تقود هيئة الهلال الأحمر تحالفا دوليا يضم عددا من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لدعم الأوضاع الإنسانية وتعزيز الخدمات الضرورية للنازحين واللاجئين في جمهورية مالي.
وتنفذ الهيئة بالتعاون مع هذه المنظمات عددا من البرامج والمشاريع الصحية والتعليمية والغذائية والخدمية لدعم استقرار النازحين واللاجئين في شمال مالي التي تشهد أوضاعا إنسانية صعبة وذلك إمتدادا للدور التنموي الذي تضطلع به دولة الإمارات لتحسين الحياة في القارة الأفريقية في مختلف المجالات .
وكان وفد من الهيئة برئاسة فهد عبد الرحمن بن سلطان نائب الأمين العام لقطاع جمع التبرعات والتسويق قد زار مالي للوقوف على سير العمل في المشاريع التي تمولها الهيئة ويتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وبالتنسيق مع جمعية الصليب الأحمر المالي .
ووصل الوفد الذي ضم في عضويته محمد سالم الجنيبي مدير إدارة الإغاثة والتأهب للكوارث وسعيد سهيل المزروعي مدير إدارة المساعدات الدولية والدكتور عبد الكريم بن سي علي مستشار العلاقات العلاقات الدولية في الهلال الأحمر إلى شمال مالي واطلع على الأوضاع الإنسانية للمتأثرين من الأحداث في مناطق "تمبكتو و غاو و كيدال" .
وعقد وفد الهلال سلسة من الاجتماعات مع زعماء القبائل وشيوخ العشائر التي تقطن تلك المناطق واستعرض معهم جهود الهيئة إزاء النازحين وتعرف منهم على أهم المتطلبات التي يحتاجونها في المرحلة القادمة كما التقى شركاء هيئة الهلال الأحمر الإنسانيين الموجودين في الميدان هناك لتنسيق المزيد من البرامج و العمليات الإغاثية للمتضررين .
وزار الوفد المركز الصحي لطب الأسرة ووقف على برامج الرعاية الصحية الأولية للأطفال والأمهات وهي إحدى المحاور التي تتضمنها بنود الاتفاقية التي وقعتها الهيئة مع "اليونيسيف" . وفي هذا الصدد تتضمن مشاريع الهلال في مالي في الجانب الصحي تحسين صحة ورفاهية الأطفال والأمهات من خلال تخصيص برامج صحية تتمثل في علاج ورعاية الأطفال الأقل من سن خمس سنوات والمصابين بسوء التغذية الحاد والأمهات الحوامل والمرضعات .
ومن المتوقع أن يستفيد من المشروع حوالي 345 ألفا و 600 طفل إلى جانب 80 ألفا من الحوامل كما يتم تطعيم 95 في المائة من الأطفال ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز والنزلات المستديمة والتهاب الكبد والحصبة ويغطي المشروع أيضا 80 في المائة من النساء الحوامل ومثلهن من المواليد حديثا من رعاية ما قبل الولادة .
وفي السياق نفسه تنفذ هيئة الهلال الأحمر مشروع توفير الغذاء وتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات وذلك للحد من سوء التغذية ومكافحة الجوع وسط الأطفال والنساء ويستفيد من المشروع 27 ألفا و800 فرد في تمبكتو وغاو وكيدال ويتم تنفيذه بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ويبلغ مداه الزمني أربعة أشهر يتم خلالها تأمين الغذاء للفئات والشرائح المستهدفة .
وفي مرحلة لاحقة تستهدف جهود هيئة الهلال الأحمر تحسين بيئة التعليم في مالي وتعزيز فرص التعليم للأطفال الذين أصبحوا خارج العملية التعليمية بسبب النزوح واللجوء ووضعت الهيئة خطة لاستعادة التعليم الابتدائي في منطقتي تمبكتو وغاو بشمال مالي وضمان عملية استمراره وذلك من خلال أربعة محاور أساسية تتضمن إعادة تأهيل وتجهيز المدارس وتوفير المعدات والمستلزمات الدراسية وتدريب المعلمين وتوعية المجتمعات المحلية هناك بضرورة التعليم والدفع بأبنائهم إلى المدارس باعتبار أن التعليم هو خط الدفاع الأول عن التداعيات الإنسانية التي من فعل الإنسان ويمثل رأس الرمح في محاربة الجهل ومحو الأمية والنهوض بمقدرات البلاد الاقتصادية والتنموية وتعزيز الاستقرار والنماء .
وقال فهد عبد الرحمن بن سلطان إن الهيئة تعمل بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية التي يعاني منها المتأثرون من الأوضاع في مالي وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم الصعبة مشيرا إلى أن هيئة الهلال الأحمر تواجدت على الساحة الإنسانية في مالي منذ وقت مبكر خاصة وأنها تعتبر من أكثر الدول التي واجهت أزمات إنسانية حادة بسبب الجفاف والتصحر وتفشي الجوع والفقر حيث تسببت ظروف الطبيعة في ازدياد ظاهرة النزوح داخليا إلى جانب إستقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين من الدول المجاورة التي شهدت نزاعات مسلحة وحروبا طاحنة ما جعلها أزمة مزدوجة ومعقدة لذلك حرصت الهيئة على قيادة تحالف إنساني ضم عددا من أكبر المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة واستضافت بمقرها في أبوظبي سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع تلك المنظمات ووضعت معا خطة طموحة لمواجهة التحديات التي تعاني منها مالي في عدد من القطاعات الحيوية .
وأعرب رئيس الوفد عن تقدير الهيئة للتعاون الصادق بينها والمنظمات الدولية المتواجدة في مالي لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات لافتا إلى أن المساعدات الإماراتية تشكل دعما كبيرا ومهما لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الأوضاع وتخفيف المعاناة على الساحة في مالي وقال إنهم لمسوا من خلال الزيارة مدى المعاناة التي يواجهها السكان هناك بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة واصفا الأوضاع هناك بأنها أكثر من مأساوية حيث يكابد الأطفال والأمهات في شمال مالي ظروف الحياة وهم في حاجة ماسة للتغذية والعناية الصحية والبرامج التعليمية .
من جانبها عبرت موود بريست ممثلة برنامج الغذاء العالمي عن شكرها لدولة الإمارات ممثلة في هيئة الهلال الأحمر في الوقوف مع محنة الشعب المالي المتضرر من الأزمات و الكوارث مشيرة إلى أن مبادرة الهيئة جاءت في الوقت المناسب لتوفير مواد غذائية وصحية لإنقاذ المتضررين من أطفال وأمهات في شمال مالي لأن الأوضاع غير مستقرة بسبب الحرب .
وقال محمد بن جمالوا ممثل "اليونيسيف" في مالي إن الكثير من الأطفال المسجلين لدى المنظمة معرضون لسوء التغذية الصحية لقلة الإمكانيات وفي حاجة ماسة للتطعيمات والمكملات الغذائية.
أرسل تعليقك