استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الخميس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في العاصمة الأردنية عمان، حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية، وأخرى بحضور كبار المسؤولين في البلدين، متناولين سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مؤكدين حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور من أجل تحقيق المصالح المشتركة والدفاع عن القضايا العربية.
وأعرب العاهل الأردني الملك عبد الله عن موقف الأردن الثابت في دعم ومساندة مصر من أجل تحقيق المزيد من التنمية والازدهار وتعزيز دورها ومكانتها في المنطقة، فيما أشاد الرئيس السيسي بمواقف الأردن بقيادة الملك الداعمة لمصر، مقدرًا الجهود التي تبذلها المملكة الهاشمية لعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت.
وشدَّد الزعيمان على أهمية استثمار انعقاد المنتدى لتحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على اقتصادات دول المنطقة، وتخفف من حدة التحديات التي تواجه شعوبها، كما تناولا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وآليات التعامل معها، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة.
ويشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "دافوس" الذي ينطلق في البحر الميت غرب العاصمة الأردنية عمان.
ويلقي الرئيس السيسي كلمة في جلسة خاصة عن مصر، تحت عنوان "مصر في إقليم متغير"، ويديرها رئيس المجلس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، وتتضمن محاورها تأكيد أهمية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية عبر التعاون الوثيق بين الحكومات وبين القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وإيضاح أهمية دور الشباب وتوظيف طاقاتهم في المناحي الإيجابية، وضرورة القضاء على الفقر من خلال تعميم المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
كما يستعرض، خلال كلمته، ملامح استراتيجية التنمية الشاملة في مصر حتى عام 2030، وجهود الحكومة المبذولة لجذب الاستثمارات على الصعيدين التشريعي والإجرائي، فضلًا عن المشاريع الوطنية التي تنفذها الدولة، والتشديد على عزم مصر استكمال بناء مؤسساتها عبر إجراء الانتخابات البرلمانية، وتوجيه الدعوة إلى الحضور للمشاركة في دورة المنتدى التي ستُعقد في شرم الشيخ خلال أيار/مايو 2016.
وبيّن المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف، في بيان صحافي، الخميس، أنّ الرئيس يستهل فعاليات مشاركته في المنتدى بلقاء مع كلاوس شواب، بغية الاتفاق رسميًا على عقد الدورة القادمة للمنتدى في شرم الشيخ في أيار/مايو 2016، ويتبع ذلك، مشاركة الرئيس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي تتضمن كلمتين لكل من العاهل الأردني، والرئيس التنفيذي للمنتدى.
وأضاف يوسف، أنّ الرئيس سيحضر عددًا من الجلسات العامة، بينها جلسة تعقد بعنوان "إيجاد إطار إقليمي للرخاء والسلام" التي تهدف إلى الوقوف على الخطوات المطلوبة لدحر التطرف العنيف وإيجاد إطار إقليمي ييسر تحقيق الازدهار وإرساء السلام والاستقرار.
وأشار إلى أنَّ الرئيس يعقد لقاءات ثنائية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب الرئيس العراقي إياد علاوي، ويحضر مأدبة غداء يقيمها العاهل الأردني تكريمًا لكبار الشخصيات المشاركين في المنتدى.
ويفتتح المنتدى العاهل الأردني، ويشارك فيه ٩٠٠ شخصية سياسية وإعلامية وحكومية ورجال أعمال، ويتضمن برنامجه جلسات خاصة عن سورية والعراق والأردن والمغرب، فضلًا عن جلسة عن الأمن في شمال أفريقيا، تتناول الوضع في ليبيا وأزمة المهاجرين، يشارك فيها الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
كما تعقد جلسات ثانية، عن مصادر الطاقة المتجددة في المنطقة، وتحدي الأمن المائي، وتحدي توفير الغذاء، وأزمة اللاجئين، ومستقبل المدن العربية، وجلسات حول سيكولوجية التطرف والراديكالية، ومواجهة التطرف الإلكتروني، وحديثا عن كيفية تحقيق التوازن بين الأمن والخصوصية، ومواجهة خطاب الكراهية مع الاستمرار في تعزيز وضع حقوق الإنسان، وتحمل الجلسة الختامية عنوان "مواجهة العنف والتطرف مسؤولية مشتركة".
وأفادت مصادر مطلعة، بأنّ جدول الرئيس السيسي مزدحم بالزيارات الخارجية خلال الفترة المقبلة، حيث من المقرر أن يزور ألمانيا في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما يشارك في فعاليات القمة الأفريقية المقرر عقدها في جنوب أفريقيا يومي ١٤ و١٥ حزيران المقبل.
وبيَّنت أنّ الرئيس حريص على تلبية دعوات الزيارات الخارجية، والسفر وعقد لقاءات مع زعماء العالم، ومقابلة رجال الأعمال والمستثمرين؛ لكسر حالة العزلة التي كانت تعيشها مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو، وتوضيح صورة ما حدث فيها في تلك الثورة، والتأكيد أنها كانت ثورة شعبية للتخلص من سيطرة "الإخوان" على الحكم، وأنه لولا تدخل الجيش لدخلت البلاد في حالة حرب أهلية.
ولفتت إلى أنّ الرئيس السيسي يسعى من خلال جولاته الخارجية إلى تأكيد أن مصر دولة منفتحة على العالم الخارجي، وتمد يديها للجميع؛ للتعاون على أساس الاحترام المتبادل والمصالح والمشتركة، كما يعمل من خلال جولاته الخارجية على دعم الاقتصاد عبر تشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في مصر، وأن مصر تعمل على تذليل العقبات أمام الاستثمار، مشيرة إلى أنّه يلمس خلال جولاته ترحيب عدد من دول العالم بعودة مصر لاستعادة دورها على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وفسرت المصادر تزايد الدعوات الخارجية الموجهة إلى الرئيس لزيارة مختلف دول العالم، وخصوصًا أوروبا، بعد فترة من القطيعة في أعقاب ثورة ٣٠ حزيران/يونيو، بأن العالم استشعر خطر التطرف، موضحًا أنّ أوروبا كانت تعتقد بأن التطرف بعيد عنها؛ لكن الفترة الماضية أثبتت العكس.
وذكرت أنّ العالم وخصوصًا أوروبا والولايات المتحدة يرى الآن في مصر حليفًا استراتيجيًا لمكافحة التطرف، وبالتالي يسعى إلى التعاون معها، منوهًا إلى أنّ قضية التطرف؛ أحد القواسم المشتركة في جميع لقاءات الرئيس مع قادة وزعماء العالم.
أرسل تعليقك