ابوظبي – فهد الحوسني
تبذل إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي جهوداً مكثفة مع عدد من الجهات المعنية، لإنقاذ أربعة أطفال من إهمال والدتهم، الذي وصل إلى حد تعريض حياتهم للخطر.
وقال مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان العميد الدكتور محمد المر: إن هناك اتصالاً ورد من أحد الأشخاص للإدارة يفيد فيه رصده وجود أربعة أطفال يلهون ويلعبون في الطريق العام، مرتدين ملابس رثة، ومتسخة، ولا يوجد اعتناء بهم، كما أنهم معرضون للدهس من المركبات على الطريق، مشيراً إلى أن المتصل أبلغ أن الأطفال على تلك الحالة منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وهو يراهم من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل على هذا الوضع يومياً.
وأشار إلى أنه تم على الفور إرسال فريق من إدارة حماية المرأة والطفل لرصد الأمر، والتعرف إلى أساس المشكلة، حيث تبين أن الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و3 سنوات، وأن والدهم خليجي مسن، ويعاني أمراضاً عدة، والأم تنتمي لإحدى الجنسيات الآسيوية، وتبين أن الأطفال الذين يحملون جنسية والدهم، وفقاً لأقوال الجيران، تعرضوا أكثر من مرة لاحتمال إصابتهم في حوادث مرورية في الشارع، لافتاً إلى أن الإدارة كانت قد تلقت في وقت سابق بلاغاً من إحدى المدارس الحكومية، يفيد عن انقطاع ثلاثة أطفال عن الحضور للمدرسة، منذ أكثر من شهرين، مشيراً إلى أنه تم الربط ومراجعة الملفات، وتبين أن الأطفال هم ذاتهم المتغيبين عن المدرسة.
وأكد العميد المر أن فريق إدارة حماية المرأة والطفل عندما توجه لمنزل الأطفال تبين أنهم يعيشون في منزل غير نظيف، لدرجة لا يمكن أن يتخيلها بشر، وأن البيت متسخ للغاية، بدءاً من البوابة الخارجية إلى داخل البيت، وأن الملابس المتسخة، والحشرات وبقايا الطعام المتعفن في كل مكان.
من جانبه قال مدير إدارة حماية المرأة والطفل بالوكالة بالإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي النقيب محمد ناجي العولقي ، إن صدمة انتابت أعضاء فريق الإدارة بسبب الحالة الرثة التي بدا عليها الأطفال خاصة الصغيرة، والتي كانت تعاني اتساخ شعرها وملابسها بشكل غير مقبول، وبمقابلة الأب الذي يحمل الجنسية الخليجية وجد راقداً على أحد الأسرة المتسخة يعاني الأمراض، فيما أهملت الأم من الجنسية الآسيوية في رعاية الأبناء بسبب رغبتها وطلبها من الأب الاستعانة بخادمة، كما أنها لم تكن على درجة من الوعي الكافي للاعتناء بأبنائها، وأنها تعمدت عدم إرسالهم إلى المدرسة بسبب عدم قدرتها على الاستيقاظ مبكراً .
وأضاف أن الأب بدا مغلوباً على أمره، قليل الحيلة، وأكد أن كل دخله يصرف على طلبات الطعام من الخارج "ديلفري"، لأن الأم ترفض إعداده، مشيراً إلى أن أعضاء الفريق لاحظ عدم اكتراث الأم بإعادة الأطفال إلى المدرسة، كما أنها لم تُبْد أي اهتمام بالأمر .
وقال العولقي إنه تم التنبيه على الأم بسرعة الاهتمام بالأطفال، والقيام بواجباتها تجاههم، موضحاً أن هناك اهتماماً بالأمر من قبل الإدارة، وسيتم المرور عليهم بصفة متواصلة حتى يتم التأكد من رعايتهم بشكل جيد، والتواصل مع الجهات المعنية مثل هيئة تنمية المجتمع في دبي لتشكيل لجنة لمتابعة حالة الأبناء
وقال: إن الإدارة ستقوم بفتح بلاغ جنائي في حق الأم إذا لم تثبت أو تقم بواجباتها حيال أطفالها في الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أن إهمال الأم وعدم تقديمها الرعاية الكافية لهم يعرض حياة الأطفال للخطر، وأن الإدارة أيضاً ستقوم بالتواصل مع جهات أخرى، لتكون شريكاً في حماية هؤلاء الأطفال من إهمال.
أرسل تعليقك