أكد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة السابق، راشد بن عبد الله النعيمي، في الحلقة الخامسة قبل الأخيرة من برنامج "الذاكرة السياسية"، الذي تبثه قناة "العربية"، أن تحرير دولة الكويت كان عملا خليجيا وبرجال الخليج، وبقواته وأمواله وعقوله، متطرقا في الحلقة إلى المفاوضات التي تلت الغزو، والجهود الدبلوماسية حيالها، مشددا على أن الشعب اليمني لم يكن أبدا ضد دول مجلس التعاون.
ولفت النعيمي، إن موقف مجلس التعاون العربي مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بني قبل غزو الكويت على كونه "عملا سياسيا أخويا، في إطار الجامعة العربية، في إطار أوبك، وفي إطار العلاقات الثنائية، لكن تفاجأنا أيضا بالتصعيد من جانب العراق، وتم الغزو، الذي شكل صدمة كبيرة".
وأضاف أنه " كان هناك رسائل تهديد مباشرة للإمارات والكويت بالابتزاز، الذي يتعلق بموضوعين: موضوع أنكم لا تبيعون نفطكم، أعطوني إياه أنا أبيعه، واتركوني أبيع نفطي، والثاني، أنه يوجد عندكم فوائض أموال، وأنا لا يوجد عندي، فأعطوني أموالكم".
وأردف " الكويت احتُلت في ساعات، وأصبحنا في الصباح نرى أن دولة أزيلت، وأن رموز هذه الدولة خارجها، وبدأنا منذ ذلك الصباح نعمل على تحرير الكويت".
وبخصوص الجهود الدبلوماسية التي بذلت في تلك الفترة مع الدول المؤيدة للعراق، ولفت " بدأنا بالاتصال بإخواننا في الدول العربية، الذين كانوا يؤيدون الاحتلال، ووجدنا أنهم مترددين، كثير منهم كان عنده تردد، وكانت هناك قمة عربية، ولمسنا من إخواننا أيضاً مواقف لم نكن نأملها، ولا نتوقعها، أنهم يؤيدون احتلال دولة عربية". واستطرد " ولذلك عدنا إلى أنفسنا، ما حك جلدك إلا ظفرك".
وتابع " مجلس التعاون جمع قوته ووضع استراتيجية تحرك لتحرير الكويت، كانت لها شق سياسي واقتصادي وعسكري. والاتفاق الذي تم في إطار مجلس التعاون، أننا نستعين بقوات صديقة وقوات حليفة، وقوات شقيقة". وأكد أن تحرير الكويت كان "عملا خليجيا وبرجال الخليج، وبقواته وأمواله وعقوله".
وبشأن مخاطبة الدول الداعمة للاحتلال العراق، أكد النعيمي أنه تم الحديث معها " فمنهم ما استطعنا أن نغيره، ومن استطاع أن يتفهم موقفنا" .
وروى أن نائبا في البرلمان اليمني وأوضح " عندما كنت في المدرسة، كان الكتاب مكتوب عليه، هدية من الكويت، والمدرسة بنتها الكويت، وعندما أمرض وأذهب للمستشفى، كان المستشفى كويتيا، والدواء الذي كانوا يصفونه لي مكتوب عليه هدية من دولة الكويت، فكيف تريدوني أن أعاديها؟". ولدى سؤاله عن تفسيره لموقف اليمن والأردن حيال الغزو، لفت النعيمي إلى أ" الوضع العربي العام بالأساس، لم يكن مترابطاً بشكل عام.
والشيء الثاني، أن بعض القيادات في الدول العربية، كانت تستمال بالمال، وفي إطار الوعود التي تمت بالحصول على غنائم"، منوها بأن الشعب اليمني لم يكن أبداً ضد شعوب دول الخليج، على عكس ما أكده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حينما ادعى أن موقفه هو "لحاق بموقف الشعب". ولفت النعيمي إلى أنه سمع من صنعاء حديثا عن حب الشعب اليمني للقيادة الإماراتية.
وبشأن سوريا، أفاد النعيمي، أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد "رجل استراتيجي، وخلافه مع العراق وجودي، وخلافه مع صدام شخصي". وأوضح أن الأسد «كانت لديه رغبة في الانضمام إلى التحالف لتحرير الكويت، ولكن هذه الرغبة يريد أن يضع عليها بعض الضوابط".
ونفى النعيمي أن يكون الأسد حصل على " ثمن سياسي" في لبنان مقابل الانضمام إلى التحالف، موضحًا إنه " لم يكن لديه استعداد لمقايضة حقوق سوريا في لبنان مع أي موضوع خارجي أو يتعلق بصداقة أو بجفاء". وأردف أن كلمة "حقوق"، تعني أنه "لا يريد أن يأتيه من لبنان أي ضرر أو انقلاب أو ما شابه".
وأشار إن دول الخليج "هي من كانت متحمسة لتحرير الكويت". وأردف " كنا نريد أن نعيد العائلات الكويتية إلى منازلهم"، مشددا على أن الأمر "تطلّب إعداداً نسميه مسرح عمليات، وكنا متأكدين ومطمئنين أن الكويت ستعود".
أرسل تعليقك