تعتمد مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في برامجها على تطوير مساعداتها كمًا ونوعًا، لتشمل أكبر عدد ممكن من الفئات المحتاجة داخل الدولة وخارجها، حيث تنفذ مشاريع في أكثر من 55 دولة حول العالم.
ومنذ أنَّ تأسست المؤسسة العام 2007 وضعت استراتيجيتها على أساس مد يد العون إلى الفقراء ودعم طلبة العلم وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية، وكذلك تقديم المساعدات الإغاثية لضحايا الكوارث الطبيعية والصراعات ودعم المراكز الصحية والاجتماعية والعائلية والمنظمات المعنية بالتدريب المهني ورعاية المسنين، وتبعًا لذلك مولت المؤسسة مشاريع وتقديم مساعدات إلى أكثر من 55 دولة حول العالم.
وقد تركز عمل مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية على دعم الأسر المواطنة وإفساح المجال لها وتشجيعها على العطاء والإنتاج.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أنَّ إنشاء المؤسسة العام 2007 تزامن مع الجهود الحثيثة تجاه إيجاد مؤسسة مجتمعية فاعلة تمثل الفكر والنهج الإنساني لرئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وتجسَّد العطاء بمفهومه الشامل في أسلوب علمي متطور يسهم في نهضة المجتمع وتقدمه ليس داخل الدولة فحسب، بل يساهم في تنمية وخدمة العمل الخيري في المجتمعات الأخرى خارج الدولة.
وأوضح: "لقد حرصنا في المؤسسة ولا نزال على إرساء قواعد تنموية حقيقية في العمل الخيري والإنساني، بحيث تكون المؤسسة قادرة على إيجاد أفكار وأساليب جديدة غير نمطية، تضاعف من قدرة الأفراد وكفاءتهم، وتنتهج مبدأ المبادرة بشكل أكبر في استثمار الموارد البشرية المحلية في المجتمع الإماراتي واستغلال طاقاتها وقدراتها بشكل فاعل وإيجابي ومنظم".
من جانبه، لفت نائب وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس المؤسسة، أحمد جمعة الزعابي: "العمل الإنساني الذي تتميز به مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية يمثل سلوكًا حضاريًا ترتقي به المجتمعات، وأصبحت المؤسسة تمثل رمزًا للتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع محليًا، وعلامة بارزة ومضيئة على خارطة العطاء الإنساني خارجيًا".
وأكد المدير العام لمؤسسة خليفة، محمد حاجي الخوري، أنَّ العمل الإنساني للمؤسسة ارتكز منذ بداياته على مبادراتها الإنسانية الرائدة، والمرتكزة على فكرة العطاء الدائم، من خلال تنفيذ مشاريع مختلفة تساهم في التنمية البشرية والتعليمية والصحية، وإنَّ مساعدة الأسر المواطنة داخل الدولة أصبح عنوانًا لاستراتيجية مؤسسة خليفة؛ حيث فتحت المجال لهذه الأسر لتستفيد من برامج المؤسسة وتتكثف نشاطاتها الإنتاجية، وتسعى إلى تنويع مصادر دخلها، مشيرًا إلى أنَّ الجانب الإنساني الآخر لاستراتيجية المؤسسة هو التوجُّه نحو الفقراء والمحتاجين وتلبية حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، من خلال المساعدات الطارئة التي قدمتها للعديد من البلدان، من جراء الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات وغيرها.
وأوضح أنَّ مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية انطلقت إلى ميدان آخر، وهو تنمية المجتمعات الفقيرة؛ حيث ركزت في استراتيجيتها على تنمية هذه المجتمعات في مجالي الصحة والتعليم، وبذلك يرتبط مفهوم العمل الإنساني لدى المؤسسة بالتنمية الشاملة، من خلال الكثير من تلك الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان، وترقى به، ابتداء بالفرد ثم الأسرة، ومن ثم تمتد إلى المجتمع.
وفي داخل الدولة، نفذت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية العديد من المشاريع على الساحة المحلية؛ من أهمها مشروع دعم الأسر المواطنة والمساعدات العينية لطلبة الجامعات والمدارس وإفطار الصائم والوجبات الصحية للطلبة، والتكفل بتذاكر السفر للمساجين وبرنامج الرعاية الصحية وغيرها.
وتعد مساعدة الطلبة من البرامج الرئيسية التي اعتمدتها المؤسسة، وقدمت من خلالها المساعدات المادية والعينية للطلبة لمساعدتهم على التحصيل العلمي الجيد وتخطي ظروف أولياء أمورهم الاقتصادية.
وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من مشروع المساعدات العينية منذ انطلاقه قبل ست سنوات أكثر من 130 ألفًا، يدرسون في حوالي 660 مدرسة في كافة أنحاء الدولة، وتوسع المشروع قبل عامين، لتشمل المساعدات طلبة التعليم العالي.
وفي مجال آخر من دعم الطلبة، كرمت مؤسسة خليفة ألفًا و500 تربوي على مستوى الدولة، لمساهمتهم في إنجاح مشروع المؤسسة لدعم الطلبة.
وبالنسبة لمساعدة السجناء، فقد دأبت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية على تنفيذ عمل إنساني آخر، وهو مساعدة عدد من السجناء الذين أنهوا محكوميتهم ليتم ترحيلهم إلى بلدانهم، ليلتحقوا بأسرهم، ويتم تكفيل هؤلاء في الأعياد والمناسبات الوطنية؛ فقد ساعدت المؤسسة هذا العام أكثر من 600 سجين من بينهم 121 سجينًا في عيد الأضحى و229 سجينًا في عيد الفطر و304 في شهر رمضان، وينتمي هؤلاء إلى مختلف الجنسيات، وتم تسفيرهم إلى بلدانهم بالتنسيق مع الجهات المختصة.
ويفيد هذا المشروع أيضًا الأسر المواطنة التي تشارك في إعداد وجبات الإفطار، كما تشرف عليه أكثر من 22 منسقة مواطنة، تتوزع للإشراف على عمليات إعداد الوجبات الرمضانية، ولضمان مطابقتها مع مواصفات وإرشادات مركز أبوظبي للرقابة الغذائية، كما شاركت 136 أسرة مواطنة في إعداد وجبات الإفطار.
وعلى الصعيد الخارجي، تنوعت المساعدات التي قدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية للدول الأخرى؛ حيث شملت مساعدات إغاثية ومشاريع تنموية شملت قطاعات التعليم والصحة وغيرها.
وفي جانب المساعدات الإغاثية، فقد نفّذت المؤسسة خلال العام برنامج مساعدات لأكراد العراق النازحين بسبب الأحداث في المنطقة؛ حيث تم توزيع آلاف الطرود الغذائية ومياه الشرب على الأسر النازحة في إقليم كردستان العراق وبدأت المؤسسة بتنفيذ البرنامج لتصل المساعدات إلى نحو 500 ألف نازح ومحتاج وإلى 100 ألف طفل وامرأة ينتشرون في مختلف أنحاء كردستان، وبالفعل تم إيصال المساعدات حتى الآن إلى العدد المحدد من النازحين، حيث تم إيصال السلال الغذائية وطرود الأطفال والنساء والفرش والأسرة والمستلزمات المنزلية، إضافة إلى مليون عبوة مياه.
كما نفذت مؤسسة خليفة في باكستان برنامج مساعدات إغاثية على المتضررين من السيول والفيضانات التي تعرضت لها باكستان، وأدت إلى وفاة مئات الباكستانيين وتشريد الآلاف وتدمير منازلهم.
كما أشرفت سفارة الدولة في إسلام آباد على موائد إفطار جماعية للفئات المحتاجة في المجتمع الباكستاني، والتي مولتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ضمن برنامجها الرمضاني، وشملت ألفين من الطلاب الذين ينتمون لنحو 30 دولة، يدرسون في الجامعة الإسلامية الدولية، إضافة إلى وجبات غذائية لنزلاء دار الرعاية الاجتماعية في مدينة روالبندي، وللعاملين في المستشفى المركزي في إسلام آباد ومرافقيهم المرضى، بجانب وجبات للأيتام وفئات ذوي الإعاقة.
وفي أفغانستان، أنشأت مؤسسة خليفة مخيمًا للمتضررين من الانهيارات الأرضية، حيث ضمّ 200 خيمة في مديرية دولت آباد، ووزعت المساعدات الإغاثية على أكثر من ألفي أسرة متضررة من هذه الانهيارات.
ووزع فريق من مؤسسة خليفة، بالتعاون مع سفارة الدولة في كابول، المساعدات الغذائية على نحو خمسة آلاف أسرة أفغانية متضررة وفقيرة في ولايات أفغانية تضررت بفعل السيول والفيضانات والانهيارات الأرضية.
أرسل تعليقك