انضم رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون إلى قمة زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "G7" المنعقدة في بافاريا، متوقعا بأن يواجه جدول أعمال مزدحم تتصدره الأحداث في أوكرانيا، إضافة إلى سبل إنقاذ اليونان من أزمتها المالية والتطرق إلى التغيير المناخي.
وتستضيف القمة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل التي كافحت بشدة في محاولة لإبرام اتفاق مع الحكومة اليونانية قبيل انعقاد القمة ولكنها فشلت، مع التأكيد على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، سيطلب آخر ما تم التوصل إليه بشأن هذه الأزمة التي تخيم بظلالها على الاقتصاد العالمي من أجل إنهاءها.
وتنعقد القمة في "Schloss Elmau" في مقاطعة بافاريا الألمانية، فيما يجري 20,000 رجل من الشرطة دوريات في المدن المجاورة للحد من تظاهرات المعارضين للقمة، ويحضر القمة رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إلى جانب مدير صندوق النقد الدولي كرستينا لاغارد، لإخبار أوباما عن آخر ما تم التوصل إليه بشأن محادثات الإنقاذ.
وتحدثت ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند هاتفيًا مع رئيس الوزراء اليوناني آليكسيس تيبراس نهاية الأسبوع، وتم الاتفاق على اجتماع السياسيين الثلاثة في بروكسل مساء الأربعاء على خلفية القمة المنعقدة للإتحاد الأوروبي مع أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي، وسيضغط أوباما على الأوروبيين لإظهار مزيد من العزم على توقيع عقوبات ضد روسيا.
ويستمر استبعاد روسيا من قمة زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "G7" كعقوبة لها على دعم المتمردين العام الماضي في شرق أوكرانيا، وقد ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن النزاع في أوكرانيا هو نتيجة للتحركات التي تجريها الولايات المتحدة، ولا يزال الرأي منقسم حول مسألة العقوبات على روسيا حيث انخفاض أسعار النفط من شأنه التأثير على الاقتصاد في روسيا.
وسافر وزير "الخارجية" الأميركي جون كيري أخيرًا إلى سوشي لإجراء محادثات مباشرة مع بوتين، ما كان ينظر إليه على أنه تحسن في العلاقات، إلا أنه لم يكن هناك شيئا ملموسا في الوقت الذي زادت فيه الضغوط عن أي وقت مضي فيما يخص وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأبدى البعض تضامنه مع أوكرانيا، حيث نسق أوباما مع الرئيس الأوكراني بيترو بورشينكو قبل انعقاد القمة، بينما زار رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي أوكرانيا وهو في طريقه إلى القمة، وبيّن نائب مستشار الأمن القومي لأوباما بنيامين رودس أن أكثر الأمور العاجلة هو ضرورة التركيز على الاتحاد والالتفاف حول العقوبات التي سيكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد الروسي.
وأكدت ميركل أن البيان في هذه القمة سيتضمن هدفًا طويل الأمد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين، وستطالب الدول المشاركة في القمة بدعم صندوق التمويل من أجل مناخ صحي والذي يرمي إلى الوصول بحلول عام 2020 إلى 100 مليار دولار، في الوقت الذي ضاعفت فيه ألمانيا مساهمتها لتصل إلى ثمانية مليارات دولار، ودعت ميركل شخصيًا جميع الدول الصناعية من أجل المشاركة.
ويذكر أن بيان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "G7" يعد بمثابة خطوة مهمة قبل المؤتمر الذي يناقش التغير المناخي والذي ترعاه الأمم المتحدة والمقرر عقده في باريس في كانون الأول/ديسمبر، وقد كانت آخر مرة استضافت فيها ميركل قمة الدول الصناعية الكبرى عام 2007، وناضلت من أجل إقناع جورج بوش أن التغيير المناخي موجود وتعتبر ظاهرة من صنع الإنسان.
وتتواصل الشكوك حول قدرة أوباما على التوصل إلى أي اتفاق بشأن التغيير المناخي من خلال الكونغرس، فيما تم بحث سبل التحايل على السلطة التشريعية
وتتنازل القمة أيضًا تنظيم "داعش"، واجتماع الاثنين بين أوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كما أن هناك موضوعات أخري طرحتها ميركل على طاولة المناقشة تحت شعار " التفكير في المستقبل، والعمل سويًا"، من أجل تحسن حقوق العاملين في مجال الغزل والنسيج.
واستهل أوباما زيارته صباح الأحد بالذهاب إلى المدينة الخلابة كيرن برفقة ميركل، تناول خلالها الطعام المحلي وتقابل مع السكان المحليين وتناول شراب البيرة في الصباح الباكر جدًا.
أرسل تعليقك