى الرغم من النظام الامني الذي لا يتيح هامشا كبيرا للاحتجاج، شهدت تشاد منذ بداية العام توترا اجتماعيا غير مسبوق في مؤشر الى استياء متزايد.
ادى اغتصاب جماعي لطالبة في المرحلة الثانوية من قبل ابناء وجهاء، في شباط/فبراير الى تظاهرات غضب في عدد من مدن البلاد، قمعتها السلطات بعنف.
وخلال الحملة الانتخابية نظم المجتمع المدني عددا من المسيرات السلمية التي منعت في كل مرة.
من جهة اخرى، دانت منظمات غير حكومية بينها "انترنت بلا حدود" مؤخرا "الرقابة" التي فرضت على شبكات التواصل الاجتماعي التي قطعت منذ ثلاثة اشهر في البلاد.
وما يزيد من ضعف النظام الوضع الاقتصادي الصعب المرتبط بانخفاض اسعار النفط. وقد ضاعف الموظفون الذين يتلقون رواتبهم بتأخير كبير، منذ اشهر الاضرابات التي تشل الادارة.
أرسل تعليقك