القى سعادة صقر ناصر الريسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية كلمة الدولة في المؤتمر الذى عقد بعنوان " ارث ما بعد اكسبو ميلانو 2015" امس الاول بمقرمعرض إكسبو ميلانو 2015 وذلك بدعوة من الحكومة الايطالية واللجنة المنظمة لاكسبو ميلانو.
وتحدث سعادته عن البعد الدولي لهذا المعرض من وجهة النظر الاماراتية وعن مزايا التعاون المشترك بين معرضي اكسبو ميلانو 2015 واكسبو دبي 2020 .
وشارك في هذا المؤتمر عدد من وزراء الحكومة الايطالية وكبار المسئولين من بينهم وزراء الزراعة والبيئة والعدل والتعليم العالي ووكيل رئاسة مجلس الوزراء ورئيس معرض اكسبو وعدد من الخبراء والمهتمين.
واعرب سعادته فى بداية كلمته عن الشكر نيابة عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة واللجنة المنظمة لإكسبو 2020 لحسن الاستقبال والترحيب الحار منذ بداية مراسم حفل الافتتاح الذي شاهده الملايين عبر التلفاز واستمتعوا به وبالأغاني التي شدا بها أندريا بوسيلي والمقطوعات الموسيقية التي بهر بها عازف البيانو الصيني لانج لانج أمام ساحة دومو الساحرة.
واعتبر سعادة صقر ناصر الريسي ان خروج 20 الف فرد لحضور الافتتاح الرسمي لإكسبو ميلانو 2015 من دون أن يعبئوا بهطول الأمطار دليل على ان هذا الحدث الضخم سيحظى بدعم شعبي كبير وانهم منذ تلك اللحظة تيقنوا انهم بصدد مشاهدة إكسبو رائع وفعال مكرس لجعل حياتنا أجمل.
واضاف انه من الواضح أن الشعب الإيطالي يتمتع بروح مرحة تشتهي الاحتفال بما قدموه للثقافات وما لديهم من أنواع الأطعمة المختلفة مؤكدا انه وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية العصيبة نجحت ميلانو في تقديم ما نراه وما سواه حيث حجز إكسبو ميلانو طوال الأشهر الستة مكانا له في موسوعة الأرقام القياسية اذ شارك فيه 145 دولة وبيع ما يزيد عن 12 مليون تذكرة وبفضل شعاره المتجسد في "تغذية الكوكب طاقة من أجل الحياة" الذي نجح في توسيع دائرة الحوار والنقاش عن الجوع والسمنة والأمن الغذائي.
وقال ان إكسبو ميلانو سيترك إرثا ملموسا له قيمته يتضح من ميثاق ميلانو المقدم إلى الأمم المتحدة للتشجيع على تحقيق الاستدامة على مستوى العالم من حيث المنظور الزراعي والغذائي.. مضيفا " ومع كل هذه الإنجازات الملموسة على أرض الواقع بما فيها تعزيز ودعم الاقتصاد الإيطالي وتثبيت ميلانو كوجهة مرغوبة لا يسعنا إلا أن نقول ميلانو لقد أحسنتم صنعا Bravissimo Milano!" .
واوضح انه بالنظر إلى تاريخ معارض إكسبو نجد أن معظمها وضع المستقبل نصب عينيه ومحور اهتماماته وتنبأ بالتطورات التقنية المستقبلية والاهتمامات الاجتماعية حيث ظهر هذا جليا في المعرض العظيم عام 1851 ويظهر اليوم في ميلانو 2015 هذه المدينة الجميلة التي تمثل جزءا من أمة معروف عنها شغفها بالطعام أمة تتميز بالدفئ والأنس والسعادة.
وقال سعادة صقر ناصر الريسي " كما تعلمون فإننا سننظم إكسبو 2020 ونعلم جيدا حجم تلك المسؤولية والعمل الذي ينتظرنا للقيام به ونوقن أنه من الضروري اختيار شعار يرتبط بالعصر والعالم الذي نعيشه.. لقد كان لزاما علينا أن نجد عرضا مميزا يعكس هوية الإمارات العربية المتحدة وروحها ويمثل الاحتياجات الحالية في العالم بأسره والعصر الذي نعيشه .. لقد اخترنا شعارا قويا مقنعا بمضمون مهم وموضوع شامل شعارا يتطلب توفر الحكمة والمعرفة شعار يعرض كل ما يمكن تحقيقه ويحقق ما يعتبره البعض مستحيلا .. شعار يتطرق إلى الاحتياجات التي اضطر جميعنا إلى مواجهتها حتى يومنا هذا.. شعار يعنى بالقضايا التي تعكر صفو حياتنا اليوم وتقف أمام تحقيق أحلامنا.. شعار يركز على الماء والغذاء والصحة والطاقة والتعليم وفرص العمل.. وفي الواقع فإن هذه القضايا لم تتغير مطلقا إلا أنها أصبحت اليوم أكثر أهمية وصارت ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى".
ونبه سعادته الى ان الشعار الذي اخترناه المتمثل في " تواصل العقول وصنع المستقبل" يدرك أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي تدفعه غريزته الأساسية إلى التعاون لإيجاد حلول جماعية وتحقيق أهداف مشتركة ولا تخلو أي صحيفة في عالمنا اليوم في بلد كان من ذكر هذه الأهداف حيث نراها على صدر جميع الصحف.
وقال سعادته " إننا حقا ندرك وجود تحديات تواجهنا إلا أننا نريد أن نوضح كذلك أنه بالتعاون والتضامن يمكننا إيجاد حلول إيجابية لبعض هذه التحديات إن لم يكن لجميعها.. نود الاحتفال بعبقرية وذكاء الإنسان عند تعاونه وضمان استمتاع ضيوفنا بالاحتفال وليكن يومهم أو أيامهم معنا ذات قيمة.. ومن هنا تأتي الموضوعات الفرعية "الشعار الفرعي" لتوضح ما نطمح إليه ".
واوضح سعادته ان الموضوعات الفرعية لإكسبو 2020 تحدد ثلاثة عوامل رئيسة لتحقيق التقدم في القرن الحادي والعشرين وهي.. تحقيق الفرص وما تعنيه من ضرورة وصولنا إلى جميع مواطني العالم بأسره حيث أننا ندرك تماما دور الشباب وأهميته وما يحتاجونه من طرق تواصل مميزة وعروض مختلفة.. أما التنقل فيمتد ليشمل جميع الآليات بما فيها اللوجستيات العمرانية والنقل والمواصلات والمباني والبنية التحتية الداعمة لها والتواصل الافتراضي والإبداعات الحالمة.. مشيرا الى ان الاستدامة موجودة في الكلمات والأعمال.
وقال " إننا نعتزم إقامة أول إكسبو يضع الاستدامة نصب عينيه من لحظة انطلاقه.. ونأمل في الارتقاء بمناظرات التغير المناخي إلى مستويات جديدة من الحوار الدولي.. مضيفا والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل لنا أن نحقق كل هذا وذاك؟ حسنا فلنحاول ونرى.. نعي جيدا أن مقياس نجاح إكسبو 2020 من الناحية الكمية يكمن في عدد الدول المشاركة والزوار والعمليات غير المعقدة لجميع المعنيين".
وذكر سعادة صقر ناصر الريسي " ان زيارات فريق العمل لدينا تكررت إلى إكسبو ميلانو من أجل التفاعل مع المنظمين وتبادل وجهات النظر مما أثرى من دون شك معرفتنا وخبراتنا وتعلمنا خلاله الكثير.. معتبرا انه حينما ننظر إلى إكسبو 2020 من حيث كونه تجربة فلا بد أن تكون تجربة حافلة بالإثارة والمتعة والجمال أما من حيث كونه حدثا فلا بد أن يكون فعالا لتحريك الأحداث وتسريع عجلة التقدم وترك إرثا زاخرا يفيد الجميع".
وتحت تساؤل ما الإرث الذي سنخلفه وراءنا ليفيد الأجيال المقبلة؟.. قال سعادته " لقد حددنا في هذا الصدد أربعة أنواع من الإرث : أبرزها الإرث العمراني المتمثل في المباني والبنى التحتية وما سنجنيه منها من فوائد في الحقل الثقافي والتعليمي والتجاري .. والإرث الاقتصادي الذي سيظهر في صورة دعم ملموس للأعمال والقطاع السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة.. وعلى نفس القدر من الأهمية يمكننا النظر إلى الإرث الاجتماعي والإرث المتعلق بالسمعة حيث أثبت هذان الإرثان فعاليتهما في معارض إكسبو السابقة في لشبونة ومونتريال وأشبيلية وبالطبع ميلانو".
وقال سعادة صقر ناصر الريسي ان نجاحنا في إقامة إكسبو 2020 بصورة متميزة سوف يعزز سمعة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الدولي حيث سننجز بمشيئة الله حدثا متميزا يشهد له العالم بأسره.
أرسل تعليقك