عبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن استعداد بلاده لتقديم دعم عسكري واقتصادي لتونس من أجل مساعدتها على تأمين حدودها مع الجارتين ليبيا والجزائر إضافة إلى تشجيع الشركات الفرنسية على الاستثمار في تونس.
وقال هولاند - في مؤتمر صحافي في قصر الإيليزيه جمعه بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يقوم بزيارة لفرنسا تستغرق يومين - إن أحسن دعم يمكن أن تقدمه بلاده لتونس هو إقناع الشركات والمجموعات الاقتصادية الفرنسية بالاستثمار في تونس ..مؤكدا في ذات الوقت نية بلاده للعب دور سفير لتونس لدى الاتحاد الأوروبي من أجل نفس الأهداف.
وخصت الصحف الفرنسية بالاسم شركة "تاليس" الفرنسية حيث أكدت وجود مفاوضات معها من أجل إقامة وبناء سياج إلكتروني على طول الحدود التونسية مع ليبيا بهدف مراقبتها والحيلولة دون تسلل عناصر متشددة مسلحة إلى البلاد خاصة تلك التابعة لتنظيم "داعش".
وألمح الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي لوجود محادثات حول الموضوع غير أن الأمور لا تزال في بدايتها ..وقال انه لا يمكن أن نتحدث عن أمور لم تتحقق بعد وحين نحقق تقدما فيها حينئذ سندلي بالتعليقات اللازمة ..مؤكدا أنه في المرحلة الراهنة ما تريده تونس هو تطوير العلاقات الثنائية مع فرنسا.
وتعول تونس كثيرا على عودة السياح الفرنسيين بعد أن تراجع عددهم بنسبة بلغت ستين في المائة بعد الهجوم الدامي على متحف "باردو" وسط العاصمة التونسية كما تأمل في جلب استثمارات فرنسية إلى البلاد بهدف تحريك عجلة التنمية التي تعثرت بسبب الفوضى الأمنية منذ الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي ضمن ما عرف بالربيع العربي.
وقال الرئيس التونسي إن بلاده لا تزال في بداية الطريق نحو الديمقراطية والتنمية ..مشددا على أن مكافحة الإرهاب أصبحت ضرورة من أجل تحقيق التنمية في تونس.
وأضاف " ان تونس لا تزال في بداية طريقها إلى الديمقراطية والديمقراطية لا تفرض من الخارج بل تمارس وتونس مستمرة في خطاها لكنها لا تزال في منتصف الطريق" ..وتابع "سنستمر في التنمية وهدفنا الأساسي هو ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب".
من جانبه قال هولاند إن فرنسا مسؤولة عن دعم تونس كي تحظى بالدعم الكامل لإنجاح تنميتها ..مضيفا "أريد أن أثبت أن فرنسا قادرة على إجراء تعاون مثالي كما تحتاج اليه تونس سواء في مجال الأمن أو مكافحة الارهاب حيث أطلقنا سياسة أمنية منذ عدة أشهر لتأمين الحدود التونسية".
ودعا الرئيس التونسي المسؤولين الفرنسيين إلى العمل من أجل تحسين التعامل مع التونسيين المغتربين في فرنسا حيث خاطب نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند قائلا "يجب ان اذكرك أن أغلبية التونسيين الذين يعيشون في فرنسا هم فرنسيون ويحملون الجنسية الفرنسية بمعنى أن هذه الصفة تعطيهم الحق في معاملة متساوية هم ليسوا راضين لكن الأغلبية منهم راضية وأنا أطلب منهم أن يحترموا قوانين هذه البلاد التي يعيشوا فيها".
وأضاف السبسي "علينا أن نفرق بين المسلم والإسلامي لأن الإسلاميين هم جماعة سياسية تستخدم الدين بهدف الوصول إلى الحكم بالقوة والعنف والإسلام بريء من كل هذا ..الإسلام دين انفتاح وتعايش ويقبل التعايش مع باقي الديانات والقرآن الكريم نص على ذلك بوضوح في الآية الكريمة التي تقول "لكم دينكم ولي دين" بمعنى ليس من حقنا أن نجبر الآخرين على اعتناق ديننا بالقوة وكذلك من حقنا على الآخر أن لا يجبرنا على اعتناق دينه بالقوة".
وترأس الرئيسان التونسي والفرنسي في قصر الإيليزيه مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على مجموعة اتفاقات بين البلدين تشمل مجالات الدفاع والتعليم والثقافة والاقتصاد وفي مقدمتها اتفاق يقضي بتحويل 60 مليون يورو من الديون الفرنسية المستحقة على تونس إلى استثمارات.
وتعتبر فرنسا الشريك التجاري الأكبر لتونس وأول مستثمر أجنبي فيها وهي أيضا أكبر ممول على المستوى الثنائي.
وتعول تونس كثيرا على دعم فرنسا من أجل مساعدتها على نيل صفة "الشريك المميز" مع اوروبا كما هو الشأن مع المملكة المغربية لتعميق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في أفق تسهيل نظام التأشيرات او حتى إلغائها.
وام
أرسل تعليقك