صنعاء – عبدالغني يحيى
نفذت ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها مجزرة مروّعة في عدن الأحد، إذ قصفت بصواريخ "كاتيوشا" الأحياء السكنية في منطقة دار سعد، وأعلنت الحكومة الشرعية اليمنية أن القصف أوقع 43 قتيلًا و173 جريحًا في صفوف المدنيين.
وواصل مسلحو المقاومة الشعبية والقوات الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي الأحد، التقدُّم في أحياء يتحصّن فيها مسلحو الحوثيين في مدينة عدن، واقتربوا من السيطرة على القصر الرئاسي في منطقة "معاشيق" حيث آخر جيوب الجماعة، بالتزامن مع سيطرتهم على مفترق طرق استراتيجي قرب قاعدة "العند" الجوية في محافظة لحج المجاورة (50 كلم شمال عدن)، وفيما حاولت الجماعة شن هجوم مضاد شرق عدن وشمالها لاستعادة المدينة التي أعلنتها الحكومة "مدينة محرّرة"، تواصلت المواجهات في مدينة تعز (جنوب غرب) وفي محيط مدينة مأرب (شرق صنعاء)، كما قصف طيران التحالف الخطوط الأمامية للجماعة والقوات التابعة لها ومخازن الأسلحة في محافظات يمنية.
وقلّل الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام من انتصارات المقاومة والقوات الموالية للشرعية في عدن، واعتبرها "انتصارات إعلامية"، مهدّدًا مجددًا باللجوء إلى "الخيارات الإستراتيجية"، واتهم الأمم المتحدة بـ "التورُّط بالعدوان على اليمن".
وأفادت مصادر المقاومة والقوات الموالية للشرعية بأنها "تمكّنت في مدينة عدن من تجاوز عقبة حجيف وحي الأسماك، وباتت على بعد أمتار من فندق الصخرة في منطقة التواهي جنوب المدينة، بعد سيطرتها الكاملة على منطقة جول دمور". وأكدت أنها "تتقدّم ببطء" في حي الفتح، حيث القصر الرئاسي في منطقة معاشيق بسبب "انتشار القناصة الحوثيين على أسطح المباني".
ونفت المصادر ذاتها أنباء عن استعادة الحوثيين السيطرة على المطار، وقالت إن ما يحدث هو أن ميليشيا الجماعة المتمركزة في منطقة "العلم" شرق المدينة، تقصف أحياء خور مكسر ومحيط المطار بصواريخ "كاتيوشا"، وتقصف أحياء شمال المدينة في دار سعد والشيخ عثمان. وتحدّثت مصادر طبية عن مقتل 25 شخصًا وجرح عشرات بالقصف الحوثي على دار سعد، ثم ارتفعت الحصيلة إلى 43 قتيلًا و173 جريحًا. وأكد شهود أن مبنى سكنيًا احترق في حي الممدارة التابع لمنطقة الشيخ عثمان، لكنه كان خاليًا من السكان.
وفي جبهة محافظة لحج المجاورة، أعلنت مصادر المقاومة والقوات الموالية للشرعية أنها سيطرت على "مثلث العند" بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، وهو مفترق طرق إستراتيجي يربط محافظات عدن ولحج وتعز والضالع. وأضافت أنها تستعد لاقتحام قاعدة العند الجوية التي انسحب إليها مسلحو الجماعة والقوات الموالية لها.
وتواصلت المواجهات في أحياء مدينة تعز، واتهمت المقاومة ميليشيا الحوثيين بقصف مخزون محافظة تعز الإستراتيجي من النفط والغاز في منطقة "الضباب" بعد سيطرة المقاومة عليها، في حين ذكرت مصادر الحوثيين أن تدمير المنشأة القريبة من السجن المركزي واحتراق مخزونها ناجمان عن قصف جوي.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات بين الفريقين تواصلت الأحد بكل أنواع الأسلحة في أحياء الزنوج والجمهوري وفي مديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر، وسط أنباء عن تقدم المقاومة في جبهة صبر وسيطرتها على عدد من المواقع. ولفتت مصادر المقاومة إلى أن مسلحي القبائل في محافظة مأرب نفّذوا هجومًا مباغتًا على مواقع للحوثيين في منطقة "الفاو" وسيطروا على ثلاثة منها. في الوقت ذاته، أفادت مصادر عسكرية بأن طيران التحالف ضرب مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في أكثر من محافظة. وأكدت أن الغارات الجوية استهدفت مواقع للجماعة والمعسكرات التي تسيطر عليها في محافظات عدن ولحج والجوف وحجة وإب وصنعاء وصعدة، وعلى طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي مع السعودية. وطاولت غارات معسكر لواء الصواريخ 55 الذي يتبع ما كان يُعرف بـ "قوات الحرس الجمهوري" في مدينة يريم شمال محافظة إب. وتحدث مواطنون عن سماع انفجارات ضخمة، في حين أفادت مصادر طبية بمقتل 13 شخصًا وجرح 20 آخرين.
وأكد وزير النقل في الحكومة الشرعية اليمنية بدر باسلمة أن جهودًا مكثفة تبذل لإصلاح مراسي البواخر ومدارج الهبوط والإقلاع في مطار عدن، لتسهيل تدفق الإغاثة لكبرى مدن الجنوب اليمني بحرًا وجوًا. وقال باسلمة لـ"الحياة" الأحد، في اتصال هاتفي من مقر إقامته في عدن، إن المدينة تحت السيطرة الكلية للقوات الموالية للشرعية، وأكد أن ميناء المصافي في عدن استقبل الأحد أول سفينة محملة بالإغاثة، ترفع علم الكويت. وكشف رئيس المجلس الأهلي في مناطق الواحد في شبوة الشيخ عبدالواحد الواحدي أن قوات من ميليشيا الحوثيين والموالين لعلي صالح تتحصن في قاعدة العند الجوية، مستخدمة ألفي أسير دروعًا بشرية.
أرسل تعليقك