أبوظبي – صوت الإمارات
أكد مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان، للأعمال الإنسانية والخيرية، أحمد شبيب الظاهري، حرص المؤسسة على مواكبة التطور المستمر الذي تشهده الدولة، ولاسيما عبر تخصيصها أسبوعًا كاملًا للإبداع والابتكار، لافتًا إلى أن مؤسسة زايد الإنسانية حققت ثلاثة ابتكارات ثقافية ودينية، مكّنتها من نشر المعرفة وعلوم اللغة العربية، وكذلك دعم الراغبين في أداء مناسك الحج .
وأوضح الظاهري "إن المؤسسة ساهمت بتفعيل هذه المهام ضمن أطر وافكار مبتكرة لتساير التسارع الرهيب للتطور العلمي والتكنولوجي، إذ ابتكرت موسوعة متكاملة للمعرفة، تحت مسمى معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، تضمنت كل ما أنجزه العقل الانساني من قواعد أصولية وفقهية ومبادئ ومعارف عامة، في بوتقة واحدة لتكون بمثابة مشروع حضاري، يساهم في فتح أفاق جديدة نحو جمع المذاهب على أصول قواعدية محققة، كما يفتح المجال أمام القانونيين والمشرعين لاستنباط أحكامهم في مختلف مجالات النظام البحثي".
وذكر مدير عام المؤسسة أن المعلمة موسوعة وديوان مجمل جامع محكم للقواعد الفقهية والأصولية الإسلامية، هي في الأساس فكرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، جمعها كوكبة من خيرة علماء المسلمين للمذاهب الأربعة ومذاهب أخرى، فكان حصيلة الجمع لهذه المعلمة الفقهية الأصولية 100 ألف قاعدة اختصرت بجهود مضنية إلى ألفين و900 قاعدة أصلية مع متشابهات القواعد، فأصبحت بعد الانتهاء منها مرجعًا فقهيًا أصوليًا للباحثين والمختصين وطلبة العلم، لا يمكن أن يعتمد بحث في الفقه والأصول لم يرجع إليها.
وأضاف الظاهري :"إن نشر معجم زايد يعد ابتكارًا جديدًا، كذلك في إعداد المعاجم لاستخدامه الألف بائية التي تسهّل على الطلبة والدارسين بلوغ المعاني المطلوبة، بالإضافة إلى جمعه ملاحق في النحو والحرف وقواعد الإملاء، وعلم العَروض والقافية وعلامات الترقيم، بالإضافة إلى أطلس ومشاهد من الإمارات".
ولفت إلى أن المعجم يتكون من 1020 صفحة من القطع الوسط، ويخدم في الأساس تلاميذ المرحلتين الإعدادية المتوسطة والثانوية، لكونه مرتب ترتيبًا ألف بائيًا نطقيًا، وشروح الكلمات متناسبة مع مستوى الطالب الإدراكي والعلمي، وفق منهج عمل يعود إلى المعاجم التراثية العريقة في ثقافتنا العربية، إضافة إلى اعتماد الألفاظ الصحيحة في تداول الأدباء والمفكرين والمثقفين، وتبسيط شرح لمعاني المفردات، وغير ذلك من أسس منهجية بالغة الدقة والوضوح.
وأبان الظاهري :" يتميز هذا المعجم بأربعة ملاحق مهمة؛ في الصرف، وفي التصريف، وفي الأوزان الشعرية، وفي الإملاء، إضافة إلى خرائط العالم وأعلام الدول، أما على مستوى البرامج، فقد أبدعت المؤسسة بابتكار برنامج زايد للحج الذي أصبح نظامًا لسائر المؤسسات والحملات المعنية بشؤون مناسك الحج".
وأضاف :" لجأنا في مؤسسة زايد إلى منظومة جديدة في تطوير أداء المهام الملقاة على عاتقنا في تقديم خدمات إنسانية عملية تساير النهضة التنموية الوطنية المبتكرة التي ترعى مسيرتها القيادة الرشيدة للدولة، وهذا يعد تماشيًا مع التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في رفع شعار الابتكار، ليكون قفزة نوعية جديدة في إنجازات الدولة على المستوى العلمي والحضاري، وتشجيعًا للشباب والناشئة في التسابق والبحث والدراسة الدقيقة لتحقيق المستقبل للأجيال القادمة، والمحافظة على استدامة التطور الاقتصادي، وتوفير البدائل للطاقة عبر سير أغوار العلم لابتكارات جديدة توفر للمجتمع مصادر دخل غير استنفاذ طاقة البترول"
وأكد الظاهري على ضرورة استنهاض الهمم بالحوافز والدعم في مجال التعليم في مختلف مراحله، وتحفيز الطلبة بالجوائز والاهتمام بمناهج وطرق التعليم وتطوير أدوات التعلم والانتقال من صيغ التلقين إلى التجارب العملية العلمية، وفتح مجالات التفوق العلمي المدروس والمخطط وفق أحدث المناهج لابد أن يمهد السبل أمام أبنائنا للإبداع والابتكار.
و نظمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، احتفالية، أمس، بذكرى يوم الشهيد والعيد الوطني، بالتعاون مع دار زايد للثقافة الإسلامية، تضمنت افتتاحًا لمعرض صور ووثائق عن المؤسس الأول للاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، داخل مقر المؤسسة، بالإضافة إلى بعض الفقرات الشعرية والفنية والمسابقات التي قدمها طلاب بجامعة زايد وتلاميذ من مدرسة حمودة بن على الابتدائية.
أرسل تعليقك