ارتبط اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، بالكثير من الجوانب الإنسانية التي أبرزت خصاله الحميدة ودوره الإنساني الكبير تجاه اليمن بشماله وجنوبه على حد سواء قبل إعادة تحقيق الوحدة في عام 1990 أو ما بعدها .
ويؤكد عميد كلية الرعاية الإنسانية في الجامعة الدولية وسفير النوايا الحسنة للصحة وحقوق الإنسان في اليمن الدكتور ربيع شاكر المهدي أن ارتباط الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اليمن بدأ منذ وقت مبكر في سبعينيات القرن الماضي واستمر حتى وفاته .. وكانت الأعمال الخيرة وأياديه البيضاء تمتد إلى كل شبر في اليمن السعيد الذي وجد في الشيخ زايد خير عون له في مواجهة الأزمات التي عانى منها خلال السنوات الصعبة في مراحل ومفاصل مختلفة من تاريخه.
ويؤكد المهدي في بحث له بعنوان " زايد الحكمة .. عنوان الإنسانية والسلام العالمي " إن التاريخ سجل بأحرف من نور فضل زايد الإنسان عبر عدة منجزات أهمها المنجز التاريخي العالمي والاستراتيجي ألا وهو إعادة بناء سد مأرب ليجسد صورة تعكس الماضي والحاضر بواقعية هذا الإنجاز في البلد العربي الذي يضرب جذوره في أعماق التاريخ ، مشيراً إلى أن سد مأرب صورة واقعية لمنجز يكفي لتقديم التاريخ حجته البالغة على سمو وعظمة مقام زايد الإنسان.
ويضيف " ومع ذلك فلم يتوقف التاريخ عند هذه الحقيقة والحجة وحدها إذ تحدثنا الأرقام أن إعادة بناء سد مأرب قد ارتبطت بإعادة الحياة لأخصب مناطق العالم قبل 3500 سنة في الحضارة العربية التي انهارت آخر مرة بانهيار السد عام 575 قبل الميلاد». ووفقا للباحث فقد واصل التاريخ جولته ليحدثنا بألق عن إنجاز الطريق الإسفلتي إلى مكان السد مرورا بموقع السد القديم وقنواته ومعابد وآثار الحضارة القديمة هي الطريق الشرياني الحيوي للسياحة ، فقد حرص الشيخ زايد على تمويل عمليات تعبيدها وسفلتتها لتؤتي ثمارها لصالح اليمن وشعبها وكذلك طريق صنعاء - مأرب .
ومن الأعمال الإنسانية التي تبناها الشيخ زايد باليمن تمويله لمشروع مياه مدينة صنعاء الصالحة للشرب ومشروع مياه وادي سهام ومضخات المياه في الوديان والتي تعد كلها إسهامات لهذا القائد الإنسان في التنمية الريفية اليمنية بهدف زيادة الإنتاج الزراعي لمساحة 50 ألف هكتار في أراضي محافظتي تعز وإب .
وفي جانب آخر يشير الباحث المهدي إلى مشروع المسح الجيولوجي بهدف إعداد دراسة تفصيلية لإعداد خرائط ومسح جيولوجي وجيو كيميائي وجيورفيزيائي لمناطق معبر ومناجم النحاس بوادي غبر بهدف التعرف على المعادن الموجودة وتقييم صلاحيتها للاستخراج الاقتصادي ومشاريع الوحدات السكنية والمستشفيات والمدارس ومشروع دعم الصيادين في قوارب الصيد وملحقاتها ومشروع توسيع ميناء عدن بهدف تلبية حركة السفن في الميناء والزيادة المتوقعة فيه ومشروع ميناء نشطون في محافظة المهرة .
ويؤكد أن كل تلك المشاريع قد أسهمت في تخليده بأحرف من نور تاريخيا وفي القلوب التي شعرت بصدق وتواضع الرجل وشهامته التي عبر عنها في أكثر من محفل ليس في اليمن بل في العالم أجمع سواء بالمشاريع الاقتصادية أو من خلال المساعدات المالية التي مكنت اليمن وغيرها من البلدان من الوقوف على أقدامهم .
ويصف في اليمن ما أن يذكر اسم الشيخ زايد بن سلطان في أي محفل كان بسيطا أو كبيرا حتى يسمع المرء عبارات الثناء والتقدير لرجل ارتبط اسمه بكل خير للبلاد .. ويتساوى في ذلك المشتغل في السياسة مع المواطن والرجل والمرأة وهذه حقيقة لا جدال فيها ولا مزايدة بل وهو الشخصية العامة العالمية الأولى التي يجمع عليها اليمنيون تقديرا واحتراما.
من ناحية أخرى يشير الباحث إلى أن الشيخ زايد قرر في 7 فبراير 1972 مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء .. وفي 11 مارس 1974 قدم رحمه الله - مبلغا إضافيا قدره مليون وسبعمائة وعشرة آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتليفزيون في اليمن ..وفي 29 سبتمبر 1976 حضر الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لطريق صنعاء - مأرب والذي بلغت تكاليف انجازه 187 مليون ريال يمني على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة ..وفي 10 ابريل 1982 وبتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدة عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن.
ومن المساهمات الإنسانية للمغفور له افتتاح مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأمومة والطفولة في صنعاء في شهر أكتوبر 2012 بتكلفة تجاوزت عشرة ملايين دولار قدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.
ويتكون المستشفى من ستة طوابق مبنية على مساحة 7500 متر مربع ويشتمل على خمس صالات عمليات متعددة المهام وعيادات خارجية وغرف للطوارئ.
أرسل تعليقك