انبجست منارة خيرية وإنسانية إماراتية شامخة للعطاء تحمل اسم الراحل الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، وهي تُعنى بشريحة من الشرائح الهشة في المجتمع، ونعني الأطفال الأيتام والمشردين في المملكة المغربية الشقيقة، توفر لهم التعليم والتأهيل والحياة الكريمة حتى يشتد ساعدهم ويقوى لينخرطوا في المجتمع ويعتمدوا على أنفسهم، ويصبحوا عناصر منتجة.
وأكد والي الرباط عبد الوافي لفتيت، أن إقامة هذا الصرح الخيري والإنساني ليس بغريب على الإمارات وقيادتها وشعبها، وهو من دلائل العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، مضيفا أن الأيادي البيضاء للإمارات تمتد لمناطق عدة في المملكة، كما أن مشاريعها التنموية في مختلف القطاعات تقف خير شاهد على ذلك، مشيرا للدور الإنساني والخيري المهم الذي تقوم به المؤسسة في مساعدة هذه الشريحة من الأطفال من الجنسين.
وبيّن مدير عام مؤسسة أحمد بن زايد للأعمال الاجتماعية الدكتور محمد سمير الخمليشي البخاري في منطقة عين عتيق أحد ضواحي العاصمة المغربية الرباط، أن الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية أشرف على تدشين المؤسسة، وأطلق عليها اسم "مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الاجتماعية" في 12 آب/ أغسطس 2011، تخليدا لذكرى الشيخ الراحل الذي كانت تربطه في المغرب وشعبه علاقة حب ووفاء، وله مبادراته وإسهاماته وأياديه البيضاء نحو الكثير من الفئات المحتاجة، ويحرص على أن تكون ذات فائدة دائمة للجميع.
وأوضح الخمليشي أن المكان كان مجرد مركز اجتماعي متواضع قبل أن تمتد له يد العطاء الإماراتية، وتجعل منه بمشاركة دوائر مغربية منارة وصرحا للعمل الخيري والإنساني لا مثيل لها في المنطقة.
وأضاف أن الهدف الأول الذي تنطلق منه "مؤسسة أحمد بن زايد" التمسك بكرامة الإنسان، وتوفير الأمان والعيش الكريم لنزلائها عبر تطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين من خلال الانتقال من مرحلة التكفل إلى مرحلة التكفل والإدماج الاجتماعي في إطار مؤسساتي أو " سوسيو - مهني أو أسري".
وأوضح إن المؤسسة تقوم على مساحة خمسة هكتارات، وتبلغ ميزانيتها 8 ملايين درهم، وتساهم بلدية مدينة الرباط كذلك في نفقات المركز الذي أصبحت له إدارة جديدة يُطلق عليها "جمعية أصدقاء مركب عين عتيق"، التي يرأسها عمدة مدينة الرباط وزير المالية الأسبق، السيد فتح الله ولعلو للمساعدة في إدارة المؤسسة الجديدة والنفقات المالية الناتجة عن توسعة المركز.
وحول الطاقة الاستيعابية للمؤسسة، أكد الخمليشي، إنها تصل إلى 1400 نزيل ونزيلة، ولكنها حاليا يستفيد منها 1252 نزيلاً ونزيلة، نظرا للحاجة للتوسعات المطلوبة لاستيعاب الأعداد التي تتقدم للمؤسسة، وفيما يتعلق بالشرائح التي تستقبلها المؤسسة فقال إنها تشمل بدءا من المصابين بالأمراض العقلية، إلى المعاقين جسدياً إلى المسنين، إلى الأمهات العازبات إلى المتشردين والمتسولين، وانتهاءً بالأطفال الأيتام والمشردين.
ولفت إن المؤسسة تسهم بخدماتها الخيرية والإنسانية في مكافحة التسول والتشرد وإنقاذ هذه الفئات الهشة، وتستقبل الأطفال الأيتام والمشردين عن طريق ذويهم أو عبر المحكمة أو الشرطة، ومنهم من يقدم طواعية، أما عن خدمات المؤسسة، فيعلن الدكتور محمد سمير الخمليشي، إنها تقدم بالمجان، وتتجلى في احتضان النزلاء مع توفير السكن والإقامة الكاملة من مأكل ومشرب، إلى جانب تقديم الخدمات العلاجية والرعاية الصحية والدراسة.
وتعمل مؤسسة أحمد بن زايد في تقديم خدماتها بشراكات مع جمعيات أهلية مغربية متخصصة تستفيد من التسهيلات المقدمة من المؤسسة، ومنها "الجمعية المغربية لدعم الأطفال في وضعية صعبة" والتي تتكفل بـ 100 طفل وراشد، وتضم وحدة لمصاحبة الأطفال ضحايا الإدمان، ومركزاً أجتماعياً وتربوياً مخصصاً للتربية غير النظامية والتكوين في مجالات الإعلام، والموسيقى، والفن التشكيلي.
وأضاف الدكتور الخمليشي أن هناك أيضا "جمعية سنابل الخير، وتتكفل بـ200 طفل وطفلة راشد وراشدة في وضعية صعبة: من أسر تعاني الهشاشة أو من الأيتام أو المتخلى عنهم، شرط أن يكونوا محبين لطلب العلم، وتوفر لهم جميع ظروف العيش الكريم والالتحاق بالمدرسة.
وعن منشآت مؤسسة "أحمد بن زايد آل نهيان" يصف الدكتور الخمليشي، أن هذه المؤسسة الاجتماعية تضم ثماني عمارات تأوي 460 نزيلًا ونزيلة، وجناحين يستوعبان 792 نزيلاً ونزيلة ذوي الاحتياجات الخاصة (معاقين ذهنيا أو جسدياً)، ومطبخ بيداغوجي (تعليمي) كامل التجهيز تم استقدامه قصعة ووحداته من دولة الإمارات العربية المتحدة، حماماً تقيديا، مركزاً صحياً، غرفة غسيل مجهزة، مساكن وظيفية، ملعباً رياضياً، فضاء للألعاب.
ولفت إلى أن المؤسسة نجحت في وضع شراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي تكفل بإدارة برامج التعليم والتأهيل بمختلف شعب التكوين (التأهيل)، التي يستفيد منها حاليا 1030 دارسا من جميع أنحاء محافظة الصخيرات تمارة، الذي يعد مفخرة للمركز؛ لأنه تمكن من إنقاذ عدد كبير من الشباب من الضياع والبطالة والانحراف، حيث يقومون بتعليم وتدريب الأطفال والشباب والشابات، بحسب رغباتهم وتوجهاتهم، حيث يتم إعدادهم للعمل كطهاة أو نجارين أو كهربائيين أو في مجال الخياطة النسائية، وغيرها من المجالات والميادين التي تعد كل منهم للاعتماد على نفسه بالعمل في حرفة ومهنة توفر لهم الحياة الكريمة.
أرسل تعليقك