أنقرة - جلال فواز
حذّر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الولايات المتحدة وروسيا من الدعم العسكري والسياسي غير المقبول للقوات الكردية التي تقاتل "داعش" في سورية، بعد أن استدعت أنقرة في وقت سابق مبعوثي واشنطن وموسكو بسبب توريد الأسلحة ودعم القوى الكردية السورية في مواجهة التنظيم المتشدد.
وبيّن أوغلو في تصريحات إعلامية "موقفنا من هذا الأمر واضح ونقلناه إلى الولايات المتحدة وروسيا، ولا تقبل تركيا أي تعاون مع المنظمات المتطرفة التي شنت الحرب ضدها".
وأشار مسؤول في وزارة الخارجية التركية، إلى أنه جرى استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا إلى الوزارة، الثلاثاء، لنقل وجهة نظر تركيا بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" لافتًا إلى أنه يشكل المجموعة الكردية الرئيسية في سورية.
وتصف تركيا الحزب، باسم الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني المحظور "PKK" الذي استمرت المواجهات معه لمدة 30 عاما، ومدّت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة المتمردين المناهضين لـ"داعش" بالسلاح في شمال سورية في إطار دعم الجماعات التي تقاتل المتطرفين.
يأتى ذلك في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية الأسبوع المنصرم، وقف برنامج تدريب المتمردين المعتدلين، مشيرة إلى أنها ستركز جهودها على دعم قادة الجماعات المتمردة التي تقاتل "داعش".
وتشن روسيا غارات جوية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وعقد مسؤول روسي بارز محادثات الأسبوع المنصرم مع زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، لمناقشة آليات مكافحة تنظيم "داعش"، ويسيطر المقاتلون الأكراد على أجزاء كبيرة من شمال سورية على الحدود التركية حيث انخرط الجنود في قتال مرير مع "داعش" لمدة أشهر.
وتشن تركيا حربا على التطرف على شقين يتمثلان في "داعش" وحزب العمال الكردستاني إلا أن الضربات الجوية تركز بشكل كبير على قواعد المسلحين الأكراد في شمال العراق.
ونوّه داود أوغلو، الأربعاء، بوجود "رابط" بين حزب العمال الكردستاني و"الاتحاد الديمقراطي"، مضيفا "نحن نعلم أن بعض الذين فروا من العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق انضموا إلى صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية، وموقفنا واحد تجاه المنظمات المتطرفة التي شنت حربا ضد تركيا، ولدينا الموقف ذاته ضد الجماعات التابعة لها".
وحذر أوغلو الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أي تعاون مع الحزب الديمقراطي، وأبرز قوله "مثلما قاتلت الولايات المتحدة ضد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة فإن تركيا عازمة على محاربة حزب العمال الكردستاني والجماعات التابعة له".
وتابع "لا أحد يستطيع أن يضمن وقف إمداد الجماعات الكردية السورية بالذخيرة، وتركيا لن تسمح باستدراج مخزون الأسلحة في دمشق لاحقا إلى أراضيها".
أرسل تعليقك