أجمع علماء الأمة أن المؤسس والوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رائد العصر في التسامح والوسطية والاعتدال وصاحب نفس زاكية، وكان من أول من حذر من التطرف والمتطرفين، وسبق عصره في ذلك، وكان حريصا على أن ينتهج أبناؤه من أبناء الإمارات هذا النهج المعتدل في الخطاب الإسلامي، وكان من مقومات بناء الدولة العصرية الحديثة، وقام العلماء والمشاركون في الاحتفالية بسرد جانب من حياته ومآثره وإنسانيته والعطاء اللامحدود في كل جانب من جوانب حياته، وأن العالم والبشرية فقدت الشخصية الإنسانية الأبرز في العالم.
وشهد وزير الخارجية،الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان،ووزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين مساء أمس الاثنين في جامع الشيخ زايد الكبير، أمسية فكرية بعنوان "زايد.. القائد الانسان"، والتي أقيمت برعاية وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق الذكرى الحادية عشرة لرحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
وحضر الأمسية رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، العلامة الشيخ عبد الله بن بيه،ورئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، وأصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وكبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين وموظفي الهيئة.
ورفع رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي، ، أسمى آيات التقدير للقيادة الرشيدة في الدولة، وعلى رأسها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان،متوجها بالشكر لله سبحانه وتعالى الذي أكرم دولة الإمارات وشعبها بقادة حكماء رحماء مخلصين، وقيادة رشيدة رائدة، على نهج المؤسسين سائرين، ووطن منيع آمن مزدهر.
وبدوره، أكد رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه،، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسس لدولة قدمت للإنسانية بكل سخاء دون منة، مضيفا ونحن في هذه الذكرى الغالية لتذكير الأبناء بمآثر الآباء، والتي لها قيمة كبيرة لأن القيم تتوارثها الأجيال، وإن الله سبحانه وتعالى يذكرنا في القرآن الكريم بمنه على سيدنا إبراهيم عليه السلام، وجعلها كلمة باقية في عقبه، وكل بيانات التوحيد هي في عقبه عليه السلام، وانتهت إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنّ على أمة محمد فقال "ملة أبيكم إبراهيم".
ومن جانبه، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، على أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أدرك قيمة الإنسان، واعتبر أن الحضارة لا تبنى إلا على المحبة، وأن الإسلام دين رحمة، كما دعا إلى الرحمة تطبيقا لمنهج الشريعة، كما أدرك تميز قيم الإسلام من رحمة وأخلاق، وانتقد فرقاً تدعي الإسلام وهو منها براء.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أمس الاثنين في جامع الشيخ زايد في أبوظبي، بعنوان "زايد الإنسان".
وأكد رئيس الهيئة الدكتور محمد مطر الكعبي أن إنسانية زايد هي التي صححت مبكرا الرؤية الحكيمة للخطاب الإسلامي وفق منهجية الوسطية والاعتدال والتسامح، وحذرت من التطرف والمتطرفين، لأنهم يشوهون سماحة الدين الحنيف، وسيرة سيد المرسلين، وهو الرحمة المهداة للخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم وبهذا المنهج والرؤية العميقة حفظ دولة الإمارات وأبناءها من ضلالات الفرق والتنظيمات والأحزاب المشبوهة والمكشوفة، فطاب سيرة ومسيرة حية،والباقيات الصالحات من سجاياك، يا أيها الإنسان القائد، والقائد الإنسان، وستبقى سيرتك وذكراك ملهمة لأبناء هذا الوطن وللأجيال.
ولفت بهذه المناسبة الوطنية والإنسانية ندعو الله تبارك وتعالى أن يتغمد والدنا الشيخ زايد بواسع رحمته، وإننا نعاهد الله عز وجل أن نكون جنودا مخلصين لإماراتنا الغالية، أوفياء لقيادتنا الرشيدة، وان هذه الاحتفالية التي تحمل اسم (يوم زايد للعمل الإنساني) في الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تمثل وفاء لمنجزاته، وتخليدا لمسيرته، وتذكيرا للأجيال بمآثره الجليلة، وقيمه النبيلة، وإنجازاته الحضارية، ومكانته وطنيا وإقليميا وعالميا، وتجديدا لعهد الولاء والوفاء لقيادتنا الرشيدة.
وتابع لقد كان زايد القائد الإنسان القدوة، عميق الإيمان بربه سبحانه وتعالى ووثيق الارتباط بنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فما استمع أحد لحديثه إلا ولمس فيه النفحات الإيمانية العذبة التي كان يفيض بها قلبه ولسانه، مما يؤكد أنه كان من أكثر القادة ذكرا لله تعالى شاكرا لأنعمه، مذكرا بمراحل التطور التي عاناها الآباء والأجداد، حتى أغدق علينا رب العباد بما نعجز عن شكره وحمده، وترجمت أفعاله ومنجزاته حقيقة شكره لربه، حتى امتد الخير إلى كل ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة وصار يفيض منها على الشقيق والصديق في أرض الله الواسعة.
ولفت إلى أن الإنسانية كانت تفيض من جوانب نفس الشيخ زايد الطموحة النقية الزاكية، وكان قلبه الكبير يستوعب آمال الناس وآلامهم وتطلعاتهم وأمانيهم، فكان يعاملهم معاملة الوالد لأولاده، وكنا نناديه الوالد زايد، وإن إنسانية زايد هي التي خرجت لنا هذه القيادة الرائدة، ورسخت للعلاقة الأبوية بين الراعي والرعية، في هذا الوطن الذي نهضت صروحه الشامخة ومروجه الباسمة على هدى ونور، وما يزال يطاول بشموخه طموح العظماء ويرسي لشعب الإمارات وللإنسانية المتحضرة أرقى نماذج التعايش الإنساني، وأعظم الإنجازات التي تسعدنا وتسعد الأجيال القادمة .
وأضاف إلى أن من هذه البيئة الأصيلة التي تتجذر فيها الأصالة والتاريخ والعراقة، تنامت مسيرة القائد الإنسان، فراح يبني دولة الاتحاد لتكون دولة حضارية، جوهرها الإسلام، ومظهرها المعاصرة، وروحها التسامح والمحبة، تشارك فيها المرأة الإماراتية إلى جانب الرجل بعطاءاتها الكبيرة ومكانتها القديرة، ليقول للبشرية هذا أنموذجنا الراقي نحن العرب والمسلمين، وعلى مدى عقود عهده الميمون، تنامت فضائل زايد واحة مكرمات إنسانية، ظليلة وارفة على القبائل والمواطنين والمقيمين، يجري لهم الأفلاج والماء، ويساعدهم في تأمين السقاية لمزارعهم وتسويق أرزاقهم والمحافظة على تنمية ثرواتهم في المدن والأرياف والجزر والبحر.
أرسل تعليقك