أجمع مواطنون ومقيمون على أن آفة التسول دخيلة على مجتمع الإمارات، رافضين إياها خشية من مخاطرها ونتائجها السلبية، في حين أكدوا تراجع التسول في الفترة الأخيرة نتيجة لمجهودات وزارة الداخلية؛ وحزمة الإجراءات التي اتخذتها الجهات الأخرى في التصدي للآفة بإحكام الرقابة وحملات وبرامج التوعية، وحث الأفراد على عدم التردد في الإبلاغ عن أي متسوّل.
وأطلقت وزارة الداخلية حملة "لا للتسول"؛ للتوعية بمخاطر التعامل مع المتسولين، باعتبار التسوّل، من الآفات غير الحضارية ومصدراً للإزعاج، ويفتح مجالاً لصور التحايل والنصب للحصول على المال من الناس المتعاطفين مع هؤلاء المتسولين.
وقال مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الشيخ طالب الشحي ، إن التسول محرم شرعاً، مشيراً إلى أن الله أمر عباده أن يسعوا في الأرض ويمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه.
وتطرق المواطن عبد الرحمن راشد النعيمي إلى جهود وزارة الداخلية في توعية أفراد المجتمع في مكافحة آفة التسول؛ واصفاً بأنها تراجعت في الفترة الأخيرة نتيجة للتوعية التي طالت جميع الشرائح.
وسرد المواطن جمعة أحمد علي؛ قصته مع أحد المتسولين قائلاً إن أحد الأشخاص المتسولين يأتي للبيت بمعدل مرة واحدة كل ثلاثة شهور لطلب المال، ويضيف: ولكن يجب أن نتعاون مع الجهات المعنية بعدم إتاحة الفرصة لهذه الفئة بالتسول وجمع المال، لافتاً إلى أن حملات وبرامج التوعية خلال الفترة الماضية عززت الوعي لدى الأفراد في التصدي للآفة لحماية المجتمع من مخاطرها ووضع حد لكل متسول.
وأيده المواطن عبدالله سيف، معتبراً التوعية عاملاً رئيساً في تراجع آفة التسول، وأشار إلى جهود وزارة الداخلية والجهات المعنية الأخرى في تنفيذ حملات التوعية وحث جميع أفراد المجتمع على عدم الاستجابة للمتسولين؛ وسرعة المبادرة بالتبليغ عنهم.
ورأى شريف محمود "مقيم" أنه من الأفضل عدم إعطاء المتسولين الفرصة بالوصول إلى أفراد المجتمع؛ خصوصاً في منازلهم، خشية من المخاطر التي قد تترتب على ذلك وتتسبب في وقوع الجرائم.
ويقول رئيس قسم الإعلام في جامعة عجمان الدكتور حسام سلامة أنه تعامل مع أشخاص متسولين تظهر عليهم علامات الصحة البدنية والقوة الجسمانية؛ مما يؤهلهم لأعمال كثيرة لكسب قوت حياتهم بعيداً عن طرق أبواب الناس وإزعاجهم.
وقال المواطن سلطان الزعابي إن المشكلة تكمن في تغليب الجانب العاطفي على العقلاني في تعامل الناس مع المتسولين.
أما المواطن إبراهيم علي لهبش، فقد لفت إلى تراجع آفة التسول، مرجعاً ذلك لجهود وزارة الداخلية وغيرها من الجهات الأخرى.
من جهتها حذرت شرطة أبوظبي من التسول الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، واصفة أنه نسخة مماثلة للتسول التقليدي؛ والتسول الهاتفي وعبر الرسائل النصية.
وذكر مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد ، أن استجداء متصفحي الإنترنت لغرض التسول، مخالف للقانون، مطالباً الجمهور بتجاهل الرد على هذا النوع من الاحتيال والإبلاغ عنه فوراً.
وقال: بات من السهل على بعض المحتالين في الخارج امتلاك حساب إلكتروني عبر الإنترنت والانخراط في عملية التسوّل بمزاعم خادعة، لافتاً إلى أن خطورة هذا العمل الإجرامي كون المحتال يكون مقيماً في الخارج، وينتحل شخصية فتاة مجهولة الهوية.
وأوضح أن التسول الإلكتروني أخذ أشكالاً متعددة، منها التسول للعلاج أو دفع أقساط فواتير طبية أو سكنية، ومنها طلب المساعدة نظراً لظروف كارثية وقعت بوطن المحتاج "المحتال".
بدوره أشاد رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان محمد سالم بن ضويعن الكعبي ؛ بجهود وزارة الداخلية لحفظ الأمن والأمان، ودورها في صون حقوق الناس، مرحباً بحملتها للقضاء على آفة التسول وإعلانها طرق التواصل مع الجمهور؛ وحثهم على عدم التردد في التبليغ عن حالات التسول.
أرسل تعليقك