أثينا - سلوى عمر
يوجد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من جميع الأعمار في مخيم أميجداليزا خلف الأسوار والأسلاك الشائكة، يتجولون في أنحاء الفناء وينتظرون جفاف ملابسهم المعلقة على حاويات الشحن.
ويعد مركز اعتقال أثينا، الذي يقبع عند سفح غابة التنوب الخصبة عند جبال بارنيثا، من بين 7 مراكز للمهاجرين في أنحاء اليونان، يوجد داخله نحو 3500 معتقل سيتم الإفراج عنهم حال أوفت الحكومة اليونانية الجديدة بوعودها حيال عملية التقشف.
ولا يمكن أن يأتي هذا الوقت بشكل قريب لأشخاص مثل بلال حسين؛ فقد اعتقل في أماكن مختلفة في اليونان، والآن في مخيم أميجداليزا ذي السمعة السيئة، فبحسب قوله "كان الأمر مروعًا".
وحين تم الافراج عن الشاب البالغ من العمر 34 عامًا نهاية الشهر الماضي في بلدة شمال كسانتي، كان لايزال يرتدي ملابسه الصيفية التي اعتقل بها العام الماضي، ويوضح "كان الجو باردًا ولا يوجد شيء لأرتديه سوى تيشيرت وبنطلون، حتى لم يكن هناك جوارب".
وفرّ السيد حسين من بلدته سيالكوت في باكستان قبل 9 سنوات، وبدأ علاقته بامرأة كانت غاضبة من عائلتها لكنهما لم يتزوجا، فقتلتها عائلتها، ثم هرب حسين ولجأ إلى أوروبا، وعلى حد قوله إن الحياة في اليونان كانت الأسوأ، حيث أن الكثير من السجناء يموتون بسبب الإهمال وعدم وجود رعاية صحية.
ويضيف "المخيم قذر جدًا، يمكن لأي شخص أن يصبح مريضًا، لا أحد يهتم، وكان يتم ضربنا حال سألنا عن الطبيب، بالإضافة إلى وجود اعتداء جسدي على نطاق واسع داخل مراكز الاحتجاز في اليونان".
ولسنوات طويلة تعد اليونان مركزًا لعلاج المهاجرين وفقًا للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي تقريرها الذي نشر أخيرًا في شباط/ فبراير الماضي حول مخيم أميجداليزا، أكدت المنظمات غير الحكومية ومنظمة أطباء العالم، سوء الأحوال المعيشية في المخيم ولكنها لم تلاحظ وجود دليل على العنف، ولكنها لفتت إلى أنه بالفعل معسكر اعتقال، حسبما صرح رئيس فرع اليونان، نيكيتاس كاناكيس.
وأضاف كانكيس: المخيم مهمل والمعتقلين يعانون من سوء التغذية كما أنهم يعيشون في عزلة حتى دون معرفة ماذا ينتظرهم في المستقبل، وخلال زيارتي المعتقل وجدت مجموعة من المعتقلين يرتدون ملابسهم الصيفية التي اعتقلوا بها العام الماضي، تمامًا مثل السيد حسين.
وعندما وصل حزب سيريزا اليساري إلى السلطة تعهد بقطع سياسات الماضي، والآن يريد أن يحرر نحو 20 مهاجرًا يوميًا، مع ضمان السكن الآمن لنحو 210 من القاصرين.
وترغب المحكمة في إغلاق المخيمات تدريجيًا أو تحويلها إلى مراكز استقبال مفتوحة، إذ أكدت وزير الهجرة اليونانية أن هناك تغيرًا في سياسات الحكومة، ولكنها رأت أن الأمر غير مرحب به في البلاد؛ نظرًا إلى أنها أصبحت أحد البوابات الرئيسية في أوروبا لآلاف المهاجرين من شمال أفريقيا وآسيا، لاسيما في سورية.
وذكر زعيم حزب التحالف ووزير الدفاع بانوس كامينوس، الشهر الماضي، أن الحكومة ستعلق المعاهدات الأوروبية والخاصة بالسماح للمهاجرين الانتقال لبقية القارة الأوروبية، وأضاف: من بين المهاجرين يعبرون للوصول إلى داعش، وبالتالي ستصبح المسؤولية على عاتق أوروبا.
أرسل تعليقك