شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليوم فعاليات منتدى استشراف شرطة المستقبل الذي نظمه مركز دعم اتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة أبوظبي في مجمع إدارات الشرطة في أبوظبي بمشاركة خبراء عالميين في هذا المجال.
وأكد سموه حرص قيادة الوطن على استجلاب وتوفير السبل الكفيلة لضمان الريادة حاضرا ومستقبلا وتمكين المواطنين والمؤسسات من المضي قدما في التحديث والابتكار لمواجهة التحديات بمختلف أشكالها وتذليل العقبات التي قد تعترض طريق الجيل القادم من أبناء الوطن بما يضمن المزيد من الرفاه والاستقرار والسعادة لكل مواطن ومقيم وزائر لأرضنا الطهور.
وقال سموه إننا نسعى بخطوات ثابتة لتبقى الشرطة الإماراتية رائدة المؤسسات العالمية النظيرة بما يتوفر لها من ركائز علمية وحضارية ترسخت عبر عقود من الدعم السخي والجهود الوطنية المضنية والثقة الكريمة التي أولاها المجتمعان المحلي والدولي لهذه المؤسسة العريقة.
حضر افتتاح ومناقشات المنتدى .. الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية والفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي واللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والقادة العامون للشرطة في الدولة والمديرون العامون وعدد من كبار الضباط في وزارة الداخلية.
وأوضح الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن المنتدى يعد الأول من نوعه في الإمارات في تناول مفهوم الاستشراف الاستراتيجي في المجالات الشرطية .. مشيرا إلى أنه يمثل مجالا رحبا للتفاعل مع الخبراء العالميين لاستكشاف أي تغييرات مستقبلية محتملة قد تؤثر في الأنشطة الحكومية.
وأكد حرص حكومة الإمارات على استشراف المستقبل في مؤسسات الدولة بصفته عاملا رئيسيا في التخطيط الاستراتيجي والتطبيقي من خلال وسائل وتقنيات متطورة تجعل نظريات هذا التخطيط مترافقة مع حلول تعزز من قرارات القادة والمسؤولين لتصبح أكثر تأثيرا ونفعا لما فيه مصلحة المجتمع وتوفر لصناع القرار فرصة وضع الخطط والاستعداد.
وناقش المؤتمرون تاريخ الدراسات الاستشرافية وأهميتها وطرق عمل الوحدات التنظيمية المرتبطة به والخطط المستقبلية والتكامل بين التخطيط الاستراتيجي وعلوم الاستشراف ودور الجمعيات والمنظمات الدولية المتخصصة بالاستشراف المستقبلي.
وأكد العقيد الدكتور صلاح عبيد الغول مدير مركز دعم اتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة أبوظبي أن الاستشراف كان يمارس في البيئة التراثية في الدولة منذ القدم ولكن لم يتم توصيفه بالشكل العلمي المعاصر .. موضحا أنه يقوم على التخطيط ودراسة البيانات الإحصائية بشكل علمي ومدروس ..
مشيرا إلى أن ربط الاستشراف بالتنبؤ أو بالتنجيم مفهوم خاطئ.
ولفت إلى أهمية أن تستثمر المؤسسة الشرطية فرصة الاستفادة من تلك العلوم وأن تجعل الاستشراف أساسا وقاعدة للتطوير.. لافتا إلى اهتمام الحكومات المتعاقبة في الدولة بهذا المفهوم حتى أصبح من السمات الأساسية للقادة الاستثنائيين وفق تعبيره.
وعلى صعيد جلسات المنتدى التي أدارتها الإعلامية سماح أحمد من أبوظبي للإعلام تحدثت الخبيرة الدولية آيمي زالمان المدير التنفيذي لجمعية مستقبل العالم عن تاريخ الدراسات المستقبلية والاستشراف الاستراتيجي حول العالم .. مؤكدة أهمية وجود وحدة تنظيمية لاستشراف المستقبل في أية منظمة تختص بالعمل الشرطي الأمني لضمان استمرار نجاحها وتكوين رؤية واضحة للمستقبل وتطرقت إلى طبيعة عمل "الجمعية" التي تنشط في عدة دول حول العالم وأهمية دورها في دعم الاستشراف المستقبلي في الأجهزة الشرطية.
وتحدث بول سافو مدير معهد المستقبل ورائد في مجال الاستشراف الاستراتيجي عن تكامل الخطط الاستراتيجية مع الاستشراف المستقبلي ودلل بمجموعة من الأمثلة الحية التي تؤكد مساهمة الاستشراف المستقبلي في نجاح المنظمات التي تطبقه وتستند إليه في تخطيطها وقدم نصائح من خلال تجربته حول طرق تشغيل مراكز استشراف المستقبل وكيفية وضع الخطط الاستراتيجية.
واستعرض مارك جودمان مؤسس معهد جرائم المستقبل مؤلف كتاب جرائم المستقبل .. فوائد الاستشراف المستقبلي في المنظمات الشرطية .. مشيرا إلى عدد من الأمثلة الواقعية لقصص تثبت نجاح الاستشراف في دعم وإثراء الخطط الاستراتيجية .
وأوضح آلية تطوير مراكز المستقبل في الأجهزة الشرطية .. مؤكدا أن استشراف المستقبل يوفر للقائمين بعملية التخطيط جانبا مهما من القاعدة المعرفية اللازمة لصياغة الاستراتيجيات ورسم الخطط.
ودار حوار موسع في "المنتدى" بين المشاركين والحضور ركز على أهمية استشراف المستقبل وجهود المنظمات المعنية في هذا الإطار.
نقلًا عن وام
أرسل تعليقك