ابوظبي ـ صوت الإمارات
أكدت صحيفة " الخليج " أنه بإصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله" المرسوم بقانون بشأن مكافحة التمييز ونبذ الكراهية وازدراء الأديان تكون دولة الإمارات قد خطت خطوة كبيرة نحو تحقيق دولة المواطنة العصرية متوجة بذلك تجربتها الغنية في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكأنها بذلك تستكمل واحدا من ملفاتها الحضارية الحاضرة بإلحاح.
وقال خالد عبد الله تريم رئيس تحرير صحيفة الخليج في مقال له اليوم بعنوان "قانون بقوة الإمارات" أنه كعادة الإمارات في الريادة وإحراز قصب السبق فها هي تسبق من جديد وتحقق الريادة بإصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله" المشروع بقانون جديد من شأنه التصدي لظاهرة الكراهية والتكفير والتمييز وازدراء الأديان التي هي اليوم ظاهرة عالمية عموما وعربية خصوصا للأسف.
واضاف أن التشريع الجديد يناسب تماما دولة الإمارات وواقع التسامح والاعتدال الذي تعيشه اليوم تأسيسا على غرس الآباء المؤسسين وفي طليعتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" .. مؤكدا في الوقت نفسه أن إطلاق القانون الجديد في هذه المرحلة العربية العصيبة له معناه الخصوصي ودلالته العميقة .. وليس الأمر أولا وأخيرا إلا الاستجابة لنداء الإسلام العظيم نفسه شريعة الشرائع وعقيدة المنظومة القيمية الكبرى التي نشرت مكارم الأخلاق في أربعة أطراف الأرض والعودة إلى إرثنا الوطني المشتمل على أرقى العادات والتقاليد.
وقال " جاء المرسوم بقانون جديد جاد وحاسم نحو تطويق ظاهرة التطرف والتطيف والعنصرية والكراهية .. فلا نجاح في هذا المسعى النبيل إلا بالمواجهة القوية الواثقة وربما أتيح هذا لدولة الإمارات أكثر من غيرها نتيجة تجربتها المتميزة في صون نهضتها بسياج الأمن والعدل ولنجاحها منقطع النظير وهو مضرب المثل اليوم في توجيه الضربات الوقائية التي قصمت ظهر وحش الإرهاب وهو في مهده الأول وفي بواكير الجذور ".
وأضاف أنه بذلك الوعي وبهذا الحس تبني دولة الإمارات وتعمر وتتقدم موكب التنمية في المنطقة كما تتقدم موكب العمل من أجل تحقيق التعايش والسلام في مناطق النزاعات والتوترات وفي ذلك تطبيق لنظرها في أن الأمن العربي واحد وأن هدف الأوطان هو تحقيق مصلحة وكرامة الإنسان.
ونوه بأنه في هذا السياق المضيء يقرأ المرسوم بقانون جديد ويفسر فهو إذ يسد فراغا تشريعيا تفرضه الحاجة الواقعية يطرح من حيث هو متقدم في الشكل والمضمون السؤال الضروري الموجه أساسا إلى الضمير الجمعي حول حياة الأولاد والأحفاد وأهمية الإعداد لها منذ الآن نحو أجيال تتجاوز باقتناع كبير فكرة التشرذم والطائفية والكراهية والعنصرية والتمييز وازدراء الأديان نحو المحبة والأخوة والصداقة واللقاء في أفق الاختلاف وخصوصا في أفق الاختلاف..
اما أفضل ما يستشهد به ليكون مسك ختام المقام ..فكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " إذ يقول: وحدة المجتمع وتماسكه والمساواة بين جميع أفراده بدون تمييز هي ضمان لاستقراره وسعادته .. والفتن والجدل وإثارة الكراهية هي تفكيك له من داخله ".. حفظ الله الإمارات في تماسكها وتلاحمها قوية عزيزة على الدوام .
أرسل تعليقك