أكدت مصادر يمنية مطلعة، أنَّ مستشفيات مدينة عدن امتلأت بعشرات الجرحى والقتلى على الرغم من انتشار القناصة على أسطح المنازل والبنايات التي اعتلوها خلال المواجهات الجارية بين المقاومة الشعبية والمتمردين "الحوثيين".
وأوضحت المصادر أنَّ الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الماضية أسفرت عن حوالي 200 قتيل، فضلاً عن أنَّ المدينة أصبحت تعاني من نقص في إمدادات المياه والوقود والكهرباء، مشيرة إلى أنَّ المستشفيات تتصارع الآن من أجل الحصول على عقاقير مخدرة وضمادات.
وأضافت أنَّ الشوارع في عدن لا تزال تشهد انتشار مجموعات مسلحة على مفترقات الطرق، في الوقت الذي تدور فيه معارك بالأسلحة الرشاشة من شارع إلى آخر في جميع أرجاء المدينة.
وأفاد أحد شهود العيان البائع علي بامطرف، بأنَّ مخزون البضائع اقترب من النفاد، مشيرًا إلى أنَّه لا يمكن الحصول على بديل من البضائع التي يبيعونها بسبب المعارك، مشيرًا إلى أنَّ "حرب الجياع لم تبدأ بعد في البلاد".
وصرَّح أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة عدن فارس الشعيبي، بأنَّ "طبول الحرب بدأت تدق في اليمن، ولم تعانِ أية منطقة أو مدينة في البلاد مثلما تعاني الآن مدينة عدن الساحلية، حيث تشهد حرب شوارع شرسة".
وشدَّد الشعيبي بعدما تمكن من العثور على كلمات تصف الدمار والخراب في المناطق المجاورة، على أنَّ "كل شيء دُمر، كل شيء خُرّب، لا شيء سوى الدمار والخراب".
وكانت جماعة "الحوثي" بدعم من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، شنّت هجومًا في محاولة للسيطرة على عدن العاصمة المؤقتة التي أعلنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، منتصف آذار/ مارس الماضي، ما أجر الرئيس هادي على مغادرة البلاد إلى المملكة العربية السعودية، طالبًا الحماية والنجدة.
وبعد أسابيع قليلة، أصبحت الحرب أمرًا حتميًا في اليمن بعد قادت المملكة العربية السعودية تحالف دعم الشرعية؛ وأطلقت عمليتها العسكرية "عاصفة الحزم"؛ لشن هجمات جوية ضد المسلحين "الحوثيين" لوقف تمددهم إلى عدن؛ لكن بعد 3 أسابيع تقريبًا بدأ المسؤولون السعوديون بالتهديد بغزو بري بعد تأكيدهم أنَّ إيران متورطة في دعم الحوثيين.
وأفادت مصادر أمنية يمنية، بأنَّ القبائل اليمنية شكّلت قوة من 70 ألف مقاتل على تنسيق مع القوات الخاصة المصرية والسعودية، استعدادًا للتدخل بريًا ومساندة المقاومة الشعبية في مدينة عدن.
وتشهد عدن معارك طاحنة بعد انسحاب قوات الجيش الموالية لعلي صالح، بين أبناء القبائل وأهالي الذين نفضوا الغبار عن أسلحتهم وشكلوا وحدات قتالية خاصة بهم لمواجهة تقدم الحوثيين وحلفائهم الذي يمثلون نسبة قليلة أمام المقاتلين الموالين للرئيس هادي في عدن، لاسيما أنَّ "الحوثي" تعتمد في صفوفها المراهقين وبعض الأطفال.
وأبرز الأستاذ الشعيبي، أن "بعض الشباب الحوثيين الذين تم القبض عليهم بدوا في قمة الحماسة الدينية، لقد أبلغوا بأنهم كانوا في طريقهم إلى عدن لمحاربة تنظيم "القاعدة" وهم الذين يعتبرونهم الحوثيين ألد أعدائهم".
وكان "الحوثيون" المدججون بأسلحة ثقيلة ودبابات سيطروا على مناطق استراتيجية متعددة منها الطريق الساحلي؛ لكن قبضتهم على مدينة عدن لا تزال مهتزة، كما أنهم باتوا ضعفاء نتيجة الضربات التي تلقوها من الجماعات المحلية التي تقاتل في مناطق مجاورة.
وأكدت منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في عدن فاليري بيير، أنَّ حوالي 15 إلى 20 مريضًا من ضحايا إطلاق النار المتبادل يصلون يوميًا إلى المستشفى الذي يعمل فيه أعضاء المنظمة ويعيشون فيه.
وأشارت الطبيبة بيير، إلى أنَّ المنظمة تلقت أول شحنة من الإمدادات الطبية على متن قارب من شعوب شرق أفريقيا وبالتحديد شعب جيبوتي، عبر مضيق ضيق من عدن، ولكن لا تزال تمتلك فقط ثلث الإمدادات التي تحتاجها".
وأضافت "بعدما وصلت عدن في كانون الثاني/ يناير الماضي وصفتها بالمدينة التاريخية الجميلة؛ لكن الآن أسمع فيها صوت المعارك المسلحة، البعيدة أحيانا، وتلك التي تقع خارج أسوار المستشفى، الأمر مخيف للغاية".
أرسل تعليقك