في سيارة رباعية الدفع، يراقب حارس مسلح مدخل منجم للذهب في جنوب افريقيا، لكن هذا الاجراء لم ينجح في ردع عصابات استغلال المناجم غير الشرعية من الاشتباك في ما بينها اواخر ايلول/سبتمبر الماضي.
ويروي حارس الامن هذا ما جرى في الاشتباك الذي اسفر عن مقتل خمسة اشخاص، ويقول "كان الرصاص في كل مكان".
ويضيف من مكان عمله على باب منجم غروتفلي في سبرينغز على بعد ثلاثين كيلومترا في جوهانسبورغ "اتصلت بالشرطة، لكنهم لم يأتوا سوى في الصباح لمعاينة جثث القتلى، هم يخافون من المجئء الى هذه المنطقة".
وتضم جنوب افريقيا ستة الاف منجم هجرها المستثمرون لكونها قليلة المردود عليهم، لكن ما بين ثمانية الاف الى ثلاثين الفا من عمال المناجم غير الشرعيين يعملون فيها رغم المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن حفر انفاق وآبار، بحسب المفوضية الجنوب افريقية لحقوق الانسان.
لكن الآونة الاخيرة حملت معها خطرا من نوع آخر، العصابات المنظمة.
في ايلول/سبتمبر الماضي، قتل عشرون شخصا على الاقل في اعمال عنف بين عصابات من مستثمري المناجم في منطقة جوهانسبورغ، التي كانت لوقت طويل عاصمة عالمية في انتاج الذهب.
وبحسب تقرير صادر عن غرفة جنوب افريقيا للمناجم في العام 2015، فان "حرب العصابات الى ارتفاع"، فالعمال الذين غالبا ما يكونون مدججين بالسلاح والمتفجرات ينصبون كمائن للعمال والحراس والمجموعات المنافسة لهم من المستثمرين غير الشرعيين.
في المنطقة المجاورة للمنجم في غروتفلي، "اصبح الاطفال من سن الرابعة يميزون صوت اطلاق النار" بسبب الاشتباكات المتتالية، بحسب ما يقول سامسون جيري المسؤول المحلي مشيرا الى رصاصة يحملها بيده تشهد على واحد من هذه الاشتباكات.
ويضيف "حين يسمع الاطفال صوت اطلاق النار، يعرفون انه ينبغي عليهم ان يستلقوا ارضا".
ازاء حدة هذه المشكلة، خصصت قوات الامن وحدة خاصة لمكافحة اعمال العنف في المناجم، وذلك في شهر ايلول/سبتمبر، لكنهم لا يدخلون الى المناجم نفسها لما يشكله ذلك من خطر، بحسب ما يشرح متحدث باسم الشرطة.
وفقا لسانديل نومبيني المسؤول في منظمة اكورهوليني البيئية فان "العصابات تخطف عمال مناجم تحت الارض وتجبرهم على العمل".
وتدفع العصابات للعمال جزءا من حصيلة التنقيب لا تتجاوز مقدار ما يوضع في صحن من التراب المنجمي، مقابل كل 12 كيلوغراما يخرجها العامل من باطن الارض، ومن يرفض هذه الشروط يعرض نفسه لخطر اطلاق النار، بحسب ما يروي عامل مناجم من زيمبابوي.
من هؤلاء العمال رينولد الذي يعيش في احد احياء الصفيح غرب جوهانسبورغ. وقد فقد صديقا له رفض الانصياع لشروط العصابات. وهو يستعد لدخول المنجم شهرين، وفي حال خرج منه على قيد الحياة سيكسب 420 راند (30 دولارا) عن كل غرام من الذهب يخرجها من باطن الارض في ظروف سيئة.
ويدعو البعض السلطات الى تنظيم قطاع المناجم بحيث يتوقف الاستغلال غير الشرعي الذي يحرم الدولة من عائدات كبيرة تراوح بين 5 و10 % من الانتاج المنجمي في البلاد.
ويشير الخبراء تحديدا الى تجربة زيمبابوي في هذا المجال، حيث نظمت العمل في المناجم القليلة المردود بحيث لم يعد للعصابات واعمال العنف مكان فيها.
ا ف ب
أرسل تعليقك